صحف عربية.. الأحذية البالية وقود للمدفأة في لبنان والمازوت للميسورين

يواجه المواطن البعلبكي أزمة تدفئة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، وسط ظروف اقتصادية قاهرة وانهيار في العملة الوطنية، وارتفاع حادّ في أسعار المادتين الأساسيّتين للتدفئة. ووصل سعر برميل المازوت إلى 140دولاراً، من دون احتساب كلفة النقل، في وقت لا يتعدّى فيه دخل العائلة اللبنانية 60 دولاراً شهرياً.

فكيف لراتب شهر لهؤلاء أن يسهم في تأمين إحدى المادّتين الأساسيّتين، وهو لا يكفي 10 أيام؟ فأين ذلك من تسديد الأقساط وشراء المؤونة وغير ذلك في حياة بلغت أشدّها؟

المواطن خليل رفض خجلاً ذكر اسم عائلته أو تصوير وجهه، واكتفى بإعلامنا بأنه فرح بشراء كمية كبيرة من الأحذية البالية حين توجّه إلى سوق السبت، رغبةً في استعمالها وقوداً للمدفأة.

أبوأحمد (ربّ عائلة من ثمانية أفراد) يعيش عند سفوح بلدة نحلة التي يزيد ارتفاعها على 1400 متر، حيث بدأ الثلج يلامس أعاليها، قال: «حاولنا طوال الصّيف والأشهر المنصرمة شراء المازوت، وكانت الصفيحة لاتزال بأسعار مقبولة، إلا أن المحطات لم تكن تسلمنا أية كمية، ولا المادة كانت متوافرة لجمعها على مراحل. كذلك فإن تعبئة العبوات كانت ممنوعة بسبب عمليات الاحتكار وتجّار السّوق السوداء. اليوم بتنا أمام واقع صعب ومرير، ونعمل على شراء ما أمكن بشكل شبه يومي لنتدبر أمورنا ليلاً».

البقاع من أكثر المناطق اللبنانية حاجة إلى التدفئة في فترة تمتد ما بين 5 و6 أشهر بسبب موقعها الجغرافي، وارتفاع قراها الجبلية التي تتخطى ارتفاع الـ1400 متر فوق مستوى سطح البحر، لتصبح التدفئة في هذه المناطق ضرورة من ضروريات الحياة، وشرطاً من شروط البقاء التي لا يمكن الاستغناء عنها خلال الشتاء.

• بلغ سعر برميل المازوت 140 دولاراً دون كلفة النقل، فيما لا يتعدّى دخل العائلة اللبنانية 60 دولاراً شهرياً.

تويتر