بوتين يخضع للحجر بعد رصد إصابة بكوفيد في أوساطه

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي خضع أمس، للحجر الصحي بعد رصد إصابة بين مقربين منه بفيروس كورونا، إنه يتوقع أن يوفر له لقاح سبوتنيك-في الذي تلقاه الحماية من كوفيد، في وقت تبذل روسيا جهودا مضنية لوقف الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات.

وكان من المفترض أن يتوجه بوتين إلى دوشانبي، عاصمة طاجيكستان، لحضور قمة إقليمية في وقت لاحق هذا الأسبوع. لكنه قال في مكالمة هاتفية مع رئيس طاجيكستان إمام علي رحمون إنه لن يتمكن من المشاركة شخصيا.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن بوتين "بصحة ممتازة". وردا على سؤال حول ما إذا كان خضع لفحص للكشف عن الفيروس وما إن كانت النتيجة سلبية أجاب بيسكوف "دون شك".

وقال بيسكوف للصحافيين إن "الحجر الصحي لا يؤثر مباشرة على عمل الرئيس، كل ما في الأمر أنه لن تكون هناك فعاليات حضورية لبعض الوقت".

ولم يشرح بيسكوف تفاصيل الحجر الذي سيخضع له الرئيس البالغ 68 عاما، وامتنع عن الكشف عن الشخص المصاب في أوساطه.

وفي أول تعليق علني له بعد الإعلان عن ذلك، قال بوتين خلال مؤتمر عبر الفيديو مع قادة من حزبه ومسؤولين حكوميين نقله التلفزيون "آمل أن يسير كل شيء كما ينبغي وأن يظهر سبوتنيك-في حقًا المستوى العالي من الحماية الذي يوفره ضد كوفيد-19".

وأضاف "هذه تجربة طبيعية، دعونا نرى كيف سيعمل سبوتنيك-في عمليًا". وأضاف أن أحد الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض تلقى اللقاح وجاء اختبار الكشف لديه إيجابيًا بعد أيام من تلقيه جرعة معزِّزة.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس سيخضع للحجر طيلة فترة الانتخابات التشريعية المقررة من 17 إلى 19 سبتمبر.

واتخذت السلطات الروسية منذ تفشي الجائحة إجراءات استثنائية لحماية بوتين، فطُلب من جميع القادة الأجانب والصحافيين والمسؤولين الخضوع لحجر صحي قبل مخالطته. وأقيم ممر تطهير خاص للزوار في مقر إقامته قرب موسكو.

وفي الأشهر القليلة الماضية استأنف بوتين نشاطاته برحلات ولقاءات شخصية، لكن لا يزال يُطلب من العديد من المخالطين الحجر لاسبوعين.

والتقى بوتين الأول من أمس، الرئيس السوري بشار الاسد ورياضيين روس عائدين من الألعاب البارالمبية التي استضافتها طوكيو.

وروسيا من الدول الأكثر تضررا بالفيروس، وتعد خامس دولة من حيث عدد الإصابات بحسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى الأرقام الرسمية. وتبذل جهودا مضنية للحد من الإصابات رغم توفر اللقاحات لديها.

وتراجعت الإصابات في الأيام القليلة الماضية بعد ارتفاعها في أغسطس، لكن مسؤولي الصحة أفادوا عن 17,837 إصابة جديدة و781 وفاة أمس.

وتواجه السلطات صعوبة في إقناع مواطنين مشككين باللقاحات، فيما أظهر استطلاع مستقل أن غالبية الروس لا يعتزمون تلقي اللقاح.

وفق أرقام الثلاثاء، فإن قرابة 39,9 مليون شخص من سكان روسيا البالغ عددهم 146 مليون نسمة، تلقوا اللقاح بالكامل بحسب موقع غوغوف الحكومي الذي يسجل بيانات كوفيد من مختلف المناطق.

تصنّع روسيا العديد من اللقاحات المحلية المتاحة مجانا، لكنها لا توزع أيا من اللقاحات الغربية الصنع.

وفرضت موسكو التي تعد بؤرة تفشي الوباء في روسيا، وعدد من المناطق الأخرى، إلزامية تلقي اللقاح لتسريع وتيرة التلقيح، وكثيرا ما دعا بوتين الروس للتطعيم.

وكان الكرملين حدد هدفا تلقيح 60% من سكان روسيا بالكامل بحلول سبتمبر، لكنه خفض الهدف في وقت لاحق رغم توفر اللقاحات مجانا منذ مطلع دسمبر.

وتُتهم السلطات الروسية بالتقليل من شأن تداعيات الجائحة، وبعد تدابير إغلاق صارمة أولى في 2020، امتنعت عن فرض تدابير وقيود جديدة.

وبلغت حصيلة الفيروس أمس 7,176,085 إصابة و194,249 وفاة. وحصيلة الوفيات هي الأعلى في أوروبا.

غير أن الأرقام الرسمية تحصي فقط الوفيات التي يعد الفيروس السبب الرئيسي لها. وبناء على تعريف أوسع للوفيات الناجمة عن كوفيد، أشارت وكالة "روستات" للإحصاءات إلى أن روسيا سجّلت أكثر من 350 ألف وفاة حتى نهاية اغسطس.

تويتر