الكرملين يتهم كييف بارتكاب فظائع في المناطق التي استعادت السيطرة عليها

موسكو تشنّ «ضربات مكثفة» في كل الجبهات ردّاً على هجوم مضاد للقوات الأوكرانية

عرض للدبابات الروسية والمدرعات المدمَّرة في كييف. أ.ب

أعلن الجيش الروسي، أمس، أنه يشنّ «ضربات مكثّفة» على كل الجبهات رداً على هجوم مضاد للقوات الأوكرانية التي اتّهمها الكرملين بارتكاب فظائع في المناطق التي استعادت السيطرة عليها.

وأدت عمليات القصف الروسية إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح 19 في منطقتَي خاركيف (شمال شرق) ودونيتسك (شرق)، وفق ما أعلنت الرئاسة الأوكرانية.

وأعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين)، أمس، أنه لا توجد خطط حالياً للتعبئة العامة في روسيا من أجل دعم الجهود الحربية في أوكرانيا، وذلك رغم المطالبات بالتحرك وسط الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا حالياً.

من جانبها، أكدت رئاسة أركان الجيش الأوكراني أنها «تسجّل ما يصل إلى 200 جريمة حرب تُرتكب كل يوم من جانب الروس».

في المقابل، اتّهمت روسيا الجنود الأوكرانيين بالانتقام من المدنيين في المناطق التي استعادوا السيطرة عليها في الأيام الأخيرة.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: «حسب معلوماتنا، حصلت إجراءات عقابية عديدة ضد السكان في منطقة خاركيف، الناس يتعرّضون للتعذيب وسوء المعاملة»، مضيفاً «هذا مروّع».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن «القوات الجوية والباليستية والمدفعية الروسية تنفذ ضربات مكثّفة على وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في كل مناطق العمليات».

وأشارت إلى عمليات قصف بالقرب من سلوفيانسك وكونستانتينيفكا وباخموت في شرق أوكرانيا، وفي منطقتي ميكولايف وزابوريجيا في الجنوب، وكذلك في خاركيف في الشمال الشرقي.

وسبق أن أكد الكرملين، أول من أمس، أن الهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير سيستمر «حتى تتحقق أهدافه»، مشيراً إلى أنه «لا آفاق للمفاوضات حالياً» بين موسكو وكييف.

وتحدثت أوكرانيا، أول من أمس، عن نجاحات عسكرية جديدة، مؤكدةً أنها استعادت ما يعادل سبعة أضعاف مساحة كييف في شهر واحد.

وكان الجيش الأوكراني أعلن أولاً عن هجوم مضاد في الجنوب، قبل أن يحقق اختراقاً خاطفاً في الشمال الشرقي.

وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الإثنين «منذ مطلع شهر سبتمبر حرّر جنودنا 6000 كلم مربع من الأراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها»، مؤكداً أنهم «مستمرون في التقدم».

وأوضح «معهد دراسة الحرب»، ومقرّه في الولايات المتحدة، أمس، أن الروس «لا يتمكنون من تعزيز خط الجبهة الجديد بعد المكاسب الأوكرانية في شرق منطقة خاركيف». وقال المعهد إن «مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر طوابير سيارات تمتدّ على كيلومترات قرب شتاستيا وستانيتسيا لوهانسكا»، على حدود «جمهورية لوغانسك الشعبية» التي أعلنها الانفصاليون الموالون لروسيا أحادياً عام 2014 وقرب الحدود الروسية.

وفي مجمل الجبهة، أعلن الجيش الأوكراني الإثنين أنه «نجح في طرد العدو من أكثر من 20 موقعاً» خلال 24 ساعة. ومساء الإثنين نشر مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه إيرماك، تسجيل فيديو يوضح فيه أن «اللواء المؤلل المنفصل الرابع عشر وصل إلى حدود منطقة خاركيف مع روسيا. هذه قرية تيرنوفا» الواقعة على بعد خمسة كيلومترات من الحدود الروسية. ورأى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي الإثنين في مكسيكو «من الواضح أننا شهدنا تقدماً كبيراً من جانب الأوكرانيين، لاسيما في الشمال الشرقي»، لكن «من السابق لأوانه معرفة إلى أين يتجه هذا بالضبط».

وأشار إلى أن «الروس ينشرون قوات كبيرة جداً في أوكرانيا ومعدات وأسلحة وذخائر، ويواصلون استخدامها بشكل عشوائي ليس ضد القوات المسلحة الأوكرانية وحدها، بل ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية».

على الساحة الدولية، دعت رئيسة الوزراء الفنلندية، سانا مارين، أمس، إلى وحدة الاتحاد الأوروبي وإلى فرض عقوبات جديدة ضد روسيا في مواجهة ما وصفته بـ«الابتزاز» في مجال الطاقة.

ويعقد وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في 30 سبتمبر لتقييم تدابير الطوارئ التي اقترحتها المفوضية بهدف كبح ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء الناجم عن الحرب في أوكرانيا.

تويتر