مفتي فلسطين يدعو إلى شد الرحال لـ «الأقصى»

إلغاء مسيرة اليمين الإسرائيلي في القدس.. و«حماس» تحذر من تجدد النزاع

عناصر أمن إسرائيليون ينتشرون في القدس الشرقية. أ.ف.ب

أعلن منظمو مسيرة اليمين الإسرائيلي الخاصة بما يسمى «يوم توحيد القدس» والتي كانت مقررة بعد غد، إلغاء المسيرة بعد رفض الشرطة الإسرائيلية منحهم الإذن، فيما دعا مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين إلى شد الرحال للمسجد الأقصى، وفي الوقت ذاته حذرت حركة «حماس» من تجدد النزاع في حال مضي الإسرائيليين قدماً بتنظيم المسيرة.

وكان مقرراً أن تعبر المسيرة أحياء تشهد منذ شهرين احتجاجات في القدس الشرقية المحتلة بسبب سعي منظمة استيطانية لإخراج فلسطينيين من منازلهم، وجاء قرار إلغاء المسيرة بعد تحذير حركة «حماس» من تجدد المواجهة العسكرية في حال اقتربت مسيرة المستوطنين من القدس الشرقية والمسجد الأقصى.

وقال متحدث باسم الجهات المنظمة للمسيرة: «رفضت الشرطة منحنا الإذن»، فيما قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن مسار المسيرة غير معتمد.

وقال نائب رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة خليل الحية: «أرجو أن تصل هذه الرسالة واضحة حتى لا يكون الخميس مثل ما كان عليه يوم 11 مايو الماضي»، في إشارة الى بداية اندلاع النزاع الأخير.

وأضاف: «نقول للوسطاء آن أوان لجم هذا الاحتلال وإلا فالصواعق مازالت قائمة».

وتابع: «نحن من يقرر أن نلجم بدءاً من الصرخة والتحذير وانتهاء بما تعرفون، نحن قادرون على اتخاذ القرار وإن عدتم عدنا، نحن لسنا هواة حروب ودماء، لكننا هواة استقرار نريد أن نعيش بأمان».

وكانت اللجنة المركزية لحركة «فتح» دعت كوادرها وجماهير الشعب الفلسطيني، أول من أمس، إلى النفير العام والوقوف صفاً واحداً، للدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومواجهة مسيرة الأعلام للمستوطنين في البلدة القديمة بالقدس.

وتُعرف المسيرة باسم «مسيرة الأعلام» احتفالاً بإعلان إسرائيل القدس عاصمة موحدة لها إثر احتلالها وضمها عام 1967 وكان مقرراً أن يشارك فيها الآلاف وتصل إلى القدس الشرقية وتمر بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة وفي السوق الرئيس وفي الحي الإسلامي بداخلها، ما يثير غضب الفلسطينيين.

وقال عضو الكنيست اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي يترأس حزب «القوة اليهودية»: «لسوء الحظ فإن مفوض الشرطة يواصل خط الاستسلام والتراجع، لا أنوي الاستسلام، وسأقوم يوم الخميس المقبل بالسير في الطريق الكامل حول البلدة القديمة في القدس». ودعا بن غفير أعضاء الكنيست إلى الانضمام إليه، واستخدام حصانتهم كأعضاء كنيست والقانون السيادي لدولة إسرائيل على القدس.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس حث في وقت سابق على إلغاء المسيرة بسبب مخاوف من تجدد المواجهات وتصاعدها.

واتسعت الاحتجاجات اليومية التي شهدها حي الشيخ جراح منذ نحو شهرين على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها إلى أنحاء متفرقة من القدس، وأدت القضية إلى تصعيد دام مع قطاع غزة استمر 11 يوماً وأدى إلى استشهاد 260 فلسطينياً بينهم 66 طفلاً ودمار هائل في القطاع المحاصر، وفي الجانب الإسرائيلي قتل 12 شخصاً بينهم طفل وفتاة وجندي.

من جانبه، دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد حسين، المواطنين الفلسطينيين الذين يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك إلى شد الرحال إليه وإعماره، خصوصاً في ظل تصاعد وتيرة اقتحامات المستوطنين المتطرفين لباحاته.

وحذر المفتي في بيان صحافي مما تقوم به السلطات الإسرائيلية من «إجراءات لتغيير طريق جسر باب المغاربة الذي يصل ساحة البراق بالمسجد الأقصى»، مبيناً أن «ما ينشر عبر وسائل الإعلام حول هذا الجسر إنما يهدف إلى بناء جسر خرساني أكبر وأوسع من الجسر الحالي بهدف دفع قوات الاحتلال وآلياته بشكل أكبر وأسرع إلى المسجد الأقصى خلال اقتحام المسجد من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين»، محذراً من أي مساس بالمسجد الأقصى المبارك.

ودعا المفتي الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بمؤسساته كافة إلى الوقوف بحزم وجدية لصد العدوان عن المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، محذراً من التداعيات الخطيرة جراء الصمت على هذه الأفعال التي تنتهك الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق الدولية كافة.

• عضو بالكنيست الإسرائيلي يتهم الشرطة بـ «الاستسلام»، ويدعو إلى استخدام الحصانة للقيام بالمسيرة.

تويتر