«تليغراف» البريطانية: ميركل خلّفت وراءها «دولة هشة»

ساسة ألمان بارزون يشيدون بميركل: كانت حظاً لبلدنا

تميزت ميركل بالمهارات التحليلية التي تعرّفت من خلالها إلى التغيرات والميول الاجتماعية في وقت مبكر عن غيرها. أ.ف.ب

أشاد مجموعة من الساسة الألمان البارزين بالمستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، أنغيلا ميركل.

ووصف الرئيس السابق للبرلمان الألماني «بوندستاغ» فولفجانج شويبله، ووزير الداخلية الاتحادي المنتهية ولايته هورست زيهوفر، أنغيلا ميركل بأنها سياسية بارزة، وبمثابة ضربة حظ بالنسبة لألمانيا.

وكتب شويبله عن ميركل في مقال بصحيفة «بيلد أم زونتاغ» الألمانية الأسبوعية، في عددها الصادر أمس: «كانت حظاً بالنسبة لبلدنا».

ووصفها زيهوفر، الذي لايزال وزيراً في حكومة تسيير الأعمال إلى حين تشكيل حكومة اتحادية جديدة بألمانيا، بأنها «لاعبة قوى سياسية استثنائية»، وكتب للصحيفة الألمانية ذاتها: «قامت بوظيفتها بدقة ومثابرة لا تصدق. لم التقِ تقريباً بشخص من طرازها خلال الـ50 عاماً الماضية في الوسط السياسي».

وأشاد شويبله «بالمهارات التحليلية لميركل، التي تعرّفت من خلالها إلى التغيرات والميول الاجتماعية في وقت مبكر عن غيرها، وليس داخل حزبي فقط».

تجدر الإشارة إلى أن شويبله ينتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه ميركل، وترأسته أيضاً فترة طويلة. وكان شويبله قد تولى أيضاً منصبي وزير الداخلية ووزير المالية سابقاً تحت قيادة ميركل.

وتابع شويبله أن أسلوب ميركل السياسي المتوازن، الذي «ربما يعد أهم ميزة شخصية لديها»، أسهم في كسب الثقة بين الجيران والشركاء.

من جانبه، قال زيغمار غابرييل، الذي تولى سابقاً منصب نائب ميركل ووزير خارجية في حكومتها، وترأس أيضاً الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لشبكة التحرير الصحافي بألمانيا، إن البلاد ظلت مستقرة تحت رئاسة ميركل للمستشارية طوال 16 عاماً، في ظل فترة شهدت الكثير من الأزمات.

وأضاف غابرييل: «هذا يعد إنجازاً عظيماً لهذه المستشارة التي سطّرت بذلك فصلاً إيجابياً من تاريخ ألمانيا». من جانبها، كتبت صحيفة «تليغراف» البريطانية، أمس، عن فترة تولي أنغيلا ميركل للمستشارية طوال 16 عاماً.

وجاء في الصحيفة: «صحيح أن ميركل تظل محبوبة في ألمانيا، إلا أنه في ظل سلسلة من الأخطاء وحالة الإعجاب بالذات المذهلة لحكومتها، لم يقتصر الأمر على أن ميركل حوّلت حزبها المحافظ، الذي كان مهيمناً في الماضي، إلى ظل لها هي ذاتها، وعلى أنها سلمت السلطة لتحالف يميل إلى اليسار، ويهيمن عليه الاشتراكيون والخضر، ولكن يندرج ضمن إرثها أيضاً أن بلدها وقارتها هشان في مواجهة أنظمة استبدادية على الأعتاب».

وأضافت الصحيفة البريطانية: «لا يوجد شيء يتجلى فيه هذا الأمر أكثر من حالة خط أنابيب الغاز (نورد ستريم 2) بين روسيا وألمانيا، عبر بحر البلطيق. تم تعليق تشغيل خط الأنابيب حالياً حتى حدوث فحص رسمي، ولكن حقيقة أن هذا المشروع تم النظر فيه من الأساس، يوضح الافتقار إلى المبادئ التي لطالما حددت السياسة الخارجية الألمانية في عهد ميركل منذ وقت طويل».

وأضافت الصحيفة: «ألمانيا تدّعى أنها (أوروبي صالح)، ولكنها تجاهلت بشكل فج تخوفات حلفاء مثل بولندا، من احتمالية أن يمنح خط الأنابيب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مزيداً من الإمكانات، لاستخدام صادرات الغاز كسلاح للتهديد».

• ميركل حوّلت حزبها المحافظ إلى ظل لها، وسلمت السلطة لتحالف يميل إلى اليسار، ويهيمن عليه الاشتراكيون والخضر. ويندرج ضمن إرثها أيضاً أن بلدها وقارتها هشان في مواجهة أنظمة استبدادية على الأعتاب.

تويتر