"شكرا لك على عدم قتلنا".. رسالة من سيدة أوكرانية إلى بوتين

 منذ أسبوع تقريبا اقتحمت مجموعة من الجنود الشيشان بوابة منشأة للصحة العقلية في مدينة بوروديانكا، شمال غربي كييف. 

وتقول ناتاليا شولهاتش (45 عاما) وهي معلمة: "لا أصدق عيني، يصعب علي قول هذا لكنني لا أصدق حقا إمكانية حدوث هذا.. لا أفهم كيف يحدث هذا في القرن الـ21".

وتروي صحيفة نيويورك تايمز شهادة مروعة من مدينة بوروديانكا والتي كان يقطنها نحو 12 ألف شخص، وتحولت مدينة أشباح تقريبا بعد أن انسحبت القوات الروسية منها.

قفز الجنود من سيارات الجيب الخاصة بهم، وأمروا 500 مريض وموظف من دار الرعاية الخاصة في بوروديانكا بالدخول إلى الفناء، تحت تهديد السلاح.

وقالت مديرة المصحة، مارينا هانيتسكا، : "اعتقدنا أننا سنُعدم".

وأضافت هانيتسكا أن الجنود أخرجوا كاميرا، وطالبوها بأن يبتسم الجميع بينما كان معظم المرضى يبكون. وقال الجنود لهانيتسكا: "نأمرك بأن تقولين للكاميرا (شكرا لك، فلاديمير بوتين)". 

وبالنظر إلى البنادق الموجهة إلى وجهها، قالت: "شكرا لك على عدم قتلنا." ثم فقدت الوعي، حسب موقع "الحرة".

وفي أكثر من 12 مقابلة أجرتها نيويورك تايمز في بوروديانكا وبلدات أخرى في المناطق المنكوبة حول كييف، وصف السكان الجنود الروس بأنهم متوحشون وساديون وغير منضبطين. 

وتقول الصحيفة إنه "لا يمكن التحقق من رواياتهم بشكل مستقل، لكنها كانت متسقة مع التقارير الأخرى والأدلة المرئية بشأن السلوك الروسي في المنطقة".

وقد استمر الحصار للمصحة العقلية لأسابيع، فقد خلالها المبنى الحرارة والماء والكهرباء، وتوفي أكثر من عشرة مرضى. تقول نيويورك تايمز: "الاحتلال الروسي كان قصيرا ولكنه مروع".

وقال المسؤولون في منشأة المصحة العقلية في بوروديانكا أن الجنود الروس سرقوا الكحول من صيدليتهم. وقال العاملون إنهم رأوا الجنود الروس يكتبون رسائل بذيئة على الجدران - في فضلات بشرية.

وقالت هانيتسكا: "تقيأت عندما رأيت ذلك. لا أفهم كيف تربوا، ومن يستطيع القيام بذلك".

وفي أماكن أخرى، قال سكان إنهم سرقوا أغطية الأسرة والأحذية الرياضية، وشوهوا العديد من المنازل التي استولوا عليها بكتابات طفولية على الجدران. 

في جميع أنحاء المناطق الأوكرانية التي تم تحريرها مؤخرا من الاحتلال الروسي الذي استمر لمدة شهر، بدأت سلسلة طويلة من القصص المقلقة تظهر عن الرعب والموت الذي ألحقه الجنود الروس بالمدنيين الأوكرانيين العزل الخاضعين لسيطرتهم.

ويوميا، يكتشف المحققون الأوكرانيون جثث مدنيين أصيبوا برصاصة في الرأس أو تحمل علامات التعذيب. كما تنتشر روايات أخرى عن مدنيين محتجزين كدروع بشرية وبعضهم يموتون بسبب نقص الطعام أو الماء أو الحرارة. 

وقال مسؤولون أوكرانيون، الجمعة الماضية، إن القوات الروسية قتلت ما لا يقل عن 900 مدني أثناء انسحابها من منطقة كييف.

وقد انتشر الكثير من هذا البؤس في بلدات صغيرة بالقرب من كييف، حيث احتل الروس مساحات شاسعة في الأيام الأولى من الحرب، بحسب ما تنقله نيويورك تايمز عن الوضع.

تويتر