أحداث 2020

2020 عام مضى حافلاً بالأحداث.. «الإيكونوميست» تختار ملاوي كأفضل دولة في العام «لإحياء الديمقراطيــة»

صورة

حفل عام 2020 بأحداث غيّرت العالم إلى الأبد، وأصبحت في ذمة التاريخ، بدءاً من أول انتشار لفيروس «كورونا» القاتل بمدينة ووهان في الصين، ومروراً بالاحتجاجات في بيلاروسيا، وانتهاءً بهزيمة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والهجوم السيبراني على الولايات المتحدة، كل هذه المحطات شكّلت علامة فارقة في هذا العام، وفي ما يلي نرصد أهم وقائع تلك الأحداث، بينما نستشرف عاماً جديداً:

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.


على مر السنوات، تتحسن معظم البلدان بطرق مختلفة، ومع ذلك، أصبحت الوفيات المبكرة والانكماش الاقتصادي الوضع الطبيعي الجديد في عام 2020، وتطلعت معظم الدول إلى تفادي أسوأ ما في الأمر فقط. وتضمنت قائمة هذا العام المختصرة، في هذا الخصوص، بعض البلدان التي استطاعت أكثر من غيرها أن تتجنب التراجع كثيراً، إلا أن ملاوي كانت أبرز تلك الدول التي نجحت في مجال آخر يتمثل في إرساء دعائم الديمقراطية، وأصبحت الحياة فيها أفضل بفضل التقدم في هذا المجال.

نيوزيلندا

قلة من الناس قد يجادلون بأن الحياة في نيوزيلندا كانت أفضل في عام 2020 ممّا كانت عليه الحال في عام 2019، فقد تم احتواء فيروس كورونا، ولم يتم رصد سوى 100 حالة فقط، ثم أغلقت رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن، البلاد وحثت رعاياها الذين يصل عددهم الى خمسة ملايين أن يكونوا لطفاء مع بعضهم بعضاً. توفي 25 نيوزيلندياً فقط خلال الجائحة، وعادت الحياة إلى طبيعتها تقريباً. أنهت ملاعب الرجبي الموسم وهي مملوءة بالجماهير. وأعيد انتخاب أرديرن «المحبوبة» بأغلبية في بلد يكاد لا يُسمع فيه بمثل هذه الأشياء.

تايوان

كان أداء تايوان أفضل من ذلك، حيث سجلت سبع وفيات فقط، وأداءً اقتصادياً أقوى بكثير. لنترك جانباً ما إذا كانت تايوان دولة أم مجرد منافس «منطقة تتمتع بالحكم الذاتي بحكم الواقع». لقد أبقت الفيروس بعيداً دون أن تلجأ الى إغلاق المدارس والمتاجر والمطاعم، ناهيك عن فرض الإغلاق. اقتصادها هو أحد الاقتصادات القليلة التي يُتوقع أن تنمو في عام 2020.

الولايات المتحدة

كان أداء الولايات المتحدة سيئاً تقريباً، مثل بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، في استجابتها لـ«كوفيد-19»، لكنها نجحت في عملية كانت أساسية في انتاج لقاح في وقت قياسي. ومن خلال رفض الشعب الأميركي للرئيس دونالد ترامب في نوفمبر، نجح الناخبون الأميركيون في لعب دور للحد من انتشار الشعبوية، وهي كارثة عالمية أخرى. كانت جهود ترامب لقلب إرادة هؤلاء الناخبين غير مسبوقة لرئيس في منصبه، لكن القضاة الذين عيّنهم كانوا مخلصين للقانون، وليس للرجل الذي اختارهم.

بوليفيا

استعاد الناخبون في بوليفيا، أيضاً، قدراً من الحياة الطبيعية، بعد الانتخابات المشوبة بالتزوير، والإطاحة بالرئيس الاشتراكي، والاحتجاجات العنيفة، والحكم الانتقامي غير الكفء لرئيس مؤقت، وأجرت هذه الدولة، الواقعة في جبال الأنديز، اقتراعاً سلمياً في أكتوبر، واختارت التكنوقراطي لويس آرس.

ملاوي تنال جائزة العام

لكن جائزة هذا العام ذهبت إلى بلد في جنوب إفريقيا، فقد تراجعت الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في 80 دولة بين بداية الوباء وشهر سبتمبر، بحسب مؤسسة فريدوم هاوس الفكرية، إلا أن المكان الوحيد الذي تحسنت فيه كان ملاوي. تم اختيار ملاوي كأفضل دولة في العام «لإحياء الديمقراطية في منطقة استبدادية».

لتقدير ما فعلته هذه الدولة كان على الصحيفة أن تضع اعتباراً لما كان عليه الحال من قبل في البلاد. في عام 2012 توفي رئيس البلاد، ﺑﻨﻐﻮ وا ﻣﻮثاريكا، وتم التستر على وفاته، ونُقلت جثته جواً إلى جنوب إفريقيا «لتلقي العلاج الطبي»، لكسب الوقت، حتى يتمكن شقيقه من تولي زمام الأمور. فشل ذلك الأخ، بيتر موثاريكا، في الاستيلاء على السلطة في ذلك الوقت، لكنه انتُخب بعد ذلك بعامين وخاض الانتخابات مرة أخرى. تم تزوير فرز الأصوات بسائل التصحيح على كشوف الفرز. على أي حال وافق المراقبون الأجانب على شرعية الانتخابات. نظم الملاويون احتجاجات حاشدة ضد الانتخابات. ورفض قضاة ملاوي حقائب من الرشوة، وألغوا تلك الانتخابات. تم تنظيم إعادة عادلة للانتخابات في يونيو نتج عنها طرد موثاريكا وتثبيت خيار الشعب، لازاروس شاكويرا. ولاتزال ملاوي فقيرة، لكن أبناء شعبها أصبحوا مواطنين وليسوا رعايا. وبفضل إحيائها الديمقراطية في منطقة استبدادية، أصبحت خيار مجلة «الإيكونوميست».

قلة من الناس قد يجادلون بأن الحياة في نيوزيلندا كانت أفضل في عام 2020 ممّا كان عليه الحال في عام 2019.

تويتر