"طالبان" تجتاح شمال أفغانستان.. والسكان يختبئون داخل منازلهم

أحكم مقاتلو حركة "طالبان"، اليوم الثلاثاء، سيطرتهم على أراض استولوا عليها في شمال أفغانستان في حين اختبأ السكان داخل منازلهم وتعهد قائد حكومي بالقتال حتى الموت دفاعا عن مزار الشريف أكبر مدينة في الشمال.

ودعا الرئيس الأفغاني أشرف غني رجال المنطقة الأقوياء لدعم حكومته بعد مكاسب "طالبان" وبعد أن قالت الولايات المتحدة إن قوات غني هي المسؤولة عن الدفاع عن نفسها.

وقال سكان إن "طالبان" تحكم سيطرتها بالانتقال إلى المباني الحكومية في مدينة آيبك عاصمة إقليم سمنكان الواقعة على الطريق الرئيسي بين مزار الشريف والعاصمة كابول.

وأضاف السكان الذين ابتعدوا عن الشوارع أن أغلب أفراد قوات الأمن الحكومية انسحبوا فيما يبدو من المدينة.

وقال شير محمد عباس وهو مسؤول ضرائب بالإقليم ردا على سؤال عن الظروف المعيشية في المدينة: "السبيل الوحيد هو الإقامة الجبرية في المنزل طواعية أو إيجاد سبيل للسفر إلى كابول".

وأضاف عباس وهو أب لأربعة أطفال والعائل الوحيد لأسرته المكونة من تسعة أفراد: "لكن حتى كابول لم تعد خيارا آمنا الآن".

وقال عباس إن مقاتلي "طالبان" وصلوا إلى مكتبه وطلبوا من الموظفين العودة لمنازلهم. وقال هو وسكان غيره إنهم لم يروا أو يسمعوا عن أي قتال اليوم الثلاثاء.

واجتاحت "طالبان"، التي تقاتل من أجل هزيمة الحكومة المدعومة من واشنطن مدينة آيبك أمس الاثنين دون مقاومة تذكر.

وأكدت "طالبان" ومسؤولون حكوميون أن الحركة اجتاحت ست عواصم إقليمية في الأيام الأخيرة في شمال وغرب وجنوب البلاد.

وأصبح مقاتلو "طالبان"، الذين أطيح بحكمهم بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، في وضع يسمح لهم بالتقدم من عدة اتجاهات صوب مزار الشريف، أكبر مدينة في المنطقة والتي سيوجه سقوطها صفعة مدمرة لحكومة غني في كابول.

وتعهد عطا محمد نور وهو قائد عسكري في الشمال بالقتال حتى النهاية قائل: "ستكون هناك مقاومة حتى آخر قطرة من دمي، أفضل الموت بكرامة على الموت يأسا".
وأكدت الولايات المتحدة أن قوات الأمن الأفغانية هي المسؤولة عن الدفاع عن البلاد، وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" للصحافيين أمس الاثنين: "إنها بلادهم الآن، فليدافعوا عنها. إنه صراعهم".

تويتر