«الصحة العالمية» قلقة حيال التفشي في البلقان ووسط أوروبا

الأمم المتحدة: وباء «كوفيد-19» يفاقم التمييز ضد كبار السن

التمييز على أساس العمر يمر من دون الالتفات إليه أو مواجهته. أ.ب

أكدت الأمم المتحدة، أمس، أن «كوفيد-19» فاقم التمييز والأفكار النمطية والمسبقة في العالم بناء على الأعمار، خصوصاً ضد كبار السن، فيما أعربت منظمة الصحة العالمية عن «قلقها بشكل خاص» حيال تفشي «كوفيد-19» في البلقان ووسط أوروبا.

وتفصيلاً، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إنه كان هناك تأثير مدمّر لفيروس كورونا على الأشخاص الأكبر سناً، بينما سيكون التضامن بين الأجيال أساسياً من أجل التعافي العالمي.

وحذّرت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة في تقرير مشترك من أن التمييز بناء على السن واسع الانتشار، وشددت على أن المشكلة لا تؤثر في كبار السن فحسب.

وفي أماكن العمل على وجه الخصوص، يواجه الأشخاص الأصغر والأكبر سناً عوائق على حد سواء على أساس أعمارهم، بحسب التقرير الذي أضاف أن المشكلة ذاتها موجودة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية والإعلام وأجهزة القضاء، وأن تداعياتها واسعة النطاق.

وقال غوتيريس في التقرير إن «التمييز على أساس العمر واسع الانتشار في المؤسسات والقوانين والسياسات في أنحاء العالم، ويضر بصحة الفرد وكرامته، والاقتصادات والمجتمعات بشكل واسع».

وأضاف «كما يحرم الناس من حقوق الإنسان، وقدرتهم على بلوغ كامل إمكاناتهم».

وأفاد التقرير المكون من 203 صفحات، والصادر عن منظمة الصحة العالمية، ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، أن التمييز على أساس العمر قد يتجسد عبر مواقف قائمة على الأفكار النمطية والمسبقة، والتمييز بشكل كامل.

وتفاقمت المسألة التي كانت تمثّل مشكلة قبل «كوفيد-19» جراء الوباء، بحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ميشيل باشليه، ووكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، ليو زنمين، والمديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، نتاليا كانيم.

وقالوا إنه «لطالما كانت النظرة للأشخاص الأكبر سناً على أنهم جميعا ضعفاء بالدرجة نفسها، بينما صُوّر الأشخاص الأكثر شباباً على أنه لا يمكن قهرهم، أو أنهم متهورون وعديمو المسؤولية».

وتابع المسؤولون الدوليون «في وقت تسعى فيه الدول للتعافي من الوباء، سيواصل الناس من كل الأعمار مواجهة أشكال مختلفة من التمييز على أساس العمر، حتى إن فرص العمال الأكثر شباباً في الحصول على وظائف قد تتقلص. وقد يصبح العمال الأكبر سناً هدفاً لتدابير خفض عدد أفراد القوى العاملة». وأشاروا إلى أن التمييز على أساس العمر شائع، نظراً إلى أنه يمر من دون الالتفات إليه أو مواجهته، ويكلّف المجتمع مليارات الدولارات. وذكر التقرير أنه ثبت أن استراتيجيات خفض التمييز على أساس السن تنجح في ثلاثة مجالات: السياسات والقوانين والأنشطة التعليمية والتواصل عبر الأجيال. وشدد التقرير على الحاجة إلى اتّخاذ سلسلة إجراءات للتعامل مع التمييز على أساس العمر، تشمل بناء «حركة لتغيير السردية المرتبطة بالعمر والتقدّم في السن».

يأتي ذلك في وقت أعربت فيه منظمة الصحة العالمية، أمس، عن «قلقها بشكل خاص» حيال تفشي «كوفيد-19» في البلقان ووسط أوروبا، مشيرة إلى أن الوفيات والحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات في المنطقتين تعد الأعلى على مستوى العالم.

وقالت مديرة الطوارئ في مكتب منظمة الصحة العالمية في أوروبا، كاثرين سمولوود، للصحافيين: «نشعر بقلق بشكل خاص حيال الوضع الوبائي في البلقان، كما في العديد من الدول الأخرى في أنحاء وسط أوروبا». وتطرق رئيس المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، هانز كلوجه، أمس، إلى قرار دول عدة بتعليق استخدام لقاح طورته شركة أسترازينيكا مؤقتاً، بعد ورود تقارير عن آثار جانبية محتملة.

وقال: «حتى الآن، لا نعرف ما إذا كانت بعض الحالات أو جميعها ناجمة عن اللقاح أو عن عوامل عرضية أخرى. وتقوم منظمة الصحة العالمية بتقييم أحدث بيانات للسلامة. فوائد لقاح أسترازينيكا تفوق بكثير مخاطره، ويجب أن يستمر استخدامه لإنقاذ الأرواح».

وكالة الدواء الأوروبية: لقاح «أسترازينيكا» آمن

وصفت وكالة الدواء الأوروبية استخدام لقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس «كورونا» المستجد بأنه آمن وفعال، على الرغم من تقارير حول تسببه في الإصابة بجلطات الدم.

وتم الإبلاغ عن حدوث تجلط دموي في العديد من الدول، ما دفع العديد من الحكومات في أنحاء العالم إلى تعليق حملات التطعيم باللقاح. وتسبب ذلك في إبطاء جهود التطعيم في الاتحاد الأوروبي، التي كانت متباطئة بالفعل.

وأطلقت وكالة الدواء الأوروبية، التي وافقت على اللقاح في يناير، مراجعة بشأن مخاطر «أسترازينيكا».

وقالت رئيسة الوكالة، إيمير كوكي، لدى عرض نتائج المراجعة إن «اللجنة خلصت إلى نتيجة علمية واضحة».

وقالت كوكي إن «هذا اللقاح آمن وفعال، وفوائده في وقاية الناس من مرض (كوفيد-19)، وما يرتبط به من مخاطر الوفاة أو دخول المستشفى، تفوق مخاطره المحتملة».

غير أن «الوكالة» لم تستبعد بشكل حاسم وجود صلة بين حدوث جلطات دموية وتعاطي اللقاح، وتقول إنها فتحت تحقيقات إضافية سعيا لفهم الأمر.  بروكسل - د.ب.أ


- حذّرت 4 وكالات تابعة للأمم المتحدة في تقرير مشترك من أن التمييز بناء على السن واسع الانتشار.

تويتر