سلالة «كورونا» الجديدة في جنوب إفريقيا ليست أخطر من البريطانية

العالم يحتفل «عن بُعد» بعيد الميلاد في ظل «كورونا»

تجمع الناس لالتقاط صور لعرض شجرة عيد الميلاد في طوكيو. أ.ب

احتفل مئات الملايين حول العالم، أمس، بعيد الميلاد، في ظل القيود التي فرضها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عبر نسخة مختصرة من العطلة التي لطالما طبعها السفر والتجمّعات الكبيرة، فيما أعلن وزير الصحة في جنوب إفريقيا، زويلي مخيزي، رداً على نظيره البريطاني، عدم وجود دليل على أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا، التي رُصدت في جنوب إفريقيا، أخطر أو معدية أكثر من تلك المكتشفة في بريطانيا.

وتبدو المعركة لوقف تفشي الوباء، الذي حصد أرواح أكثر من 1.7 شخص في العالم، بعيدة عن نهايتها، رغم إطلاق حملات تطعيم واسعة النطاق، تعطي الأمل بإمكانية عودة الوضع إلى طبيعته في نهاية المطاف.

وبدت الكنائس في أنحاء كوريا الجنوبية خالية في معظمها، إذ تجمّع المصلّون عبر الإنترنت في وقت سجّلت فيه البلاد حصيلة إصابات يومية قياسية.

وفي كنيسة «يودو الإنجيل الكامل» في سيؤول التي تستقبل عادة ما يصل إلى 10 آلاف مصلٍ، لم يحضر الجمعة إلا 15 شخصاً، جميعهم من الموظفين وأعضاء جوقة المرتلين.

وقال عضو الكنيسة، بارك جاي-وو لـ«فرانس برس»، إنه أمر «يفطّر القلب».

أما في الفلبين ذات الغالبية الكاثوليكية، فهزّ زلزال بقوة 6.3 درجات البلاد، ليفاقم الوضع سوءاً، وسط حظر إقامة الحفلات وأداء الترنيمات.

وعلى الرغم من حرارة الطقس، تجنّبت الحشود، على خلاف العادة، شاطئ بوندي في سيدني، في غياب راكبي الأمواج الذين يرتدون عادة زي سانتا كلوز، بينما راقبت دوريات الشرطة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.

أما البابا فرنسيس، الأب الروحي لكاثوليك العالم البالغ عددهم 1.3 مليار شخص، فأقام قداس ليلة عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس، بحضور أقل من 200 مؤمن يضعون كمامات واقية، ومعظمهم يعملون في دولة الفاتيكان.

وتم تقديم موعد القدّاس الذي يقام عادة منتصف الليل ليتوافق مع قواعد حظر التجول التي فرضتها إيطاليا.

وقبل الوباء، كان آلاف المؤمنين والسيّاح يشترون تذاكر لحضور القدّاس الباباوي.

وبدت ساحة القديس بطرس، التي تعج عادة بالناس في ليلة عيد الميلاد، مهجورة مساء الخميس، بينما زيّنتها شجرة عيد الميلاد، وسط أضواء سيارات الشرطة.

وفُرضت قيود جديدة لاحتواء «كوفيد ــ 19»، أول من أمس، تطّبق خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة في أنحاء إيطاليا، البلد الأكثر تضرراً جرّاء فيروس كورونا المستجد في أوروبا، حيث تم تسجيل أكثر من مليوني إصابة، ونحو 71 ألف وفاة منذ ظهر الوباء.

وفي عظته، أشار البابا الأرجنتيني إلى أن ذلك يذكرنا بأنه لا يجب قضاء الوقت في «البكاء على مصيرنا، بل مسح دموع من يعاني، وخدمة الفقراء». وأضاف آسفاً أن المؤمنين «المتعطشين للترفيه والنجاح والدنيوية في الأغلب يجهلون حسن المعاملة».

أما بيت لحم، فكانت تستعد لعيد ميلاد لا مثيل له في التاريخ الحديث. ولطالما كان قداس ليلة عيد الميلاد في كنيسة المهد ذروة موسم الأعياد، الذي يتوافد خلاله مئات الآلاف إلى المدينة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

وأقيم القدّاس عبر الإنترنت هذا العام، إذ لم يسمح إلا لرجال الدين وعدد محدود من الأفراد دخول الكنيسة التي تم تعقيمها قبيل المراسم.

وقال المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين المطران بييرباتيستا بيتسابالا «يشعر الجميع بأنهم في الظلمة، وبالتعب والإرهاق، وبأنهم مثقلون بهذا الوباء الذي ارتهن حيواتنا».

وفي القامشلي في شمال شرق سورية، استبدل مئات سكان أحد الأحياء الذي تقطنه غالبية مسيحية الكمامات بقبّعات عيد الميلاد، للاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد.

وقالت ماريا دنهو، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 36 عاماً: «كنا نشعر بالقلق من احتمال إلغاء الاحتفالات هذا العام بسبب فيروس كورونا المستجد، لكن كما ترون الجميع هنا يحتفلون، ونشعر بالسعادة».

وأجبرت ألمانيا على إلغاء أسواق عيد الميلاد الشهيرة لديها، بينما أغلقت الكنائس في الكويت حتى العاشر من يناير.

وبالنسبة لكثيرين، سيتواصل العزل الذي كان أبرز سمات العام خلال عيد الميلاد وبعده، كما هو الحال في بلجيكا، حيث لا يسمح للسكان باستقبال أكثر من زائر واحد. في الأثناء، انقطع البريطانيون عن أجزاء واسعة من العالم، جرّاء ظهور سلالة جديدة من «كوفيد-19».

وبينما تم تخفيف بعض القيود على السفر من المملكة المتحدة بشكل موقت لمناسبة العطلات، إلا أن آلافاً من مواطني دول أوروبية أخرى لايزالون عالقين في إنجلترا.

وقال سائق شاحنة فرنسي، يدعى لوران بيغان، دخل البلاد لإيصال شحنته، لكنه لايزال عالقاً بعد مرور أيام: «العودة إلى المنزل في عيد الميلاد؟ انسوا الأمر».

وفي جوهانسبرغ، قال وزير الصحة زويلي مخيزي، في بيان صدر أول من أمس: «الآن، لا يوجد دليل على أن 501-في2 أكثر عدوى من السلالة البريطانية، كما اعتبر وزير الصحة البريطاني»، مات هانكوك.

وأضاف «لا يوجد دليل أيضاً على أنها تؤدي إلى شكل أكثر خطورة من المرض، أو زيادة معدل الوفيات من السلالة البريطانية، أو أي من الطفرات التي تم تحديدها في جميع أنحاء العالم».

وقال وزير الصحّة البريطاني، الأربعاء الماضي، إنّ السلالة الجديدة المُتحوِّرة في جنوب إفريقيا تُشكّل «مصدر قلق كبير، لأنّها أكثر عدوى، ويبدو أنّها تحوّرت أكثر من السلالة الجديدة التي اكتُشِفت في المملكة المتحدة»، معلناً عن قيود السفر بين البلدين.


بدا معظم الكنائس في أنحاء كوريا الجنوبية خالياً، إذ تجمّع المصلّون عبر الإنترنت في وقت سجّلت فيه البلاد حصيلة إصابات يومية قياسية.

تويتر