فاعلية لقاح «موديرنا» تتراجع قليلاً إلى 90% في التجارب الأميركية

«الصحة العالمية» قلقة من تزايد انتشار «كورونا» خلال رمضان

وضع الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي ضروري خلال شهر رمضان للمساعدة على احتواء الوباء. إي.بي.إيه

قالت منظمة الصحة العالمية إنها تشعر بـ«القلق» من احتمال تزايد حالات «كورونا» خلال شهر رمضان في شمال إفريقيا وشرق المتوسط، فيما أعلنت شركة موديرنا الأميركية أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا فعال بنسبة 90% ضد جميع أشكال مرض «كوفيد-19» وبنسبة 95% ضد الحالات الحادة من المرض.

وتفصيلاً، أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط أحمد المنظري في مؤتمر صحافي عبر الفيديو أن المنظمة قلقة من تزايد انتشار «كورونا» خلال رمضان، وأن «عدد الحالات ازداد بنسبة 22% والوفيات زادت بنسبة 17% خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع السابق عليه».

وقال: «تعكس هذه الزيادة في الحالات اتجاهاً يبعث على القلق» في المنطقة التي تمتد من المغرب حتى باكستان، مضيفاً: «يساورنا القلق على وجه الخصوص من أن الوضع الحالي قد يتفاقم خلال شهر رمضان إذا لم يلتزم الناس بالتدابير الاحترازية التي أثبتت جدواها».

وأوضح أن الناس يمكن أن تشعر بأن وضع الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي ضروري خلال شهر رمضان «للمساعدة على احتواء» الوباء.

وقالت مسؤولة مواجهة الحالات الطارئة داليا سمهوري، إن منظمة الصحة العالمية تأمل أن يتم اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية في المساجد.

وطالبت «المصابين بأي مرض» بأن يبقوا في منازلهم لئلا يضروا بالآخرين.

إلى ذلك، أوضح المنظري أن «اللقاحات أصبحت متوافرة الآن في كل بلدان الإقليم»، ولكنه شدد على أنه «لا يزال هناك اختلال صارخ في توزيع اللقاحات ويظهر هذا الاختلال بوضوح في إقليمنا على وجه الخصوص».

وتابع «أن العاملين في مجال الرعاية الصحية والأشخاص الذين يعيشون في بعض الأماكن الأكثر عرضة للخطر مثل سورية واليمن لديهم فرص محدودة للغاية في الحصول على اللقاحات».

وأوضح مسؤولو المنظمة أن اليمن تلقى وعوداً بالحصول على 14 مليون جرعة من اللقاحات عبر تحالف كوفاكس ولكنه تلقى بالفعل 260 ألف جرعة فقط حتى الآن.

من ناحية أخرى، قالت شركة موديرنا إن فاعلية لقاحها تتراجع قليلاً إلى 90% في التجارب الأميركية، وإن هذه النتائج الجديدة تأتي من المرحلة الثالثة للتجارب السريرية المستمرة على اللقاح بمشاركة أكثر من 30 ألف متطوع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لكن المعدل الرئيس للفاعلية يعكس انخفاضاً طفيفاً عن نسبة 94.1% السابقة التي نشرت في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية في ديسمبر.

ولم يشر البيان الصحافي لشركة التكنولوجيا الحيوية الرائدة إلى سبب انخفاض الفاعلية، ولكن قد يعود ذلك إلى ظهور متحورات جديدة لا تتأثر بالأجسام المضادة التي ينتجها اللقاح.

وتعمل «موديرنا» على نوعين من المعززات الخاصة بالنسخ المتحورة للفيروس، وقالت إن التجارب التي أجريت على الفئران أظهرت أنهما أحدثا استجابة مناعية متزايدة. وتم نشر نتائج هذه الدراسة في مواقع علمية بانتظار مراجعات العلماء.

وقال الرئيس التنفيذي لموديرنا ستيفان بانسيل: «البيانات الجديدة ما قبل التجارب السريرية للقاحاتنا المرشحة الخاصة بالمتحورات تمنحنا الثقة بأنه يمكننا بشكل استباقي معالجة المتحورات الناشئة».

وقالت الشركة إنها سلمت اعتباراً من 12 أبريل 132 مليون جرعة من لقاحها على مستوى العالم، بما فيها نحو 117 مليون جرعة إلى الولايات المتحدة.

ولا تزال الشركة على المسار الصحيح لتسليم 100 مليون جرعة مع نهاية مايو و100 مليون جرعة أخرى في يوليو.

وأنهت الشركة تسجيل 3000 متطوع أميركي للتجارب السريرية للقاحها على المراهقين بين 12 و17 عاماً، أما التجارب السريرية على الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ستة أشهر و11 عاماً فهي تواصل التسجيل في الولايات المتحدة والصين من أجل استكمال عدد المشاركين المحدد بـ6750 شخصاً.

يأتي ذلك في وقت تضيف دراسة بريطانية حول ما إذا كانت جرعات لقاحات «أسترازينيكا/‏‏أوكسفورد» و«فايزر/‏‏بيونتك»، يمكن مزجها بشكل آمن في عمليات تطعيم من خطوتين، لقاحي «موديرنا» و«نوفافاكس» في بحثها.

وأعلن العلماء المشاركون في الدراسة التي يطلق عليها اسم «كوم-كوف»، والتي تم إطلاقها في فبراير الماضي وتقودها جامعة «أوكسفورد»، أمس، أنه سيتم ضم اللقاحين في الدراسة.

ويشارك في الدراسة متطوعون، ممن تبدأ أعمارهم من 50 عاماً فأكثر، الذين تلقوا تطعيمهم الأول في الأسابيع الثمانية إلى الـ12 الماضية.

وتتم إضافة 1050 شخصاً إلى الدراسة.

وفكرة الدراسة تتمثل في «استكشاف ما إذا كان العديد من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، المتاحة، يمكن استخدامها بشكل أكثر مرونة»، طبقاً لما ذكره ماثيو سناب، الذي يقود التجربة. وسيتم إعطاء المتطوعين الذين حصلوا إما على لقاح «أسترازينيكا/‏‏أوكسفورد» أو«فايزر/‏‏بيونتك»، بشكل عشوائي إما اللقاح نفسه لجرعتهم الثانية أو جرعة من اللقاحات التي أنتجتها شركتا «موديرنا» و«نوفافاكس».

وحالياً يتم إعطاء لقاحات «أسترازينيكا/‏‏أوكسفورد» و«فايرز/‏‏بيونتك» لمواطنين في إنجلترا وويلز، بينما يحصل مواطنون في أسكتلندا وأيرلندا الشمالية على اللقاحين السابقين.

ونتائج التجربة الأولى، التي تشمل لقاحات «أسترازينيكا» و«فايزر» من المتوقع صدورها في وقت لاحق هذا الشهر أو الشهر المقبل.

وسيتم صدور نتائج المرحلة الثانية من جرعات «موديرنا» و«نوفافاكس» في يوليو المقبل.

متلقو لقاح «كورونا» يؤدون مناسك العمرة في بداية رمضان

طاف معتمرون تلقوا اللقاح ضد فيروس كورونا حول الكعبة في مكة، أول من أمس، خلال أدائهم مناسك العمرة في أول يوم من أيام شهر رمضان وهم يضعون الكمامات ويتبعون مسارات محددة تراعي التباعد الاجتماعي.

وتجذب العمرة، التي يمكن أداؤها في أي وقت طوال العام، ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم كل عام، ولكن تم تعليقها في مارس 2020 في إطار إجراءات احترازية غير مسبوقة اتُّخذت للحد من تفشي الجائحة.

وتمنح تصاريح أداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام خلال رمضان فقط لمن تلقوا لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا، وفق ما أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية في وقت سابق هذا الشهر.

وحددت الوزارة المحصنين بثلاث فئات، من حصل على جرعتين من لقاح فيروس كورونا أو من أمضى 14 يوماً بعد تلقيه الجرعة الأولى من اللقاح أو تعافى من الإصابة.

وأدت هذه الإجراءات إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام خلال رمضان إلى 50 ألف معتمر و100 ألف مصلٍّ في اليوم، وفق وسائل إعلام رسمية. مكة المكرمة - .ف.ب


- الوضع الحالي قد يتفاقم خلال شهر رمضان إذا لم يلتزم الناس بالتدابير الاحترازية التي أثبتت جدواها.

تويتر