ميقاتي بدا متأثرا ودامعا.. الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة

أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني محمود مكيّة بعد ظهر اليوم الجمعة من القصر الجمهوري في بعبدا، مراسيم تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيراً، برئاسة نجيب ميقاتي، خلفاً لحكومة حسان دياب السابقة.

وأعلن الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكيّة ثلاثة مراسيم تضمن الأول اعتبار الحكومة التي يرأسها الرئيس حسان دياب مستقيلة، والمرسوم الثاني تضمن تسمية محمد نجيب عزمي ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء، والمرسوم الثالث تضمن تشكيلة حكومة جديدة من 24 وزيراً بينهم سيدة واحدة. برئاسة ميقاتي.
ووقع على المرسومين الأول والثاني رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فيما وقع المرسوم الثالث عون وميقاتي.

وتلا أمين عام مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة التي تألفت من 24 شخصية غير سياسية، لكن عددا منهم معروفون بنجاحاتهم في مجالات اقتصادية وطبية وثقافية وإعلامية.

وأوردت الرئاسة على حسابها على موقع تويتر أن الرئيس ميشال عون وميقاتي «وقّعا مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري».

وقال الرئيس اللبناني إن الحكومة التي تم تشكيلها هي «أحسن ما يمكن التوصل إليه، وإنها قادرة على العمل، إنما همومنا تكمن في أولوية حل مشاكل الناس الحالية، وعلينا مسؤوليات كبيرة وعلينا العمل لنتطور وللخروج من الأزمة الحالية».

ونفى عون حصوله على الثلث المعطل في الحكومة وقال «نحن لا نفكر في هذا الأمر، كانت حربا سياسية علينا، وأخذنا ما يجب أخذه، أما المهم فيكمن في التوافق في العمل الذي سيكون السبب الأول للنجاح».

وعن إمكان منح تكتل «لبنان القوي» النيابي الذي يترأسه النائب جبران باسيل الثقة للحكومة، أوضح الرئيس عون أن «الثقة تمنح لبرنامج الحكومة».

وأضاف أن «المشاكل الأساسية... سنبدأ في معالجتها وأهمها هموم الناس لناحية البنزين والمازوت والخبز».

وقال «علينا ألا ننسى أن نتائج الحكم السيئ على مدى 30 سنة كانت متراكمة، وأضيفت إليها المصائب الكبرى التي حلّت بهذا البلد، إضافة إلى الإضرابات ووباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت».

ولفت عون إلى أن«الحصار الذي عانى منه لبنان كان بمثابة حرب، حيث فرض حصار مالي بسبب حزب الله، وما تسببت به الحرب السورية من مشاكل على لبنان أبعدته عن محيطه والمنطقة الحيوية بالنسبة إليه في اتجاه الدول العربية».

وعن انخفاض سعر صرف الدولار، رأى الرئيس عون أن النقد نفذ لدى الصيارفة، وعليهم استقدام النقد اللبناني ليكملوا.

وبين الوزراء الجدد في الحكومة اللبنانية مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي فراس أبيض الذي عرف بنجاحه في التعامل مع أزمة كورونا، وقد عين وزيرا للصحة، وجورج القرداحي الإعلامي المعروف الذي عين وزيرا للإعلام، والباحث المعروف ناصر ياسين.

وعلى الرغم من أن معظم الوزراء لا ينتمون إلى أي تيار سياسي علنا، لكن تمت تسميتهم من أحزاب وقادة سياسيين بارزين، ما يجعلهم محسوبين على هؤلاء، وفق تقارير إعلامية.

وستعقد أول لقاء لها الإثنين الساعة الحادية عشرة صباحاً.

وأدلى ميقاتي بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة بكلمة من القصر الجمهوري وصف فيها الوضع الحالي في لبنان متحدثا عن أزمات الأدوية والكهرباء وغياب أفق المستقبل، وبدا متأثرا ودامعا. ودعا الجميع إلى التعاون، مؤكدا أن الحكومة لا تريد الغرق في التسييس.

وتنتظر مهمات صعبة حكومة ميقاتي التي لن تكون قادرة على تأمين حلول «سحرية» تضع حداً لمعاناة اللبنانيين اليومية جراء تداعيات انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850. ويشترط المجتمع الدولي مقابل دعمها مالياً تطبيق إصلاحات جذرية في مجالات عدة.

وجاءت ولادة الحكومة بعد أكثر من عام على استقالة حكومة حسان دياب بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 أغسطس 2020، والذي أدى إلى مقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح، ودمّر أحياء من العاصمة، مفاقماً حدة الانهيار الاقتصادي ومعاناة اللبنانيين الذين بات 78 % منهم يعيشون تحت خط الفقر.

ورغم ضغوط دولية مارستها فرنسا خصوصاً، حالت خلافات سياسية على شكل الحكومة وتوزيع المقاعد دون ولادتها خلال الأشهر الماضية، رغم محاولتين سابقتين لتأليفها منذ انفجار المرفأ.

 

تويتر