قرى ليتوانية تتخذ موقفاً متشدداً تجاه المهاجرين من الحدود البيلاروسية

صورة

من مزرعتها قرب الحدود البيلاروسية، تتذكر المتقاعدة الليتوانية، يادفيغا ماكيفيتش، اليوم الذي رأت فيه ثلاثة مهاجرين يخرجون من الغابة.

وتستذكر المرأة البالغة 80 عاماً «بالكاد رأيتهم من خلال نافذتي. قبضت عليهم دورية تابعة لشرطة الحدود على الفور».

وحالياً، وضعت الشرطة أسلاكاً شائكة على طول الجزء السفلي من حديقتها في قرية سيلياي الصغيرة، التي تقع في منطقة تحيطها الحدود في شكل شبه كامل.

وفيما تركزت معظم أزمة المهاجرين على حدود بولندا مع بيلاروسيا، واجهت ليتوانيا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أيضاً، تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين.

وشهدت المنطقة المحيطة بسيلياي تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين الذين يحاولون العبور.

ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي القوي، ألكسندر لوكاشينكو، بتنظيم تدفق المهاجرين كردّ انتقامي على العقوبات التي فرضتها أوروبا على نظامه.

وستكون هذه الأزمة موضوعاً رئيساً في اجتماع هذا الأسبوع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في لاتفيا المجاورة التي تشترك أيضاً في حدود مع بيلاروسيا.

واجب مقدس في حراسة حدودنا

هذا العام، استقبلت ليتوانيا، التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة، أكثر من 4000 شخص، غالبيتهم العظمى من طالبي اللجوء.

لكن منذ إقرار قانون يسمح لحرس الحدود بإعادة المهاجرين عبر الحدود، انخفضت الأعداد بشكل حاد.

لكن حرس الحدود يقولون إن مجموعات صغيرة من المهاجرين، مازالت تحاول بانتظام عبور أجزاء مختلفة من الحدود بين البلدين التي تغطيها غابات.

ويقول قائد حرس الحدود الليتواني روستاماس ليوباييفاس: «يبدو أننا لن نتمكن من العودة إلى الحياة الطبيعية قريباً».

ويوضح أنه «يشفق» على المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود، لأن النظام البيلاروسي (خدعهم) لجعلهم يعتقدون أن دخول الاتحاد الأوروبي سيكون سهلاً.

لكنه يشير إلى أن ليتوانيا لا يمكنها السماح بدخول الأشخاص، لأن ذلك سيحقق هدف لوكاشينكو المتمثل في «زعزعة استقرار» البلاد.

ويحظى الخط المتشدد للحكومة بدعم قوي في ليتوانيا.

وفي زيارة لقاعدة عسكرية قرب الحدود هذا الأسبوع، قال الرئيس غيتاناس نوسيدا للقوات المسلحة إنه «ليس من السهل القيام بواجبكم ورفض المدنيين الذين يسعون إلى حياة أفضل». وأضاف «ومع ذلك، لديكم واجب مقدس لحراسة حدودنا».

لا أحد يريدهم

لكن الجمعيات الخيرية التي يحظر دخولها المنطقة الحدودية المباشرة بموجب قوانين الطوارئ، قالت إنها قلقة بشأن ظروف المهاجرين الذين مازالوا عالقين في ظل برد قارس.

وأوضحت غيدرا بلازيتي من منظمة «دايفرسيتي ديفيلوبمنت» غير الحكومية أنه يجب السماح لمجموعات إغاثة بالوصول إلى الحدود لمساعدة حرس الحدود في التعرف إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.

وأضافت لوكالة فرانس برس: «المهمة الرئيسة لحرس الحدود هي الدفاع عن حدود الدولة، وليس الاهتمام بالناس. نتفهم ذلك، ولهذا السبب نريد أن نكون موجودين هناك».

وحتى بعدما شهدت ليتوانيا أول تساقط للثلوج هذا الأسبوع، حذر قائد حرس الحدود الليتواني، ليوباييفاس، من أنه من غير المرجح أن يتوقف المهاجرون عن محاولات العبور. وقال: «هذه ليست هجرة بنيوية. هذه هجرة لوكاشينكو المنظّمة، لذلك لن يكون للطقس أي تأثير».

في قرية كراكوناي الواقعة أيضاً على الحدود، أعرب أحد السكان (يوسيف - 56 عاماً) عن دعمه لخط الحكومة المتشدد على الحدود، وقال إنه لا يريد المهاجرين.

وقال: «لا أعرف كيف سينتهي هذا الأمر. أتمنى أن يعودوا إلى بلدانهم. لا أحد يريدهم هنا. إنهم من بلد مختلف، إنهم أشخاص مختلفون ويعيشون بشكل مختلف».

• هذا العام، استقبلت ليتوانيا، التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة، أكثر من 4000 شخص، غالبيتهم العظمى من طالبي اللجوء.

تويتر