اليمن.. ميليشيات الحوثي تواصل خروقاتها للهدنة وتحشد في جبهات مأرب

تصاعدت التحضيرات للمعارك في اليمن، مع تراجع مؤشر استجابة الميليشيات الحوثية لدعوات السلام، في ظل استمرارها رفض مقترح المبعوث الأممي إلى اليمن بشأن فتح طرق تعز تنفيذا لبنود الهدنة الأممية الممدة لشهرين إضافيين.

وأكدت مصادر عسكرية يمنية، تواصل خروقات الميليشيات الحوثية للهدنة في جميع الجبهات ومناطق التماس، مع استمرار تحشيدها للمقاتلين وإرسال التعزيزات والأسلحة إلى الجبهات المختلفة، مشيرة إلى تصعيد لافت للهجمات الحوثية في جبهات مأرب الغربية والجنوبية.

وأفادت مصادر ميدانية، بان الميليشيات لم تلتزم يوما بالهدنة في جبهات الفليحة جنوب مأرب، وواصلت هجماتها المختلفة على موقع الجيش والمقاومة، والتي كانت أعنفها خلال الساعات القليلة الماضية حيث استخدمت فيها المدفعية والصواريخ الموجهة والمسيرات المفخخة.

وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية العميد الركن طارق صالح أتهم الميليشيات الحوثية برفض خيارات السلام في اليمن، وسعيها الدائم لتفجير الوضع من خلال استمرار حشدها للمقاتلين وإرسال التعزيزات والأسلحة إلى الجبهات.

وفي تعز، واصلت الميليشيات إرسال تعزيزات قتالية وأسلحة إلى جبهات المحافظة الشرقية والغربية والشمالية الغربية، وسط تحذيرات من اندلاع معارك عنيفة بين الجانبين، على خلفية رفض الحوثيين فتح الطرق في  المحافظة المحاصرة لأكثر من سبع سنوات.

وعمدت الميليشيات الحوثية خلال اليومين الماضيين إلى استعراض قواتها التي حشدتها خلال فترة الهدنة الحالية، حيث نفذت عرضا لمقاتليها في المنطقة المركزية، والتي تضم 3 آلاف مقاتل، وفقا لمصادر مطلعة، مشيرة إلى تصاعد عملية التحشيد والاستعداد للمعركة في صفوف الحوثيين، حيث شهدت مناطق صنعاء وحدة وذمار عروضا قتالية للحوثيين خلال الشهر الماضي.

ونددت الحكومة اليمنية بالقتل الممنهج الذي تمارسه ميليشيات الحوثي، ضد المدنيين وفي مقدمتهم النساء والأطفال، في مناطق سيطرتها، مشيرة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إلى جريمة استهداف "قرية الرون" الآهلة بالسكان شمال مديرية حيس جنوب الحديدة بالمسيرات المفخخة ما تسبب في مقتل طفل وإصابة 7 آخرين بينهم نساء.

من جهة أخرى قتل أثنين من قوات الجيش، وأصيب خمسة آخرين في مختلف جبهات القتال، جراء خروقات الحوثي اليومية للهدنة الأممية وفقا للمركز الإعلامي للجيش اليمني، مشيرا إلى 92 خرقًا للهدنة ارتكبتها الميليشيات في جبهات مأرب والجوف وحجة والحديدة وتعز، خلال الساعات الماضية.

ويأتي تصعيد الحوثيين في جبهات القتال، متزامنا مع جهود دولية جديدة يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، الذي أنهى جولة مشاورات موسعة في العاصمة السعودية الرياض، حيث التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نائف الحجرف، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن المشاورات أكدت جميعها على أهمية التزام الميليشيات الحوثية ببنود الهدنة، وفتح الطرق الرئيسة في تعز وغيرها من المحافظة اليمنية، قبل الحديث عن أي انتقال إلى مراحل سلام متقدمة.

وكان الاتحاد الأوروبي دعا الميليشيات الحوثية لفتح طرقات تعز والانخراط مع جهود المبعوث الأممي بشكل بناء فيما يتعلق بفتح الطرق والمعابر.

وحسب ما نشره موقع الأمم المتحدة في "تويتر"، فقد "اختتم المبعوث الخاص لليمن غروندبيرغ زيارة إلى الرياض، حيث التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف"، وأعضاء مجلس الأمن الدائمين، وسفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر، وسفير مصر لدى اليمن أحمد فاروق".

وأكد غروندبيرغ ، أن النقاشات ركزت على تنفيذ الهدنة، تحديداً فتح الطرق في تعز وأماكن أخرى في اليمن، لتخفيف معاناة اليمنيين الإنسانية من خلال تقديم الفوائد الملموسة.

 

تويتر