حليف بارز لبوتين يرى أن موسكو الآن تقاتل «الناتو» في أوكرانيا

روسيا تؤكد مواصلة تطوير «الثالوث النووي» كضامن رئيس لوحدة أراضيها

روسية تبيع نموذجاً للصاروخ الاستراتيجي الروسي العابر للقارات «توبول إم» في الساحة الحمراء في موسكو. إي.بي.إيه

أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس، أن روسيا ستواصل تطوير الدرع النووي كضامن رئيس لسيادة ووحدة أراضيها، فيما قال أحد أقرب حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو الآن تقاتل حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، وإن الغرب يحاول محو روسيا من الخريطة السياسية للعالم.

وقال شويغو، خلال مؤتمر عبر الفيديو: «سنواصل تطوير الثالوث النووي، والحفاظ على جاهزيته القتالية، لأن الدرع النووي كان ولايزال الضامن الرئيس لسيادة دولتنا وسلامة أراضيها»، مؤكداً على أن القوات المسلحة الروسية ستقوم بتطوير ترسانة الأسلحة الهجومية في المستقبل القريب.

وأضاف شويغو أن وزارة الدفاع الروسية ستتخذ إجراءات شاملة من أجل التجديد النوعي للقوات المسلحة، بما يجعل من الممكن احتواء العدوان على روسيا الاتحادية وحلفائها.

وأكد أن روسيا ستعمل على زيادة القدرات القتالية للقوات الجوية، من حيث تشغيل المقاتلات وقاذفات القنابل في مجال تشغيل أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، ومن حيث تحسين الطائرات بدون طيار.

وتابع: «إضافة إلى ذلك، تشمل الخطط الفورية توسيع ترسانات الأسلحة الهجومية الحديثة».

وتأتي روسيا بالمرتبة الأولى في العالم بما تمتلكه من رؤوس نووية، بحيث تملك نحو 5977 رأس نووي، أي نصف ما تمتلكه كل جيوش العالم مجتمعة، وتتكون ترسانة الثالوث النووي من:

■■ 1500 رأس معدّة استراتيجياً للإطلاق، باستخدام أكثر من 500 صاروخ باليستي، وغواصات وقاذفات الاستراتيجية.

■■ تعداد القنابل النووية الاستراتيجية يصل إلى 2977 قنبلة.

■■ في 60 ثانية يمكن إطلاق عشرات الصواريخ النووية العابرة للقارات.

■■ يمتلك الأسطول البحري الروسي أخطر سلاح نووي في العالم، يُعرف باسم «طوربيد يوم القيامة»، المعروف أيضاً باسم «ستاتس-6».

يأتي ذلك في وقت قال فيه الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، وهو أحد أقرب حلفاء بوتين، إن موسكو الآن تقاتل حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا.

وينظر بوتين إلى الحرب في أوكرانيا على أنها معركة وجودية مع الغرب الذي يصفه بأنه «غاشم متغطرس»، وقال إن روسيا ستستخدم جميع السبل المتاحة لحماية نفسها وشعبها من أي معتد.

ويرى دبلوماسيون في باتروشيف، أحد أكثر المؤثرين في بوتين تشدداً. وتعهد بوتين بتحقيق النصر في أوكرانيا، رغم سلسلة من الانتكاسات في ساحة المعركة.

وقال باتروشيف، في مقابلة مع صحيفة «أرجومينتي إي فاكتي»: «الأحداث في أوكرانيا ليست اشتباكاً بين موسكو وكييف، هذه مواجهة عسكرية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وبين روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا بالأساس».

وأضاف «خطط الغربيين هي مواصلة تمزيق روسيا، ومحوها في نهاية المطاف من الخريطة السياسية للعالم».

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الوضع في بلدة سوليدار التي يدور بشأنها قتال مكثف في منطقة دونيتسك شرق البلاد، لايزال متوتراً للغاية، بعد تقارير سابقة عن هجمات روسية مستمرة وقوية على المدينة الرئيسة التي لاتزال تسيطر عليها قوات كييف.

وأضاف زيلينسكي في خطابه اليومي بالفيديو، في وقت متأخر من الإثنين: «إنه أمر صعب للغاية. لا يكاد يوجد أي جدران سليمة متبقية هناك».

ومع ذلك، قال الرئيس الأوكراني إنه «على الرغم من أن الروس قد ركزوا الآن أكبر جهودهم على سوليدار، فإن نتيجة هذا الكفاح الصعب والمستمر ستكون تحرير دونباس بأكملها».

وقال إن مقاومة الجنود الأوكرانيين في سوليدار تكسب الوقت للجيش بأكمله. وأضاف: «المعركة من أجل دونباس مستمرة».

وتضم دونباس منطقتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا.

وفي وقت سابق، أفادت مسؤولة أوكرانية بأن القوات الروسية تركز على مدينة سوليدار.

وقال زيلينسكي في وقت سابق إن الوضع صعب في سوليدار وباخموت القريبة، لكن جيشه لايزال يسيطر على المدينتين.

يشار إلى أن سوليدار وباخموت هما جزء من خط الدفاع الأوكراني أمام منطقة سلوفيانسك وكراماتورسك الحضرية. ومن وجهة النظر الروسية، فإن الاستيلاء على هذه المنطقة سيكون خطوة مهمة نحو السيطرة على منطقة دونباس بأكملها، وهو أحد أهداف الكرملين المعلنة في الحرب.

وفي الوقت نفسه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، على هامش زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المكسيك، إن المساعدات المالية الأميركية لأوكرانيا «صلبة للغاية» لعام 2023، على الرغم من التغيير في الأغلبية في الكونغرس.

تويتر