سلما الإحداثيات الجغرافية الجديدة للأمم المتحدة بحضور الوسيط الأميركي

لبنان وإسرائيل يبرمان اتفاق ترسيم الحدود البحرية

وفد التفاوض الإسرائيلي خلال مؤتمر صحافي في الناقورة حول إبرام الاتفاق. رويترز

أبرم لبنان وإسرائيل، أمس، رسمياً اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما، بعد أشهر من مفاوضات مضنية بوساطة واشنطن، وخشية من توتر أمني، وقد سلما الإحداثيات الجغرافية الجديدة للأمم المتحدة، بحضور الوسيط الأميركي.

وأتاح الاتفاق لإسرائيل البدء بإنتاج الغاز من منطقة كان متنازعاً عليها، فيما يأمل لبنان الغارق في انهيار اقتصادي، ببدء التنقيب قريباً.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي توسطت بلاده لأكثر من عامين بين لبنان وإسرائيل، إبرام الاتفاق «رسمياً».

وقال بايدن إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل «خطوة لتحقيق رؤية لشرق أوسط أكثر ازدهاراً وأمناً».

وأكد بايدن في بيان نشره البيت الأبيض، أن الإعلان عن هذا «الاتفاق التاريخي» سيحقق مصالح إسرائيل ولبنان، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستواصل العمل كميسّر لمساعدة الأطراف على الوفاء بالتزاماتها، وتنفيذ الاتفاق.

وقال بايدن في بيانه «فخور بأن أهنئ إسرائيل ولبنان على إبرام اتفاقھما رسمیاً من أجل حل النزاع الحدودي البحري الذي طال أمده»، مضيفاً «لقد اتخذ الطرفان (أمس) في الناقورة، الخطوات النهائية لدخول الاتفاق حیز التنفیذ، وتم تقدیم الأوراق النهائية إلى الأمم المتحدة بحضور الولایات المتحدة».

وبعد وقت قصير من إعلان إبرام الاتفاق، أعلن الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، الذي هدد مراراً إسرائيل بتصعيد عسكري خلال المفاوضات، انتهاء «الإجراءات والاستنفارات الاستثنائية» التي قام بها حزبه خلال الأشهر الماضية.

والاتفاق عبارة عن تبادل رسائل الموافقة على نص الاتفاق، بين لبنان والولايات المتحدة من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة ثانية، فضلاً عن رسائل تتضمن إحداثيات جديدة لخط الحدود تسلم إلى الأمم المتحدة.

ووقع كل من الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الحكومة الإسرائيلي يائير لبيد، رسالتين منفصلتين للموافقة على نص الاتفاق. وفي مقر الأمم المتحدة في جنوب لبنان، جرى تسليم الرسائل إلى الوسيط الأميركي عاموس هوكستين.

وسلم الطرفان الإحداثيات الجغرافية المتفق عليها إلى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، التي ستودعها بدورها لدى الأمم المتحدة في نيويورك، لتحل مكان تلك التي أرسلتها الدولتان إلى الأمم المتحدة في 2011.

وقالت فرونتسكا إثر إعلان الاتفاق «إنه إنجاز تاريخي على مستويات عدة». وتسارعت منذ أشهر التطوّرات المرتبطة بالملف. وبعد لقاءات واتصالات مكوكية، قدّم هوكستين الذي تقود بلاده وساطة منذ عامين، بداية الشهر الحالي عرضه الأخير، وأعلن الطرفان موافقتهما عليه.

وفي إسرائيل، يأتي توقيع الاتفاق قبل أيام من انتخابات تشريعية هي الخامسة في ثلاث سنوات. وقد انتقد رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو الذي يقود المعارضة حالياً، الاتفاق.

واعتبر رئيس الحكومة يائير لبيد، الذي يواجه أزمة سياسية جديدة، الاتفاقية «إنجازاً سياسياً، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره».

في المقابل، شدّد عون على أن «إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول».

ويأتي الاتفاق في وقت تبحث الدول الغربية، والأوروبية تحديداً، عن مصدر جديد للغاز، لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي إثر الحرب في أوكرانيا.

وعشية التوقيع، أعلنت شركة إنرجيان بدء إنتاج الغاز من حقل كاريش البحري الإسرائيلي. وأشارت إلى أن «تدفق الغاز يتزايد باطراد».

وبموجب الاتفاق، يصبح حقل كاريش بالكامل في الجانب الإسرائيلي، فيما يضمن الاتفاق للبنان حقل قانا الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.

لبيد: لبنان اعترف بإسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره.

تويتر