واشنطن وسيؤول تبدآن مناورات عسكرية كبرى

«البنتاغون» تخصص 100 مليار دولار لمواجهة الصين

مدرعات أميركية تعبر نهر هانتان في ميدان تدريب قرب الحدود مع كوريا الشمالية. أ.ب

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، أنها ستخصص 100 مليار دولار من موازنة العام المقبل لمواجهة ما تصفه بـ«الخطر الصيني والعمليات الخارجية الطارئة»، فيما بدأت أميركا وكوريا الجنوبية مناورات عسكرية كبرى بعيد إطلاق كوريا الشمالية صاروخين.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن هذه الموازنة، التي يفترض أن يقرها الكونغرس، قبل أن تصبح نافذة، «ضرورية لمواجهة التحدي السريع الذي تمثله الصين، ومواجهة التهديدات المستمرة والمتطورة، وتسريع الابتكار والتحديث».

ويأتي هذا التطور ليعكس التوجهات في «البنتاغون»، وخصوصاً موقف وزير الدفاع، لويد أوستن، الذي يعتبر أن الصين تمثل تحدياً للولايات المتحدة.

وفي مطلع مارس الجاري، بعث أوستن برسالة إلى القوات المسلحة الأميركية، يبرز فيها ثلاث أولويات، جاءت على رأسها مواجهة الصين التي وصفها بـ«تحدي السرعة». وطلب البيت الأبيض موازنة دفاعية تقدر بأكثر من 886 مليار دولار لعام 2024، بزيادة قدرها 3.2% على موازنة العام الجاري 2023.

وكانت بكين أعلنت، قبل أيام، أنها رفعت من حجم إنفاقها العسكري بنسبة 7.2%، وهو الرقم الحكومي الأعلى الذي يُكشف عنه منذ عام 2019.

وتؤكد بكين أن زيادة الميزانية العسكرية «لن تشكل تهديداً لأي دولة»، مشددة على أن الأمر يتصل بمواجهة التحديات الأمنية المعقدة، وللوفاء بالتزامات البلاد بوصفها دولة كبرى.

وستكون الميزانية العسكرية الصينية (225 مليار دولار)، وهي ثاني أكبر ميزانية من نوعها في العالم بعد الولايات المتحدة.

يأتي ذلك في وقت بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، أمس، أكبر مناورات عسكرية مشتركة بينهما منذ خمس سنوات، على الرغم من تهديدات كوريا الشمالية، التي أعلنت قبل ساعات أنّها أطلقت صاروخي كروز من غواصة.

وأعلنت بيونغ يانغ أنّ إطلاق الصاروخين يهدف إلى اختبار «الردع النووي في مساحات مختلفة»، بينما انتقدت مناورات «فريدوم شيلد» بين القوات الأميركية والكورية الجنوبية، المقرّر أن تستمرّ 10 أيام من أجل مكافحة التهديدات المتزايدة من بيونغ يانغ.

وقال الجيش الكوري الجنوبي إنّ هذه المناورات «تتضمّن تدريبات في زمن الحرب لصدّ هجمات كوريا الشمالية المحتملة، والقيام بحملة استقرار في الشمال».

وشدّدت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية على أنّ هذه المناورات «دفاعية، تستند إلى خطة عمليات مشتركة». وتثير التدريبات من هذا النوع غضب بيونغ يانغ، التي تعتبرها محاكاة لغزو أراضيها، وتهدّد بانتظام باتخاذ إجراء «ساحق» رداً عليها.

وقال غو ميونغ-هيون، الباحث في معهد «آسان للدراسات السياسية في سيؤول»، إنّ «كوريا الشمالية تستخدم الصواريخ لـ(التنديد) بالمناورات المشتركة».

وأضاف «إنها تريد التأكيد أنّ سبب تطويرها الصواريخ هو لأغراض الدفاع عن النفس».

من جهتها، نشرت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية بياناً أمس، تنتقد فيه «الابتزاز الشرير للأميركيين فيما يتعلق بـحقوق الإنسان»، بعدما أعلنت واشنطن أنها دعت إلى اجتماع للأمم المتحدة هذا الأسبوع بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.

وأشارت كوريا الشمالية إلى أنّ «صاروخي كروز أصابا بدقة الهدف المحدّد مسبقاً في بحر كوريا الشرقي»، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، في إشارة إلى المسطّح المائي المعروف ببحر اليابان.

ولا تحظر عقوبات الأمم المتحدة الحالية عملياً على بيونغ يانغ إطلاق صواريخ كروز، غير أنّه لا يُسمح لها بإجراء تجارب تتعلّق بترسانتها النووية.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، إنّ هذا الاختبار مرتبط بواقع أنّ سيؤول وواشنطن «تتقدّمان بشكل يزداد وضوحاً في إطار مناوراتهما العسكرية ضدّ» كوريا الشمالية.

وأفادت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية باكتشاف إطلاق صاروخ واحد على الأقل من نوع غير محدّد من غواصة كورية شمالية الأحد، مضيفة أنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية والكورية الجنوبية تقوم بتحليل الوقائع.

وتُظهر الصور التي بثتها وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية غواصة من طراز «يونغونغ 8.24» وصاروخاً يحلّق في السماء، إضافة إلى دخان أبيض وألسنة نيران.

غير أنّ خبراء أعربوا عن «شكوك كبيرة» بشأن التقدّم المحرز في برنامج غواصة بيونغ يانغ. وقال بارك وون جون، الأستاذ في جامعة إيهوا في سيؤول، إنّ الصور التي تمّ بثّها تشير إلى أنّ الصاروخ أُطلق فوق سطح الماء.

وأضاف «في هذه الحالة، لا جدوى (من تنفيذ الإطلاق) من غواصة»، لأنّه ليس خافياً.

 لويد أوستن يعتبر أن الصين تمثل تحدياً للولايات المتحدة.

تويتر