يقضم 10 كيلومترات من أراضي الفلسطينيين.. ويضم مرافق سياحية وبؤرة استيطانية

«الواد الأحمر».. تحوّل إلى «مسمار جحا» إسرائيلي لضم الأغوار

صورة

على عتبات الطريق المنطلق من مدينة أريحا على الحدود الفلسطينية - الأردنية، ومدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حيث امتداد مناطق الأغوار الفلسطينية الشمالية، تتمزق أوصال شمل السكان، تماماً كما عزلهم الاحتلال عن أراضيهم المسلوبة، وتلك المهدّدة بالمصادرة، حيث يقع معسكر الواد الأحمر، التابع للجيش الإسرائيلي على مساحة 10 كيلومترات من أراضي الأغوار.

«الواد الأحمر»، الذي كان قبل عام 1967 معقلاً للفدائيين من الجيش الأردني، ليس وحده من يقضم أراضي فلسطيني الأغوار، فبعد السيطرة عليه في عام 2015، وتحويله إلى موقع عسكري في عام 2017، يستهدف من سلبت أرضهم لمصلحة إقامته، أحاطه الاحتلال بمتنزهات ومنتجعات سياحية ومرافق عسكرية، وبؤرة «جلجال» الاستيطانية، التي تهدّد ما تبقى من أراض في الأغوار بالسلب والمصادرة، لتوسعة حدود نفوذها.

تعزيز الوجود الاستيطاني

يقع الموقع العسكري على أطراف قريتي «فصايل» و«العوجا» شمال محافظة أريحا، في  الأغوار الشمالية، وبجوار سهل «سد حريز»، حيث يلتهم ممتلكات السكان لمصلحة مخططات الاحتلال، الذي يتذرع بأن هذه الأراضي مصنّفة مناطق (ج) وفقاً لاتفاقية أوسلو، ووقوعها تحت إدارته، وذلك بحسب رئيس المجلس المحلي لقرية فصايل.

ويشير عبيات إلى أنه رغم سيطرة الاحتلال العسكري على مساحات واسعة من دونمات مناطق الأغوار، خصوصاً قريتي فصايل، والعوجا، فإن قوات الاحتلال تحظر وصولهم إلى أراضيهم القريبة من معسكر الواد الأحمر، الذي يخضع لحماية جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، وما يُسمى بالمجلس الإقليمي للمستوطنات.

ويلفت إلى أن سلطات الاحتلال أقامت منشآت ومشروعات سياحية استيطانية عدة، في محيط حديقة النصب التذكاري لشهداء الجيش الأردني، الفدائيين الفلسطينيين، ومنها «مسار التماثيل» داخل مناطق الأغوار.

ويوضح عبيات أن مسارات التماثيل الاستيطانية المنطلقة من معسكر الواد الأحمر صوب قرى الأغوار، تحتوي على لوحات فنية، تجسّد تراث وهوية الأرض المستعمرة من وجهة نظر الاحتلال.

ويقول رئيس مجلس قرية فصايل: «خلال السنوات الأخيرة، ولأجل تعزيز الوجود الإسرائيلي، وجلب أعداد كبيرة من المستوطنين في أراضي قرى الأغوار، نظم الاحتلال 16 مساراً بيئياً، داخل منطقة الأغوار في بلدة عقربا جنوب نابلس، وكذلك على طول مجرى الواد الأحمر في (فصايل)، الذي حمل الموقع العسكري اسمه».

مخاطر جمة

منذ عام 1967 سلبت سلطات الاحتلال آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في محافظة أريحا والأغوار لتقيم فيها قواعد عسكرية، من أجل إحكام القبضة العسكرية على المحافظة، وخدمة المستوطنين وحمايتهم أثناء تنقلهم على الطرق والشوارع الالتفافية.

ويقول مسؤول ملف الأغوار في محافظة «طوباس»، معتز بشارات، في حديثه مع «الإمارات اليوم»: «إن مخاطر المواقع العسكرية، خصوصاً (الواد الأحمر)، تتمثل في التدريبات العسكرية الخطرة، التي تنظمها قوات الاحتلال على مدار العام، داخل قرى ومناطق الأغوار، وبين منازل وخيام السكان الفلسطينيين».

ويواصل بشارات حديثه: «إن مخاطر المواقع العسكرية مستمرة في توزيع القوات الإسرائيلية قرارات بإخلاء السكان الفلسطينيين بيوتهم وخيامهم، قبل البدء بالمناورات، التي تستخدم فيها الذخيرة الحية، والتي تندرج ضمن قائمة الممارسات القمعية، التي يستخدمها الاحتلال لتهجير سكان الأغوار، وسلب أراضيهم المتبقية».

وتزداد مخاطر المناورات العسكرية عقب انتهائها، نتيجة ما تخلّفه من ذخائر حية، وقنابل وقذائف وألغام، وذلك بحسب بشارات.

ويبلغ عدد معسكرات الجيش الإسرائيلي الجاثمة داخل أراضي مناطق الأغوار 11 معسكراً، معظمها تقع في محافظة أريحا، والبقية تفصلها عن مدينة نابلس ومدن شمال الضفة، ومدينة القدس الشريف.


منذ عام 1967 سلبت سلطات  الاحتلال آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في محافظة أريحا والأغوار لتقيم فيها قواعد عسكرية، من أجل إحكام القبضة العسكرية على المحافظة، وخدمة المستوطنين وحمايتهم أثناء تنقلهم على الطرق والشوارع الالتفافية.

رغم سيطرة الاحتلال العسكري على مساحات واسعة من دونمات مناطق الأغوار، خصوصاً قريتي فصايل، والعوجا، فإن قوات الاحتلال تحظر وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم القريبة من معسكر الواد الأحمر.

تويتر