اليمن.. تقدم حقيقي في مفاوضات جنيف وتأكيد حكومي لدعم مسار السلام

جددت الحكومة اليمنية، تمسكها بخيار السلام ودعم جهود الأمم المتحدة والجهود الإقليمية لإنهاء الحرب، معبرة عن أملها أن يشكل التقارب السعودي – الإيراني مرحلة جديدة من العلاقات في دول المنطقة ومنها اليمن.

وأشارت الحكومة اليمنية في اجتماعها الأخير، إلى أنها تدعم  أي توجه جدي ومخلص يحمل نوايا حسنة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة"، لافتة إلى إيمانها الراسخ بالحوار والدبلوماسية والوسائل السلمية لحل الخلافات ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

يأتي ذلك متزامنا، مع استمرار المشاورات غير المباشرة بين الأطراف اليمنية في سلطنة عمان، برعاية الأمم المتحدة ووسطاء دوليين، من أجل التوصل إلى صيغة جديدة لهدنة طويلة تتضمن بنودا تقود نحو الدخول في مفاوضات سلام نهائي، فضلا عن استمرار مفاوضات إطلاق سراح الأسرى والمختطفين بين الوفدين الحكومي والتابع لميليشيات الحوثي في جنيف بسويسرا لليوم السابع على التوالي.

وأكدت مصادر مطلعة على مجريات مفاوضات جنيف، انه تم تحقيق تقدم كبير في سبيل إطلاق أعداد كبيرة من الأسرى، كان الجانبين اتفقا عليها في العام 2018، تشمل إطلاق سراح 2223 أسيرا من الجانبين بينهم 19 أجنبيا.

وأوضحت المصادر، بأن المناقشات الحالية تدور حول إضافة أسماء جديدة إلى المفرج عنهم، بينهم قيادات سياسية وعسكرية بارزة، مشيرة إلى أن مفاوضات جنيف مرتبطة، ارتباطا وثيقا بما يجري من تشاور في سلطنة عمان، وتتأثر سلبا وإيجابا بتلك المشاورات.

ووفقا لمصادر، فإن أي تقدم يحدث في مشاورات مسقط، يكون له الأثر الكبير على مجريات مفاوضات جنيف، حيث تؤكد المعلومات أن الجانبين توصلا إلى صيغة شبه نهائية لهدنة مطولة تشمل العديد من البنود الإنسانية، منها إطلاق الأسرى، وفتح معابر وطرق، وصرف مرتبات، وفتح موانئ الحديدة، وتوسيع الرحلات إلى مطار صنعاء، وتوسيع مراحل الهدنة لتشمل وقف التصعيد والهجمات بشكل كامل في جبهات القتال.

وشككت مصادر يمنية، بالتزام الميليشيات بما تم التوصل إليه من تفاهمات، خاصة وان عناصرها في الميدان ما زالت تصعد بشكل كبيرة وشبه يومي، فضلا عن استمرارها في عمليات اختطاف واسر العديد من اليمنيين الأبرياء في سبيل تحقيق مصالح آنية بما فيها مصادرة الأراضي والممتلكات.

وفي هذا الصدد، أكدت مصادر يمنية، أن قيادات حوثية استحدثت خلال الأيام القليلة الماضية سجون سرية لنقل أسرى ومختطفين إليها، فضلا عن أسر مدنيين جدد على خلفية رفضهم التنازل عن أراضيهم في مناطق يمنية واقعة تحت سيطرة الحوثيين، في مؤشر يهدد مفاوضات جنيف.

ميدانيا، أكدت ميليشيات الحوثي استمرار تعاملها ضد السفن التي تدخل المياه الإقليمية اليمنية، تحت مبرر "أنها تحمي محاولات نهب الثروة الوطنية"، في تأكيد غير مباشر عن مسؤولياتها عن القرصنة التي طالت سفينة يونانية مؤخرا قرب سواحل الحديدة غرب اليمن.

وأكدت الميليشيات، استمرار تطوير قدراتها القتالية الهادفة لتأمين المياه اليمنية "حسب قولها"، وان عناصرها الإرهابية جاهزية لتنفيذ عمليات في البحر والبر، وأقرت بتنفيذ  1831 عملية قتالية خلال فترة الهدنة الأممية.

من جانبه، أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني قائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح، أهمية الاستعداد للحرب التي تعد الطريق الثابت لفرض السلام، خاصة مع استمرار تعنت ميليشيات الحوثي الإرهابية ورفضها جميع الجهود الرامية للتهدئة.

وشدد العميد طارق، على أهمية التلاحم اليمني في سبيل تحقيق استعادة الدولة، واستمرار إحباط مخططات الميليشيات الحوثية الرامية اختراق خطوط الدفاع الأولى للقوات في مختلف الجبهات، مشيدا بالملاحم البطولية التي سطرها أبطال حراس الجمهورية، التي أدت لإحباط مخطط الحوثيين في الساحل الغربي، وتأمين مرتفعات جبلية مطلة على مدينة البرح غرب تعز.

وكان العميد طارق، زار معسكرات تدريبية للمقاومة الوطنية وحراس الجمهورية، في غرب تعز، واطلع على مستوى الاستعداد والتدريب والتأهيل والجاهزية القتالية لخوض المرحلة المقبلة.

وفي إب، أكدت مصادر محلية قيام الميليشيات بتصفية الناشط المختطف حمدي عبدالرزاق الملقب بـ "المكحل" داخل أحد سجونها في محافظة إب، ورمت جثته في احد الطرق، وذلك بعد أشهر من تسليم نفسه لهم.

 

تويتر