حذرت من أن العالم «على شفا كارثة»

روسيا تنتقد المواقف «السلبية» للأمم المتحدة بشأن أزمة محطة زابوريجيا

قافلة عسكرية روسية على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية. أ.ب

وجهت وزارة الخارجية الروسية اتهامات قوية للأمم المتحدة بشأن الأزمة الأمنية المتفاقمة والمتعلقة بمحطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية، وحذرت من أن العالم «على شفا كارثة».

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا لمحطة «سبوتنيك» الإذاعية الحكومية، إن «الأمم المتحدة لعبت للأسف دوراً سلبياً في هذه القضية».

وتسيطر القوات الروسية على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وهي تقع جنوب أوكرانيا، منذ مارس. وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بقصف الموقع، وسط تصاعد المخاوف من حدوث كارثة.

واتهمت زاخاروفا السلطات في الأمم المتحدة بعرقلة قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعملية تفتيش.

وقالت زاخاروفا: «في الأمانة العامة للأمم المتحدة، التي تنظر في المشكلات الخاصة بالطاقة النووية، بما في ذلك عواقب الكوارث التقنية والقضايا ذات الصلة بشكل أوسع، عليهم أن يدركوا أن العالم على شفا كارثة».

وكانت وزارة الخارجية الروسية اشتكت بالفعل، في بيان أمس، من إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها ممثلون عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة، بسبب مخاوف أمنية أثارتها الأمانة العامة للأمم المتحدة.

وطالبت روسيا بعقد اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، ومن المقرر أن يُطلع مدير الوكالة رافائيل جروسي المجلس خلالها على الأوضاع في المحطة النووية.

في المقابل، اتهمت أوكرانيا روسيا، أمس، باستغلال موقعها في محطة للطاقة النووية كانت قد استولت عليها واستهداف بلدة قريبة بهجوم صاروخي أدى إلى مقتل 13 على الأقل وإصابة الكثيرين بجروح خطيرة.

وبلدة مارغانيتس التي تقول أوكرانيا إن روسيا استهدفتها، هي بلدة تقول موسكو إن القوات الأوكرانية استخدمتها في الماضي لقصف القوات الروسية المتحصنة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي سيطرت عليها روسيا في مارس.

وطالب وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، أمس، روسيا بإعادة السيطرة على المحطة إلى أوكرانيا فوراً، وهو أمر يبدو من غير المرجح أن تقدم عليه موسكو.

وتقول موسكو إنها لا تتعمد استهداف المدنيين في عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا التي تهدف إلى حماية أمنها بشكل استباقي ضد توسع حلف شمال الأطلسي.

واتهم مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أندريه يرماك، روسيا بشن هجمات على بلدات أوكرانية من محطة زابوريجيا للطاقة النووية لإدراكها أن بلاده لن ترد لأن الرد سيمثل خطراً.

وكتب يرماك في منشور على منصة «تيليغرام» لخدمة التراسل: «ثمانون صاروخا أُطلقت على مبانٍ سكنية»، في إشارة إلى الهجوم على مارغانيتس.

وتقول أوكرانيا إن نحو 500 جندي روسي مدعومين بمركبات وأسلحة ثقيلة يتمركزون في المحطة النووية، حيث يواصل فنيون أوكرانيون عملهم.

وتقول روسيا إن قواتها تتصرف بمسؤولية وتفعل كل ما في وسعها لضمان سلامة المنشأة. وتتهم موسكو القوات الأوكرانية بقصف المحطة، وهو ما تنفيه كييف.

وقال فالنتين ريزنيتشنكو حاكم منطقة دنيبروبتروفسك بوسط أوكرانيا، أمس، إن الهجوم الروسي على مارغانيتس تم باستخدام 80 صاروخاً من طراز جراد.

وأضاف أن أكثر من 20 مبنى تضررت في البلدة الواقعة على الجانب الآخر من نهر دنيبرو، من محطة الكهرباء.

وأردف أن الهجوم نفسه تسبب في تدمير أحد خطوط الكهرباء وترك ألوفاً عدة من السكان دون كهرباء. وقال إن فندقاً ومدرستين وقاعة حفلات ومبنى البلدية الرئيس ومباني إدارية أخرى تعرضت للقصف.

وتظهر صور وزعها مسؤولون أوكرانيون ممراً في مدرسة مليئاً بالركام جراء ما يبدو أنه تعرضها لقصف وتحطم نوافذها، ومبنى سكنياً اخترقه صاروخ.

من ناحية أخرى، حذر رئيس شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية، أول من أمس، من مخاطر «كبيرة جداً» يشكلها القصف عند محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وقال إن من الضروري أن تستعيد كييف السيطرة على المنشأة في الوقت المناسب من أجل الاستعداد لفصل الشتاء.

وقال إن أضراراً لحقت بخطوط الكهرباء التي تربط المحطة بالشبكة الأوكرانية، واتهم روسيا بالرغبة في ربط المنشأة بشبكتها للكهرباء.

وأشار إلى أن هناك «مخاطر كبيرة جداً» من أن يصيب القصف حاويات تخزن مواد مشعة.

وقالت بريطانيا، التي تساعد أوكرانيا بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والتدريب، أمس، إنها تعتقد أن روسيا استحدثت «بشكل شبه مؤكد» قوة برية جديدة لدعم حربها.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة استخباراتية يومية إن القوة الجديدة، التي يطلق عليها اسم الفيلق الثالث، تتمركز في مدينة مولينو شرق العاصمة الروسية موسكو.

ولايزال سبب وقوع سلسلة من الانفجارات في قاعدة جوية روسية بشبه جزيرة القرم، أول من أمس، محل خلاف، إذ تقول موسكو إن مخازن الذخيرة انفجرت ويُلمح مسؤولون أوكرانيون إلى أن كييف ربما كانت مسؤولة عن ذلك.

ونقلت صحيفتان أميركيتان عن مسؤولين أوكرانيين لم تذكر أسماءهم القول، إن القوات الخاصة الأوكرانية نفذت هجوماً على القاعدة الجوية أسفر عن تدمير طائرة عسكرية روسية.

تويتر