«الكرملين» يعتبر سيادة سورية وسلامتها الإقليمية أولوية بالنسبة إلى موسكو

الرئيس السوري يعبر عن تأييده لروسيا في حربها ضد أوكرانيا

بوتين خلال استقباله الأسد في الكرملين. أ.ب

أعرب الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الكرملين، عن دعم سورية لروسيا في عمليتها العسكرية بأوكرانيا، ووقوفها مع روسيا ضد ما سمّاه «النازية»، فيما أكد الكرملين أن سلامة أراضي سورية وسيادتها «أولوية بالنسبة لروسيا».

بدأ اللقاء بين بوتين والأسد في موسكو، في ظل تكثيف الكرملين جهوده لتحقيق مصالحة بين أنقرة ودمشق.

وفي بداية هذا الاجتماع الذي بثه التلفزيون الروسي، رحّب بوتين بـ«تطور» العلاقات بين موسكو ودمشق، وأكّد أن روسيا تواصل تقديم المساعدات الإنسانية لسورية بعد الزلزال الذي ضربها وتركيا الشهر الماضي.

وقال الأسد: «سعيد جداً بهذه الزيارة.. اللقاءات بين مسؤولينا لا تنقطع، ولكن التغيرات الدولية خلال العام الماضي تتطلب منا أن نلتقي لوضع تصورات مشتركة لهذه المرحلة». وأضاف: «نشكر روسيا على المساعدات الكبيرة التي قدمتها لمواجهة تداعيات الزلزال، وخصوصاً وزارة الدفاع والجيش الروسي الذي أسهم مباشرة في إنقاذ المصابين جراء الزلزال».

وأشار الرئيس السوري إلى أن زيارته ستفتح مرحلة جديدة من العلاقات مع روسيا، وستحقق نتائج حقيقية.

ونوه بأن هذه هي زيارته الأولى إلى روسيا بعد بدء «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا. وجدد «دعم سورية لروسيا في حربها ضد النازية التي يدعمها الغرب». وشدد على ضرورة إعادة التوازن إلى العالم اليوم، وإلا سيتجه إلى الانفجار والدمار.

وأردف: «مرتاحون لنتائج عمل اللجنة السورية الروسية المشتركة، وزيارتي الحالية ستمهد لمرحلة جديدة في العلاقات بين بلدينا في جميع المجالات».

وأبلغ الأسد نظيره الروسي بأنه يتوقع نتائج ملموسة في التعاون الاقتصادي من أول زيارة معروفة له لموسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وكان الأسد يتحدث مع بوتين، أقوى حليف له، في تصريحات مشتركة قبيل محادثات رسمية في موسكو، يعلق عليها المسؤولون السوريون الآمال في جلب المزيد من الاستثمارات الروسية للمساعدة في دعم الدولة التي مزقتها الحرب.

بدوره أكد الرئيس بوتين، خلال اللقاء أنه بفضل الجهود المشتركة، تم تحقيق نتائج مهمة في مكافحة الإرهاب في سورية.

وأوضح بوتين أن «هذا يجعل من الممكن تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والوضع السياسي الداخلي»، مشيراً إلى أن هذا يسهم في الانتقال إلى مناقشة مسائل التعاون السياسي والتجاري والاقتصادي والإنساني بين موسكو ودمشق.

وقال بوتين: «سعيد برؤيتكم في موسكو، وأشكركم على تلبية هذه الدعوة، ونحن على اتصال دائم ونشهد تطوراً كبيراً في العلاقات بين بلدينا». وأضاف: «الشعب السوري تعرض للأسف لكارثة الزلزال التي تسببت في تفاقم معاناته. ونحن كأصدقاء مخلصين نقوم بكل ما في وسعنا لتخفيف هذه المعاناة».

وتابع: «بفضل جهودنا المشتركة والإسهام الحاسم للقوات الروسية في سورية، تم تحقيق نتائج مهمة في مكافحة الإرهاب. وهذا يجعل من الممكن استقرار الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الداخلي».

وأكد الرئيس الروسي أن العلاقات بين البلدين تتطور باستمرار، وحجم التبادل التجاري في ازدياد. وكانت آخر مرة التقى فيها بوتين والأسد في سبتمبر 2021، عندما زار الرئيس السوري موسكو أيضاً.

في السياق نفسه، أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، أمس، أن سيادة وسلامة أراضي سورية تمثلان أولوية بالنسبة لروسيا. وقال بيسكوف للصحافيين أمس: «أولاً وقبل كل شيء، العلاقات الروسية السورية في مقدمة (موضوعات المناقشة)، والتعاون في سياق إعادة إعمار سورية بعد الحرب، واستمرار التسوية السورية، على هذا النحو، بما في ذلك جميع الجوانب، مع التأكيد على الأولوية المطلقة لسيادة سورية وسلامتها الإقليمية».

وأضاف أنه خلال لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد «بالطبع سيتم التطرق إلى موضوع العلاقات السورية التركية».

تويتر