على الرغم من أن من المبكر القول إنها ناجحة

قمة بايدن وبوتين تميزت بـ 3 حقائق رئيسة

صورة

التقى الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف بسويسرا، للمرة الأولى بعد تدهور العلاقات بين بلديهما إلى أدنى مستوى منذ عقود عدة.

وجاء اللقاء نتيجة جهود يبذلها كلا البلدين لإيجاد قواعد أساسية من أجل تخفيف التوتر بينهما، إثر سلسلة من الهجمات السبرانية التي نسبت إلى قراصنة روس، والعديد من العقوبات التي تم فرضها على موسكو، بتهمة تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020، كما أنه اعتبر عرضاً لقوة الدبلوماسية.

وكخطوة أولى، اتفق الزعيمان على إعادة السفراء إلى كل من واشنطن وموسكو، بعد أن تم استدعاؤهما للتشاور من قبل حكومتي البلدين في وقت سابق من العام الجاري.

وبعد اجتماع استمر نحو أربع ساعات، عقد بايدن وبوتين مؤتمرين صحافيين منفصلين، حيث وصفا القمة بأنها مثمرة، وحددا عدداً محدوداً من المجالات التي سيتم فيها بذل مزيد من المناقشات حول المسائل السبرانية، وتبادل السجناء. وأكد الرئيسان في بيان مشترك، التزامهما بمنع حدوث أي حرب نووية، وأعلنا عن خطط لاستئناف مفاوضات الاستقرار الاستراتيجي، بهدف وضع الأرضية المناسبة للمفاوضات المستقبلية الهادفة إلى الحد من التسلح النووي. وفيما يلي بعض الحقائق الأساسية في قمة جنيف التي نشرتها مجلة «فورين بوليسي»:

ابتعاد جذري عن قمة هلسنكي

يأتي اجتماع بايدن مع بوتين بعد نحو ثلاث سنوات من القمة التي تعتبر الآن سيئة، وعقدت في هلسنكي، فنلندة، والتي قال فيها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إنه يثق بالرئيس بوتين أكثر من وكالات الاستخبارات الأميركية، بشأن التساؤل المتعلق بتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية. واعترفت مستشارة ترامب للشؤون الروسية، فيونا هيل، في وقت لاحق، بأنها فكرت في تشغيل إنذار الحريق، أو التظاهر بحالة طبية طارئة، فقط كي توقف القمة بين الرئيسين. وقال خبير الحد من التسلح النووي في مركز «بير» الروسي للأبحاث، أندريه باكلستسكي، معلقاً «لقد مر وقت طويل قبل أن نعقد قمة طبيعية، حيث يمكن للمرء أن يقرأ نصاً أو يستمع إلى مقابلات، ويفهم منها شيئاً».

ويبدو أن شبح قمة هلسنكي، وسمعة بوتين باعتباره يحاول إحراج محاوريه، أديا إلى قرار عقد مؤتمرين صحافيين منفصلين، الأربعاء الماضي. وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك جو مبهج مثل الذي كانت عليه قمة هلسنكي، إلا أن الزعيمين وصفا القمة بأنها كانت مثمرة، وتتسم بالاحترام. وقال بوتين في مؤتمره الصحافي الذي عقده قبل ساعة من مؤتمر بايدن، إنه على الرغم من أنه «لم تتم صداقة أبدية» مع نظيره الأميركي، إلا أنه شاهد «شرارة أمل» في عينيه. أما بايدن فقد وصف من ناحيته القمة بأنها «جيدة وإيجابية»، وهذا لا يعني أن القمة كانت تحفل بالابتسامات، فقد حذر بايدن من أنه ستكون هناك «نتائج كارثية» إذا توفي زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني في السجن، وحذر بوتين من القيام بأي هجمات سبرانية ضد بنية تحتية مهمة، مثل محطات تزويد الماء والكهرباء في الولايات المتحدة. ورفض بوتين ذكر نافالني بالاسم في الرد على الأسئلة المتكررة المتعلقة بحقوق الإنسان في روسيا، بل تحدث عن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في قضايا عنف الأسلحة النارية، واستمرار العمل في سجن غوانتانامو.

لا اختراقات.. بل تقدم محتمل

كما هو متوقع، لم تكن هناك أية اختراقات في قمة جنيف، بل حدد كلا الرئيسين عدداً من المناطق الرئيسة التي سيكون من المحتمل إحراز بعض التقدم فيها، بدءاً من الاتفاق على إعادة السفراء إلى منصبيهما. وقال دان فريد، الذي كان يعمل مساعداً لوزير الدولة للشؤون الأوروبية والأوراسية، خلال إدارتي جورج بوش الابن وباراك أوباما «إذا كنت تريد حل مشكلة معقدة مع روسيا أو أي دولة أخرى، يجب أن يكون لديك فريق دبلوماسي في سفارتك في هذه الدولة، يمكن أن يقدم لك النصح، ويحدد لك ما هو ممكن وما هو غير ممكن».

وطرح بايدن قضية الأميركيين، بول ويلان وتريفر ريد، اللذين يقضيان عقوبة السجن فترات طويلة في روسيا. وقال بوتين إن الدولتين ربما تكونان قادرتين على «إيجاد بعض التسوية لذلك». وأشار إلى أن وزارتي الخارجية في البلدين ستعملان لحل هذه المشكلة.ونشر البيت الأبيض والكرملين بياناً مشتركاً مقتضباً في أعقاب القمة، يعيد التأكيد على الالتزام بقمة جنيف 1985 بين الرئيس الأميركي رونالد ريغان، والروسي ميخائيل غورباتشوف، والتي أشارت إلى أن «الحرب النووية لا يمكن أن يكسبها أحد، ويجب عدم التورط فيها».

البرهان على لذة الحلوى يكون عند أكلها

لايزال من غير الواضح ما الذي ناقشه الزعيمان بشأن قائمة القضايا الأخرى التي تم التطرق إليها خلال الاجتماع، التي تضمنت تغير المناخ، وموضوع القطب الشمالي، وبيلاروسيا، وسورية، والحرب الدائرة الآن في أوكرانيا.

ومن المبكر حتى الآن القول إننا نستطيع كتابة هذه القمة في تاريخ القمم الناجحة. وعلى الرغم من أن الزعيمين حددا مجالات يمكنهما إنجاز التقدم فيها، إلا أنه يقع الآن على إدارتيهما شرح التفاصيل، وسط التوتر المستمر والتدقيق السياسي المكثف في واشنطن، وهذا أمر كان بايدن يدركه للغاية خلال مؤتمره الصحافي، عندما قال «البرهان على لذة الحلوى يكون عند أكلها».

• شبح قمة هلسنكي، وسمعة بوتين باعتباره يحاول إحراج محاوريه، أديا إلى قرار عقد مؤتمرين صحافيين منفصلين.

آمي ماكينون ■ مراسلة في الأمن الوطني والاستخبارات لـ«فورين بوليسي»

تويتر