ليز تراس تواجه منتقديها: «أنا محاربة ولست شخصاً ينسحب»

ليز تراس أكدت في البرلمان أنها لن تتخلى عن منصبها. إي.بي.إيه

دافعت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، أمس، في البرلمان عن نفسها في مواجهة سيل من الانتقادات، بعدما اضطرت إلى التراجع عن برنامجها الاقتصادي، مؤكدة أنها «محاربة، وليست شخصاً ينسحب».

تراس التي تراجعت شعبيتها أكثر من أي وقت، وتواجه اعتراضات من داخل غالبيتها، كانت صامتة بعد ستة أسابيع من دخولها إلى داونينغ ستريت. وخرجت عن صمتها فقط لكي تعتذر في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بعد تراجعها المذل عن خطة خفض الضرائب الموعودة.

وواجهت اختباراً مهماً خلال لقائها الأسبوعي في جلسة المساءلة في البرلمان.

وقالت «أنا مستعدة للمواجهة، مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة».

وبنبرة تحد، حاولت الدفاع عن سياستها وسط صيحات الاستهجان والدعوات للاستقالة من المعارضة العمالية، وإقناع المحافظين في حزبها بقدرتها على البقاء في داونينغ ستريت.

وتساءل زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر «ما فائدة رئيسة وزراء لا تصمد وعودها أسبوعاً؟ معدداً كل الإجراءات التي اضطرت تراس للتراجع عنها بضغط من الأسواق ومعسكرها.

وأضاف «كيف يمكن تحميلها المسؤولية عندما لا تكون مسؤولة؟».

وفي محاولة لتهدئة العاصفة الاقتصادية والسياسية، اضطرت رئيسة الوزراء إلى تعيين وزير مالية جديد هو جيريمي هانت، المكلف إصلاح برنامجها الاقتصادي، وطمأنة الأسواق حيال خطة موازنة الحكومة.

وأعلن هانت العودة عن كل التخفيضات الضريبية التي وعدت بها رئيسة الوزراء، وحذر من أنه يجب الادخار في الإنفاق العام، مثيراً شبح عودة التقشف، كما حصل بعد الأزمة المالية في 2008.

من جهتها، تطرقت صحيفة «تايمز» أيضاً إلى هذا «التمرد»، معتبرة في الوقت نفسه أن مثل هذا القرار الذي لا يحظى بشعبية غير مرجح.

وحرص وزير المالية الجديد جيريمي هانت على الطمأنة صباح أمس قائلاً «هذه الحكومة تعطي الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً مع تحقيق الاستقرار الاقتصادي، والاتجاه نحو نمو طويل الأمد يرغب فيه الجميع»، وذلك في تعليق على بلوغ التضخم ذروة جديدة.

وحض خمسة نواب من حزب تراس، رئيسة الحكومة على الرحيل. وبسبب عدم وجود شخصية تخلفها بشكل واضح، يبدو المحافظون مترددين في خوض عملية تعيين جديدة وطويلة، ويسعون إلى توافق على اسم، لكنهم ليسوا قريبين من تحقيق ذلك.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي لشبكة «سكاي نيوز» صباح أمس، «لا أعتقد حقاً أن بدء حملة جديدة للتخلص من رئيس وزراء آخر سيقنع البريطانيين بأننا نفكر فيهم، وليس في أنفسنا، ولن يقنع الأسواق بأن تبقى هادئة».

تويتر