الاحتلال يغلق جميع مداخل نابلس بالحواجز العسكرية والمكعبات الإسمنتية

حاجز «الناقورة».. حظر المرور يُعقّد حياة 400 ألف فلسطيني

صورة

«في السابق، كان سكان قرية برقة شمال محافظة نابلس يستغرقون 15 دقيقة لقطع مسافة 15 كيلومتراً، من أجل الانتقال إلى وسط المحافظة، الذي يعد مركز الخدمات الأساسية، أما اليوم، ومنذ شهر ديسمبر من العام الماضي، بات هذا المشهد أثراً بعد عين، حيث يقيّد الاحتلال حرية تنقل المواطنين بين قرى وبلدات المدينة، وإلى جميع مدن الضفة الغربية».

هكذا يصف الناشط ضد الاستيطان في نابلس، مصطفى حِجّة، من سكان قرية برقة، معاناة سكان القرية التابعة لمحافظة نابلس، جراء تشديد الاحتلال الخناق على حرية تنقلهم، وتقييد وصولهم إلى القطاعات الخدمية في أرجاء المحافظة، وكذلك مدن الضفة الغربية».

ويقول حِجّة خلال حديث خاص مع «الإمارات اليوم»: «يضطر السكان لقطع مسافات مضاعفة، تصل إلى 70 كيلومتراً، جراء سيرهم عبر طرق جبلية وعرة، من أجل تلبية احتياجاتهم الضرورية، والوصول إلى أماكن أعمالهم، والمنشآت الخدمية الصحية، والتعليمية، وغيرها».

ومنذ شهر ديسمبر من العام الماضي، يغلق الاحتلال حاجز الناقورة العسكري، بالقرب من مستوطنة «شافي شمرون»، الجاثمة على أراضي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، التي يقطنها 415 ألفاً و606 أشخاص، حيث يعد هذا الحاجز شريان المرور الرئيس بين محافظتي نابلس وجنين، وكذلك مدن الضفة الغربية، الأمر الذي يمنع حركة عبور وتنقل الفلسطينيين، حيث تتذرع إسرائيل بأن الإغلاق جاء بعد مقتل مستوطن في الشهر الأخير من عام 2021 في المنطقة، واتُهم مواطن فلسطيني بقتله.

كما يعيق الاحتلال، عبر حاجز الناقورة، تنقّل السكان بين بلدات وقرى نابلس ذاتها، فعلى مقربة من الحاجز، تغلق الجرافات والآليات العسكرية الطرق التي تربط قرى وبلدات نابلس بعضها ببعض، خصوصاً سبسطية، وبرقة، ومنطقة المسعودية، بالحواجز العسكرية الحديدية، والمكعبات الإسمنتية الضخمة، إلى جانب السواتر الترابية.مشاهد المعاناةقرية برقة، التي يسكنها 4500 فلسطيني، تحوّلت نتيجة إغلاق مداخلها الرئيسة، وحاجز الناقورة الرئيس، إلى سجن كبير، حيث باتت مداخلها عبارة عن ثكنة عسكرية لقوات الاحتلال، الذين ينتشرون على أطراف برقة لمنع تنقل السكان الفلسطينيين، وذلك بحسب حِجّة.

ويصف الناشط ضد الاستيطان في نابلس واقع برقة في الوقت الحالي، ويقول إن «المكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية تنتشر في كل أرجاء مداخل القرية، الأمر الذي شطر القرية إلى نصفين، إلى جانب إغلاق قوات الاحتلال العيادة الصحية الوحيدة، الموجودة على مدخل برقة الرئيس، لتتحول إلى نقطة عسكرية لجنود الاحتلال».

ويلفت حِجّة إلى أن الاحتلال لم يكتفِ بإغلاق المداخل الرئيسة لقرية برقة، بل أغلق الطرق الفرعية الترابية والجبلية الوعرة التي يجبر السكان على سلكها من أجل الوصول إلى منازلهم، وأماكن الخدمات العامة، والقرى والمدن المجاورة، داخل نابلس وخارجها.

إعاقة واعتداءات

وبالانتقال إلى بلدة سبسطية الواقعة إلى الشمال الغربي من محافظة نابلس، والتي تزخر بالآثار والمواقع التراثية التاريخية، فإن مشهد المعاناة في برقة يتجرع مرارته يومياً سكان سبسطية، الذين يواجهون عقاباً جماعياً وحصاراً مشدداً منذ الـ16 من ديسمبر لعام 2021.

ويقول رئيس بلدية سبسطية في نابلس، محمد عازم، لـ«الإمارات اليوم»: «في عام 2007، فتح الاحتلال حاجز الناقورة أمام حركة السكان في نابلس وجنين وبقية مدن الضفة الغربية، بعد إغلاق دام سبعة أعوام متواصلة، ولكن منذ لحظة مقتل مستوطن في منتصف ديسمبر الماضي، بالقرب من مستوطنة (حومش) التي تم إخلاؤها منذ عام 2005، أعادت قوات الاحتلال إغلاق حاجز الناقورة بشكل شامل وكامل، أمام حركة عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين، ليتحول إلى ثكنة عسكرية لجنود الاحتلال».

ويبيّن أن هذا الإغلاق المقيت عقّد حياة السكان، وقلبها رأساً على عقب، وأصاب الحركة الاقتصادية في المنطقة بالشلل، كما عزل الطلاب والموظفين في المنطقة الغربية لبلدة سبسطية بالكامل عن محيطهم، وحرمهم من الوصول إلى أماكن الدراسة والعمل، كما يقف حائلاً أمام المرضى من الأطفال والنساء، وكبار السن، دون الوصول إلى المستشفيات والعيادات الطبية لتلقي العلاج اللازم. ويشير عازم إلى أن السكان يضطرون للمشي مسافات طويلة مضاعفة عبر طرق ترابية وجبلية فرعية، ورغم ذلك لم يسلم السكان من ملاحقة المستوطنين لهم أثناء المرور عبر هذه الطرق الوعرة، والاعتداء عليهم.

ويقول رئيس بلدية سبسطية: «بعد أيام قليلة من الإغلاق، انتشرت عصابات من المستوطنين على الحاجز ومداخل القرى والبلدات الفلسطينية، بحماية كاملة من جنود الاحتلال، لتنفيذ الاعتداءات بحق السكان الذين يتوافدون للتنقل عبر مداخل نابلس الفرعية والرئيسة».

ويلفت إلى أنه في الـ27 من يناير الماضي، اعتدت قوات الاحتلال المتمركزة على مدخل بلدة سبسطية الرئيس على مواطن فلسطيني وزوجته الحامل، أثناء محاولتهما المرور عبر الحاجز وصولاً إلى المستشفى، نتيجة تدهور الحالة الصحية للزوجة.

ويضيف عازم أن «القوات الإسرائيلية تغلق حاجز الناقورة، ومداخل قرى وبلدات نابلس، أمام حركة الفلسطينيين، وبينما هي كذلك، كان ينتظر المواطن الفلسطيني داخل سيارته الخاصة السماح له بالمرور، للوصول إلى أقرب مستشفى، لتلقى زوجته الحامل العلاج اللازم، وبعد مضي ساعات عدة على الانتظار، وأثناء محاولة الزوج الحديث مع قوات الاحتلال للسماح له بالمرور، اعتدت عليه وعلى زوجته، فيما لم تسمح لهما بالمرور عبر الحاجز العسكري».

• يضطر السكان لقطع مسافات مضاعفة، تصل إلى 70 كيلومتراً، جراء سيرهم عبر طرق جبلية وعرة، من أجل تلبية احتياجاتهم الضرورية، والوصول إلى أعمالهم.

• يعيق الاحتلال، عبر حاجز الناقورة، تنقل السكان بين بلدات وقرى نابلس ذاتها، فعلى مقربة من الحاجز، تغلق الجرافات والآليات العسكرية الطرق التي تربط قرى وبلدات نابلس بعضها ببعض، خصوصاً سبسطية، وبرقة، ومنطقة المسعودية، بالحواجز العسكرية الحديدية، والمكعبات الإسمنتية الضخمة، إلى جانب السواتر الترابية.

تويتر