ماكرون يواصل جهوده لإعادة رسم الخارطة السياسية في فرنسا

ماكرون يضعف أحزاباً فرنسية تاريخية. رويترز

ينكب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على رسم الخطوط العريضة لحكومته المقبلة، وهي عملية حساسة في أوج إعادة تشكيل للمشهد السياسي في البلاد.

مع انتخابات تشريعية مرتقبة في يونيو، أعطى ماكرون أول المؤشرات. فقد عيّن رئيسة للوزراء هي، إليزابيت بورن، التي شغلت مناصب وزارية مرات عدة، وتميل إلى اليسار، لكنها تعد تكنوقراط أكثر مما هي سياسية.

وبصفتها عضواً في الحكومة منذ خمس سنوات، أدخلت إصلاحات مهمة عدة.

وقال فيليب مورو-شيفروليه المتخصص في الإعلام السياسي إن ماكرون «براغماتي جداً وليس لديه أي مصلحة في المجازفة، ومع إليزابيت بورن، يكون قد اعتمد الخيار الأقل إثارة للانقسام، ولا يخرج عن نهجه المعتاد».

لكن هذا التعيين لم يثر حماسة في البلاد، لأن بورن تبقى غير معروفة كثيراً من الفرنسيين. لكن ما يدل على أن الرئيس يلعب على الانقسامات هو مسارعة المعارضة المحافظة إلى التنديد بامرأة «تميل إلى اليسار» فيما على العكس وصفها اليسار بأنها «ليبرالية» جداً.

وكتبت صحيفة لوموند «في هذه المرحلة، نشهد مزيجاً متوازناً جداً من الجرأة والاستمرارية، ما يدل على حرص الرئيس على أن يبقى مسيطراً على قواعد اللعبة».

منذ بداية رئاسته قبل خمس سنوات يحاول ماكرون اللعب على التوازنات السياسية مع ترسيخ قاعدته الناخبة على أنقاض اليسار الاشتراكي الديمقراطي واليمين المعتدل.

فقد عين في ولايته الأولى رئيسي وزراء من المعارضة اليمينية، إدوار فيليب، ثم جان كاستيكس واستفاد في الوقت نفسه من قدامى الاشتراكيين مثل وزير الخارجية جان إيف لودريان.

وعبر دعوته إلى تجاوز الانقسام بين اليسار واليمين، يكون قد أسهم في إضعاف أحزاب تاريخية «الجمهوريون» من اليمين، ورثة حركة ديغول، والحزب الاشتراكي من اليسار. وتعرض كل من الحزبين المذكورين لنكسة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أبريل.

رغم أنه شغل منصباً وزارياً في حكومة اشتراكية في عهد الرئيس فرنسوا هولاند، لم يتوقف ماكرون عن العمل منذ انتخابه عام 2017 من أجل إعادة تشكيل الخارطة السياسية.

فقد أنشأ حركته «الجمهورية إلى الأمام» التي بات اسمها الآن «النهضة» على أمل الحصول مع حلفائه الوسطيين، على الغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية المقبلة في ختام الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو.

وأدى التحول السياسي المستمر أيضاً إلى تعزيز التطرف الذي سجل خلال الانتخابات الرئاسية مع الدفع القوي لليمين المتطرف (41.45% لصالح مارين لوبن، وهي نتيجة غير مسبوقة) ولليسار الراديكالي خلف جان لوك ميلانشون (22%).

وجمع ميلانشون في الأسابيع الماضية مختلف تيارات اليسار في اتحاد شعبي بيئي واجتماعي، على أمل أن يصبح أول معارض في وجه ماكرون.

تويتر