موسكو: وعود الدبابات تشير إلى تورط غربي مباشر في الحرب

وابل من الصواريخ الروسية على أوكرانيا.. وكييف تسقط 47 منها

أوكرانية مع طفلين بجوار منزل تضرر من غارة روسية في بلدة هليفاخا خارج كييف. رويترز

أطلقت القوات الروسية وابلاً من الصواريخ على أوكرانيا، أمس، في سلسلة ضربات أسقطت 11 قتيلاً على الأقلّ واستهدفت بعضها منشآت حيوية للطاقة، ما أدّى إلى انقطاع في التيار الكهربائي، غداة إعلان واشنطن وبرلين اعتزامهما تزويد كييف بدبابات ثقيلة. وفيما أعلنت كييف أن الدفاعات الجوية أسقطت 47 من 55 صاروخاً أطلقتهم روسيا، اعتبر «الكرملين» أن قرار الدول الغربية إرسال دبابات لكييف يجعلها طرفاً في النزاع.

وتفصيلاً، قُتل 11 شخصاً على الأقل وأُصيب آخرون عندما سقطت عشرات الصواريخ الروسية على العاصمة كييف، حسبما قال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو. وأدّى سقوط أجزاء من صاروخ أسقطه سلاح الجو الأوكراني إلى مقتل رجل يبلغ 55 عاماً، وفق مسؤولين في المدينة.

وأعلنت الهيئة الناظمة لقطاع الطاقة في أوكرانيا، أنها بدأت تقطع التيار الكهربائي بشكل طارئ حول كييف، وفي منطقتي أوديسا ودنيبروبيتروفسك.

وشلّت الهجمات الروسية الجديدة التغذية بالتيار الكهربائي، فيما درجات الحرارة تقترب من الصفر، مع اشتداد فصل الشتاء.

وتضرّرت منشأتان للطاقة في منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا، على ما أعلن رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة يوري كروك.

وحث رئيس بلدية كييف السكان على البقاء في الملاجئ بعد سماع دوي انفجار في العاصمة الأوكرانية، وسط ما قال مسؤولون إنه وابل من الصواريخ الروسية.

وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية 47 من أصل 55 صاروخاً روسياً أطلقتها القوات الروسية أمس على أوكرانيا، حسبما أعلن القائد العام للقوات الأوكرانية المسلّحة فاليري زالوجني على «تليغرام».

وقال زالوجني إن الدفاع الجوي «دمّر 47 صاروخاً عابراً، 20 منها قرب العاصمة» كييف، مشيراً إلى أن الروس أطلقوا إجمالي 55 صاروخاً من الجوّ والبحر أمس.

وكان سلاح الجو الأوكراني قد أعلن في وقت سابق إسقاط مجموعة مسيّرات هجومية أطلقتها القوات الروسية من بحر آزوف بجنوب أوكرانيا.

وقال سلاح الجو الأوكراني في بيان على «تليغرام» «أطلقت طائرات بدون طيار من الساحل الشرقي لبحر آزوف. بحسب المعلومات الأولية، استخدمت روسيا 24 مسيّرة شاهد. دُمّرت جميعها».

في الأثناء، وصلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى أوديسا للتعبير عن دعم باريس لأوكرانيا. وستبحث الوزيرة مع نظيرها الأوكراني دمتيرو كوليبا «الحاجات الفورية والطارئة للأوكرانيين عسكرياً ومدنياً».

على صلة، وافقت الولايات المتّحدة وألمانيا على تزويد أوكرانيا بدبّابات ثقيلة متطوّرة، في قرار لطالما انتظرته كييف، التي رأت فيه «خطوة مهمّة لتحقيق النصر النهائي» على القوات الروسية.

وفي خطاب متلفز، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنّ بلاده ستقدّم لكييف 31 دبابة أبرامز، التي تعتبر أحد أقوى الأسلحة وأكثرها تطوّراً في الجيش الأميركي.

وقبيل الإعلان الأميركي، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنّ بلاده وافقت على إرسال 14 دبابة ليوبارد-2 إلى أوكرانيا. وأعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أمس، أن برلين تنوي تسليم أوكرانيا دبابات «ليوبارد 2» بين «أواخر مارس ومطلع أبريل».

وفي لندن، قال أليكس تشوك وزير الدولة بوزارة الدفاع البريطانية إن بلاده تأمل وصول دبابات تشالنغر 2، التي ستمد كييف بها، إلى أوكرانيا في نهاية مارس.

من جهتها، تتوقع الحكومة البولندية تسليم 14 دبابة قتالية من طراز «ليوبارد» ألمانية الصنع من مخزونها العسكري إلى أوكرانيا في غضون أسابيع.

وبعد ساعات على إعلان برلين وواشنطن موافقتهما على إرسال دبابات ثقيلة متطورة إلى كييف، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار، عبر تطبيق تليغرام، إنّ «المعارك تحتدم» في محيط باخموت التي تحاول القوات الروسية منذ أشهر السيطرة عليها، وكذلك أيضاً في محيط فوغليدار، المدينة الواقعة جنوب غرب دونيتسك.

في غضون ذلك، اعتبر «الكرملين» أمس، أن قرار الدول الغربية إرسال دبابات إلى كييف يجعلها طرفاً في النزاع.

وقال الناطق باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف للصحافيين «تدلي العواصم الأوروبية وواشنطن باستمرار بتصريحات مفادها إرسال أنواع مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك الدبابات، ولا يعني بأي حال تورطها في القتال. نحن لدينا رأي مختلف تماماً بشأن ذلك. في موسكو، يُنظر إلى هذا الأمر على أنه تورط مباشر في النزاع، وأن ذلك يزداد».

من جهة أخرى، أعلنت السفارة الأميركية لدى موسكو وصول السفيرة الجديدة لين تريسي، إلى العاصمة الروسية فجر أمس، حسبما أفاد موقع «آر تي». 

تويتر