مسؤولة أميركية سابقة:

يتعين على أميركا الآن استقبال المزيد من اللاجئين الأفغان

صورة

قدّم كثير من الأفغان تضحيات كبيرة لمساعدة القوات الأميركية وغيرها من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، طوال مدة وجودها في أفغانستان. والآن، وبعد رحيل تلك القوات، يواجه الأفغان أخطاراً جسيمة في ظل حكم «طالبان»، ولذلك فإنهم حالياً في حاجة إلى من ينقذهم، ويقدم لهم العون.

وتقول آن سي. ريتشارد، وهي مساعدة سابقة لوزير الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة في الفترة من 2012 حتى 2017، في مقال نشرته مجلة ناشيونال إنتريست الأميركية، إن إدارة الرئيس جو بايدن تقوم الآن بإحياء ممارسة تاريخية تنطوي على تشجيع الهجرة الشرعية، وترغب في استعادة برنامج قوي، للسماح بدخول اللاجئين إلى البلاد. وقد تم إجلاء نحو 70 ألفاً من الأفغان، وسمح لهم بالدخول المشروط للولايات المتحدة في أغسطس، ويتم حالياً نقلهم من مراكز الاستقبال بالقواعد العسكرية إلى مجتمعات أميركية.

استقبال عدد أكبر من اللاجئين

وتضيف ريتشارد أنه على الرغم من أن هذا العدد المذكور قد يبدو كبيراً، يتعين فعلياً السماح لعدد أكبر كثيراً من اللاجئين الأفغان بدخول الولايات المتحدة. ومن خلال هذه الجهود الاستثنائية، توفي واشنطن بتعهداتها الإنسانية وتحترم التزامها التاريخي وما قدمه الأفغان من إسهامات لها.

وسيقول بعضهم إن اللاجئين الذين يصلون من مناطق الحرب يعتبرون عبئاً أو تهديداً، ورغم أن معظم اللاجئين يميلون إلى العمل الجاد، فإنهم على استعداد للبدء بالقيام بأعمال شاقة، ويمكنهم المشاركة في أعمال حرة، والالتزام بالقانون.

وترى ريتشارد، وهي من الزملاء البارزين في منظمة فريدوم هاوس الأميركية، أن الدراسات كشفت في حقيقة الأمر أن اللاجئين يدفعون طوال وجودهم مبالغ كضرائب أكثر مما يتلقونه كمساعدات رعاية اجتماعية. ومع ذلك، قد يقول بعضهم إنه ينبغي إعطاء أولوية دخول الولايات المتحدة للمهاجرين الأكثر تعليماً ومهارة من أجل تعزيز الاقتصاد.

القدرة على التحمل

وتقول ريتشارد إنها رأت بصورة مباشرة مدى القدرة الهائلة، حتى بالنسبة للاجئين الضعفاء من كثير من الخلفيات المتنوعة، على التحمل، وأن بإمكانهم تقديم الإسهامات للمجتمع الأميركي والثقافة الأميركية مع القيام في الوقت نفسه بإعادة إحياء الاقتصادات التي تعاني شيخوخة مواطنيها.

وتضيف ريتشارد أن الكثير من الأميركيين يعرفون أن الولايات المتحدة مدينة بدين خاص للأفغان الذين خاطروا وعملوا لسنوات كشركاء لها. ويرى المحاربون القدامى أن أرواح الجنود كانت تعتمد على الثقة بين الأميركيين والأفغان على أرض المعركة، ويقولون إن هؤلاء الأفغان اكتسبوا من خلال تصرفاتهم، ليس فقط عرفان الأميركيين، ولكنهم يستحقون أيضاً طريقاً للفرار من أفغانستان، والتمتع ببداية جديدة، إذا نظرنا كيف أدى الانسحاب الأميركي إلى أن تصبح سلامتهم في خطر في غضون أيام.

لقد تم إصدار تأشيرات هجرة خاصة لبعض السائقين، والمترجمين، وغيرهم من الأفغان الذين كانوا يعملون لمصلحة السفارة الأميركية والقوات الأميركية. ولكن نسبة قليلة فقط من أولئك الذين خدموا إلى جانب الأميركيين حصلوا على تأشيراتهم قبل سقوط كابول، وهناك حاجة لخطة إنقاذ لمن طلبوا تأشيرات الهجرة الخاصة، وتم تركهم.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن كثيراً من الأفغان الآخرين الذين ساندوا الولايات المتحدة شاركوا في أنشطة تجعلهم أهدافاً للانتقام من جانب حركة طالبان. ومن بين هؤلاء الأشخاص عاملون في الخدمة المدنية، وفي شؤون الانتخابات، وتقديم المساعدات، وكذلك قيادات نسائية، وأكاديميون وصحافيون. وهم أيضاً في حاجة لطريق من أجل السلامة.

وتقول ريتشارد إنها تشعر بوجه خاص بالقلق بالنسبة للمدافعين عن حقوق الإنسان، وغيرهم من الأفغان الذين قاموا بأدوار قيادية في العملية الطويلة والشاقة لبناء الديمقراطية في أفغانستان، خلال العشرين عاماً الماضية. ونظراً لأنهم ناصروا الحقوق التي يؤمن بها كل الأميركيين، يتعين على الولايات المتحدة مناصرة حملتهم من أجل الحرية في أفغانستان، حتى لو اضطر بعضهم إلى القيام بذلك وهم في الخارج أو السعي لتحقيق هذه الأهداف سراً.

وأضافت أنها تحدثت أخيراً مع العديد من الأفغان الذين وجدوا أنفسهم مشتتين في أنحاء العالم، وفي الدول المجاورة، وهم يحملون تأشيرات منتهية الصلاحية؛ وينبغي عدم إرغامهم على العودة إلى أفغانستان، ومواجهة التعذيب والموت على يد «طالبان». وكثير من أولئك في أفغانستان مؤهلون للمجيء إلى الولايات المتحدة كلاجئين، لكنهم محاصرون. وحتى إذا تمكنوا من الوصول إلى دولة مجاورة، فإن برنامج السماح بدخول اللاجئين في أميركا يستغرق شهوراً، وأحياناً سنوات لجلب طالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة.

وأوضحت ريتشارد أن برنامج السماح بدخول اللاجئين - الذي يضم وكالات الأمم المتحدة، ومسؤولي الحكومة الأميركية من وزارات عدة، ومتطوعين - ليس مخولاً بإحضار عشرات الآلاف في وقت واحد، كما أن البرنامج مثقل بالأعباء حالياً. وهناك حاجة لبرنامج أكثر طموحاً للسماح بدخول أعداد كبيرة في العام المقبل والعام الذي يليه.

واختتمت ريتشارد مقالها بالقول: «في الوقت الحالي، يتعين على أميركا فتح أبوابها لاستقبال اللاجئين من أفغانستان».

• الدراسات كشفت أن اللاجئين يدفعون طوال وجودهم مبالغ كضرائب أكثر مما يتلقونه كمساعدات رعاية اجتماعية.

• كثير من الأميركيين يعرفون أن الولايات المتحدة مدينة بدين خاص للأفغان الذين خاطروا وعملوا لسنوات كشركاء لها.

• قدّم كثير من الأفغان تضحيات كبيرة لمساعدة القوات الأميركية وغيرها من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، طوال مدة وجودها في أفغانستان. والآن، وبعد رحيل تلك القوات، يواجه الأفغان أخطاراً جسيمة في ظل حكم «طالبان»، ولذلك فإنهم حالياً في حاجة إلى من ينقذهم.

تويتر