"فولوديمير زيلينسكي" .. الفنان الكوميدي الذي صار رئيساً لأوكرانيا بالصدفة !

في الوقت الأخطر على صعيد المواجهة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، أصبح فولوديمير زيلينسكي رئيساً لـأوكرانيا، وما يزيد الخطورة هو أن زيلينسكي (44 سنة) ليس سياسيّاً إنما هو ممثّل سابق !

شاهد روسيا وهي تحشد على حدود بلاده أكثر من 100 ألف عسكري،  فقام بأفضل ما يعرفه: أخبر الأوكرانيين الذين يبلغ عددهم أكثر من 40 مليون شخص بالحفاظ على الهدوء.

وتوجه إليهم في يناير الماضي بالقول "ماذا علينا أن نفعل؟ أمر واحد فقط... الحفاظ على الهدوء".

وأضاف "سنحتفل بعيد الفصح في أبريل. ثم في مايو، كما هي الحال دائماً، سنستمتع بالشمس والعطل وحفلات الشواء".

ثم أعلن يوم 16 فبراير، اليوم الذي حدده بعض المسؤولين الأميركيين كبداية محتملة للغزو الروسي، عطلة وطنية "يوم الوحدة" يخرج خلاله المواطنون بالأعلام والبالونات.

بدأت المغامرة السياسية لزيلينسكي حسب "اندبندت عربية" بشكل أشبه بمزحة مساء 31 ديسمبر  2018، مع الإعلان المتلفز عن ترشحه للانتخابات الرئاسية.وصعد نجمه بعدما أدى دور مدرّس تاريخ سليط اللسان أصبح رئيساً بعدما صوّره أحد تلاميذه وهو يتكلّم بحماسة ضد الفساد ونشر المقطع على الإنترنت.وحقق العرض الكوميدي المسائي نجاحاً كبيراً فيما كانت البلاد تشهد تغييراً عميقاً.

فقد أطاحت ثورة أوكرانية مؤيدة للاتحاد الأوروبي عام 2014 بالزعيم المدعوم من الكرملين فيكتور يانوكوفيتش وأتت بفريق سياسي جديد كان عليه أن يواجه صراعاً متصاعداً في شرق البلاد واقتصاداً يتجه نحو الانهيار.

شاهد الأوكرانيون الرئيس في العرض الكوميدي وهو يوجّه نكاتا فجّة لزوجته ويذهب إلى العمل على دراجة هوائية بنظرة مرتعبة.

وقد ساهم ذلك في جعل زيلينسكي يكسب قلوب الملايين ويفوز في الانتخابات الرئاسية على المرشح بيترو بوروشنكو في الجولة الثانية بأكثر من 70 في المئة من الأصوات.

لكن بعض الأوكرانيين استعدوا للأسوأ. فقد شبّهه ناقدوه بسياسيين مشاهير على غرار الإيطالي سيلفيو برلسكوني والرئيس الأميركي دونالد ترمب.

بدا ظهور زيلينسكي الأولي في وسائل الإعلام مع قادة العالم الآخرين مصطنعاً.
وقال المحلل السياسي الأوكراني ميكولا دافيديوك "أعتقد أن شركاءنا الدوليين يواجهون صعوبة في التعامل معه. إنه ليس بمستواهم".

وأضاف "إنهم يتحركون على مستوى عالٍ جداً لا يستطيع الوصول إليه، ولا يستطيع أن يفهمه".

لكن، يبدو أن بعض الدبلوماسيين الغربيين مفتونون بسحره.

وقال أحد الدبلوماسيين "بصراحة، أداؤه السياسي ليس سيّئاً جداً. إنه يظهر رباطة جأش. لديه وظيفة مستحيلة. إنه عالق بين ضغوط الروس والأميركيين".

وتشكل المواجهة الحالية مع موسكو التي تضع أوكرانيا في قلب أخطر أزمة روسية غربية منذ نهاية الحرب الباردة نقطة تحول في رئاسة زيلينسكي الذي وصل إلى الرئاسة الأوكرانية متعهداً فتح قنوات اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع حد للصراع الدموي في شرق البلاد الذي أودى حتى الآن بأكثر من 14 ألف شخص.

وعقد الزعيمان قمة في باريس بعد أشهر قليلة من انتخاب زيلينسكي، وأشاد بها بوتين ووصفها بأنها "خطوة مهمة".

لكن زيلينسكي كان له رأي مختلف إذ صرّح "قال نظرائي إنها نتيجة جيدة جداً لاجتماع أول. لكنني سأكون صادقاً، إنها نتيجة منخفضة جداً".

ومنذ ذلك الحين، تشهد العلاقات بين الرئيسين تدهوراً مستمراً.

واتهم بوتين حكومة زيلينسكي "بالتمييز" ضد الناطقين بالروسية والتخلي عن الوعود السابقة لتسوية الصراع في الشرق.

والشهر الماضي، لم يلق اقتراح زيلينسكي عقد قمة ثلاثية مع بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن آذاناً صاغية في موسكو.

 

تويتر