ضباط الاحتلال يزعمون أن أرض القرية إسرائيلية.. وتعد من المحرمات

«رأس كركر».. سبع بوابات عسكرية.. وأربع مستوطنات.. تحاصر 3000 فلسطيني

صورة

على قارعة طريق المدخل الغربي لقرية رأس كركر، إلى الشمال الغربي لمدينة رام الله في الضفة الغربية، تعيش عائلة المواطن شعبان نوفل حالة من الصدمة والذهول بعد أن طردتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من منزلها، وعزلت جميع أفراد العائلة عنه.

وتقضي عائلة نوفل جُل وقتها معزولة عن منزلها على بعد أمتار معدودة منه، بعد أن اقتحمته قوات الاحتلال يوم الأربعاء 23 يونيو الماضي، ودهمت سكانه، لتخرجهم بقوة السلاح من مأواها الوحيد الذي تمتلكه منذ عشرات السنين.

وفي اليوم ذاته، استفاق أهالي «رأس كركر» على أصوات سيارات عسكرية تحاصر منازلهم، بينما كانت الجرافات الإسرائيلية تدمر أجزاء من شارع القرية، ومدخلها الغربي.

تدمير وحرمان

ويقول رئيس مجلس قرية رأس كركر، مروان نوفل، لـ«الإمارات اليوم»، إن الشارع الذي دمرته آليات الاحتلال كان معبداً جزئياً منذ 20 عاماً، ومنذ ثلاثة أشهر تم التنسيق لمباشرة العمل على إعادة تأهيله، وبعد يومين من ذلك استولت قوات الاحتلال على الآليات الفلسطينية، وفرضت غرامة مالية على أصحابها.

ويضيف: «بعد وعود مستمرة بالموافقة على استئناف أعمال التأهيل، دمرته جرافات الاحتلال دون سابق إنذار، بعدما دهمت القوات الإسرائيلية القرية على حين غفلة، معززة بآليات عسكرية، بحجة أن الأرض المقام عليها شارع ومدخل القرية الغربي إسرائيلية».

ويواصل نوفل حديثه: «أثناء عملية الاقتحام أبلغني ضباط الاحتلال بأن مناطق (ج) من المحرمات، ويحظر عليكم العبث بها كونها أراضي إسرائيلية».

ويوضح أن تدمير شارع «رأس كركر»، ومدخلها الغربي، تسبب في عزل المزارعين عن أراضيهم في الجهة الغربية للقرية، وحرمانهم تحت تهديد السلاح، وبحماية القوات الإسرائيلية، الوصول إليها، ودخولها للاعتناء بها، وقطف الاعشاب العطرية التي تعد مصدر دخلهم الوحيد.

قرية منكوبة

هذا التجريف يضاف إلى سلسلة من القيود الإسرائيلية التي تخنق 3000 فلسطيني في «رأس كركر»، إلى جانب استمرار وتصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال والجماعات الاستيطانية، والتي يتجرع السكان الفلسطينيون مرارتها يومياً على مدار الساعة، وذلك بحسب رئيس مجلس قرية «رأس كركر».

ويقول نوفل: «إن رأس كركر تعد منطقة منكوبة، حيث تحاصرها سبع بوابات حديدية عسكرية يقيمها الاحتلال بشكل دائم على مداخل القرية، وداخل شوارعها، والمناطق المؤدية إلى القرى والبلدات الفلسطينية المجاورة، إلى جانب أربع مستوطنات تجثم على أرضها منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي، والتي تقضم مساحات كبيرة من أراضي القرية الفلسطينية».

ويضيف أن «القوات الإسرائيلية سلبت أكثر من 3000 دونم من أراضي القرية، البالغة مساحتها 5900، على مدار السنوات الماضية، وأقامت عليها مستوطنات (تلموند)، المصنفة إسرائيلياً إلى ثلاثة أجزاء (أ، ب، ج)، و(دولب)، و(نيرا) وبؤرة استيطانية مقامة أعلى قمة جبل (الريسان)، في القرية الأثرية».

ويشير رئيس مجلس قرية «رأس كركر» إلى أن الاحتلال لم يكتفِ بتسليط سيف هذه القيود المجحفة على رقاب السكان، بل عمد إلى تركيب كاميرات مراقبة، لرصد حركة الأهالي بالقرب من شارع القرية العام، الذي حرمهم الاحتلال دخوله، وبات مشرعاً أمام تنقل المستوطنين بين المستوطنات الأربع، وتلك الجاثمة على أراضي القرى والبلدات الفلسطينية المجاورة.


تدمير شارع «رأس كركر»، ومدخلها الغربي، تسبب في عزل المزارعين عن أراضيهم في الجهة الغربية للقرية، وحرمانهم تحت تهديد السلاح، وبحماية القوات الإسرائيلية؛ الوصول إليها ورعايتها، وقطف الأعشاب العطرية التي تعد مصدر دخلهم الوحيد.

القوات الإسرائيلية سلبت أكثر من 3000 دونم من أراضي القرية، البالغة مساحتها 5900، على مدار السنوات الماضية، وأقامت عليها مستوطنات «تلموند»، المصنفة إسرائيلياً إلى ثلاثة أجزاء (أ، ب، ج)، و«دولب»، و«نيرا» وبؤرة استيطانية مقامة أعلى قمة جبل «الريسان»، في القرية الأثرية. 

تويتر