تأجيل زيارة ملك بريطانيا لفرنسا بسبب أعمال العنف

توقيف 457 شخصاً وإصابة 440 شرطياً في احتجاجات فرنسا ضد رفع سن التقاعد

متظاهرون في مسيرة حاشدة في باريس ضد إصلاح نظام التقاعد. أ.ب

اعتقلت الشرطة مئات الأشخاص، خلال احتجاجات جديدة، في فرنسا، مع وصول المعارضة لرفع سن التقاعد إلى مستويات جديدة، حيث أعلن مكتب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في بيان أمس أنه تم تأجيل زيارة ملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى فرنسا، بسبب الاحتجاجات الحاشدة.

واندلعت احتجاجات في فرنسا أول من أمس حيث وصل الاعتراض على رفع سن التقاعد إلى مستويات جديدة، مع اشتعال الاحتجاجات في بوردو ونانت ورين، وقد استخدمت قوات الشرطة في باريس الغاز المسيل للدموع.

وقالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن إن أعمال العنف وإحداث أضرار بالمباني أمر غير مقبول.

وقال وزير الداخلية غيرالد دارمانان لقناة «سي.نيوز» صباح أمس إنه تم اعتقال حوالي 457 شخصاً، بينما أصيب حوالي 440 فرداً من قوات الأمن.

ورفض دارمانان دعوات من المحتجين إلى التخلي عن إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه البرلمان الأسبوع الماضي في ظروف مثيرة للجدل.

وذكرت وزارة الداخلية في وقت متأخر الخميس إن 1.09 مليون شخص شاركوا في الاحتجاجات بأنحاء البلاد. بينما حددت نقابة «سي جي تي» الرقم بـ3.5 مليون شخص. وتم نشر حوالي 12 ألف رجل شرطة.

كما أغلق معارضو خطط الحكومة محطات السكك الحديدية والطرق وجزءاً من مطار شارل ديغول الدولي في العاصمة باريس.

ودعت نقابات عمالية فرنسية إلى تنظيم إضرابات واحتجاجات جديدة في أنحاء البلاد يوم الثلاثاء المقبل، تزامناً مع الزيارة المعلنة لملك بريطانيا تشارلز الثالث.

وظلت الإضرابات والاحتجاجات سلمية في معظمها على مدار أسابيع عدة، ولكن الأيام الأخيرة شهدت تصاعد وتيرة العنف خلال التظاهرات التلقائية.

وتكررت الاحتجاجات ضد خطط الحكومة، التي تهدف إلى سد الفجوة التي تلوح في الأفق في صندوق التقاعد عن طريق تطبيق الإصلاحات.

ومساء الإثنين الماضي، أخفق اقتراحان لسحب الثقة من الحكومة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مدافعاً عن الإصلاحات: «إنني بين الاستطلاعات والامتيازات الفورية والمصلحة العامة للبلاد، أختار المصلحة العامة للبلاد».

وفي لندن أعلن قصر باكينغهام أمس أن ملك بريطانيا تشارلز الثالث وزوجته كاميلا يأملان بزيارة فرنسا «فور إيجاد موعد» جديد لها بعد الإعلان عن إرجاء زيارتهما بسبب التظاهرات.

وقال القصر في بيان إن «الملك وكاميلا يتطلعان لفرصة زيارة فرنسا فور إيجاد موعد لذلك».

وكان من المقرر أن يقوم تشارلز وزوجته بأول زيارة دولة إلى فرنسا الأحد قبل التوجه إلى ألمانيا.

من جهته، أعلن داونينغ ستريت أن إرجاء الزيارة تقرر بعد طلب وجهه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهذا الصدد، بسبب حركة الاحتجاج الواسعة في فرنسا على إصلاح نظام التقاعد والتي شابتها أعمال عنف.

وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن «القرار اتخذ بالتوافق بين كل الأطراف بعدما طلب الرئيس الفرنسي من الحكومة البريطانية إرجاء الزيارة».

في المقابل، أبقي على موعد زيارة الملك وزوجته إلى ألمانيا.

وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت في وقت سابق إرجاء الزيارة قائلة في بيان إن «هذا القرار اتخذ من جانب الحكومتين الفرنسية والبريطانية بعد اتصال هاتفي بين الرئيس والملك صباح أمس».

تويتر