حذر إيران بعد استهداف السفارة الأميركية في العراق بصواريخ

ترامب يُصدر قرارات عفو جديدة.. تشمل والد صهره ومستشاره جاريد كوشنر

ترامب وقّع لائحة تضم قرارات عفو عن نحو 30 شخصية وإجراءات أخرى لتخفيف عقوبات. رويترز

أصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أول من أمس، مزيداً من قرارات العفو الرئاسية المثيرة للجدل، والتي شملت عدداً من شخصيات طالها التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات، وكذلك والد صهره، ومستشاره جاريد كوشنر، فيما حذر ترامب إيران بعد استهداف السفارة الأميركية في العراق بصواريخ.

وتفصيلاً، أعلن البيت الأبيض، الليلة قبل الماضية، لائحة تضم قرارات عفو عن نحو 30 شخصية، وإجراءات أخرى لتخفيف عقوبات.

وبين المستفيدين من قرارات العفو هذه: بول مانافورت المدير السابق لحملة دونالد ترامب في 2016، ومستشاره السابق روجر ستون، وهما شخصيتان متورطتان في التحقيق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها ترامب.

وكتب مانافورت، في تغريدة على «تويتر»: «الكلمات لا تكفي، للتعبير عن امتناننا». وكان يمضي عقوبة بالسجن سبع سنوات ونصف السنة، بسبب عمليات احتيال تم الكشف عنها، في إطار تحقيق المدعي العام، روبرت مولر، الذي استمر سنتين حول تواطؤ محتمل بين روسيا وفريق ترامب.

وقد وضع في الإقامة الجبرية، مايو الماضي، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقال النائب الديمقراطي، آدم شيف، الذي يترأس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، في تغريدة على «تويتر»: «خلال تحقيق مولر، طرح محامي ترامب العفو على مانافورت. سحب مانافورت تعاونه مع المدعين، كذب، وأدين ثم امتدحه ترامب»، معتبراً أن «عفو ترامب يكمل، الآن، مخطط الفساد».

واتُهم دونالد ترامب على الفور بإساءة استخدام حقه في إصدار العفو، مرة أخرى. ففي نهاية نوفمبر، أصدر بالفعل عفواً عن مايكل فلين، مستشاره السابق للأمن القومي المتورط في القضية نفسها.

وكتب السيناتور الجمهوري بن ساسي «فاسد حتى النخاع»، بينما كتب النائب الديمقراطي عن ولاية تكساس لويد دويت، على «تويتر»: «ترامب أصدر للتو عفواً عن عصابة أخرى من المجرمين من زمرته».

وتضم اللائحة التي نشرتها، أول من أمس، السلطة التنفيذية الأميركية والد جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره. وحُكم على تشارلز كوشنر في 2004 بالسجن لمدة عامين، بتهمة التهرب الضريبي. وانتقد المستشار السابق لباراك أوباما، ديفيد أكسلرود، «هذا الاستعراض المثير للاشمئزاز دائماً. ولم ينتهِ بعد».

وكان ترامب خفّف عقوبة السجن الصادرة بحقّ صديقه ستون، الذي كان حُكم عليه بالسجن لمدة 40 شهراً، في إطار التحقيق حول تدخّل روسيا في الانتخابات. وستون مدان بسبع تهم، بينها: عرقلة سير العدالة، والإدلاء بشهادات زور، والتلاعب بشهود.

وكان الرئيس الأميركي أعلن، الثلاثاء الماضي، عفواً عن 15 شخصاً، وتخفيفاً في عقوبات خمسة آخرين.

ورأت مجموعة مكافحة الفساد «مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق»، في واشنطن، أن «رسالة ترامب واضحة: العدالة لا تنطبق عليك، إذا كنت موالياً له».

وذكرت الصحف الأميركية أن ترامب يفكر، أيضاً، في منح عفو وقائي لأبنائه ولجاريد كوشنر، ومحاميه الشخصي رودي جولياني، قبل أن يغادر البيت الأبيض في يناير.

وأضافت المصادر نفسها أن ترامب يدرس إمكانية إصدار عفو عن نفسه، عن الجرائم التي قد يُحاكم عليها بسبب ولايته. وفي 2018، قال إن لديه «الحق المطلق» في اتخاذ هذا الإجراء، والذي سيكون سابقة.

من ناحية أخرى، صرح ترامب، أول من أمس، بأنه «سيحمّل إيران المسؤولية»، في حال حدوث هجوم يستهدف أميركيين في العراق، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في ضربة شنّتها طائرة مسيرة أميركية قرب مطار بغداد.

وكتب الرئيس، الذي تنتهي ولايته في 20 يناير: «ضُربت سفارتنا في بغداد بصواريخ عدّة، الأحد» الماضي، في هجوم خلّف أضراراً مادية فقط. وأضاف: «احزروا من أين جاءت؟.. من إيران».

وتابع: «الآن نسمع حديثاً عن هجمات أخرى ضد أميركيين في العراق»، موجّهاً «نصيحة ودّيّة لإيران: إذا قُتل أميركي واحد فسأحمّل إيران المسؤولية». وقال محذراً: «فكّروا في الأمر جيداً».

ورداً على ترامب، كتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة أمس: «تعريض مواطنيك للخطر في الخارج، لن يصرف الانتباه عن الإخفاقات الكارثية في الداخل».

وأرفق ظريف صورة لتغريدات لترامب، منشورة قبل أعوام، يقول فيها إن الرئيس السابق، باراك أوباما، كان سيبدأ حرباً مع إيران لتتم إعادة انتخابه، وصورة شاشة لرسم بياني يفترض أنه يكشف درجة خطورة جائحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة.

في أعقاب ذلك، نددت قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط، أيضاً، بإطلاق «21 صاروخاً شنّتها بشكل شبه مؤكد ميليشيات مدعومة من إيران»، و«التي من الواضح أن الهدف منها لم يكن تجنب سقوط مدنيين».

وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، حمَّل طهران مسؤولية القصف، بينما قالت القيادة العسكرية الأميركية بالمنطقة، في بيان، إن الهجوم الصاروخي «تم تنفيذه بشكل شبه مؤكد، من قبل جماعة متمردة تدعمها إيران».

وقالت القيادة العسكرية إن الهجوم «لم يتسبب في وقوع إصابات أو خسائر بين الأميركيين، لكنه ألحق أضراراً بمبانٍ في مجمع السفارة الأميركية، ومن الواضح أنه لم يكن يهدف إلى تجنب وقوع إصابات».

وأضاف البيان أن «الولايات المتحدة ستحاسب إيران على مقتل أي أميركي، نتيجة عمل هذه الميليشيات المارقة المدعومة من إيران».


أعلن الرئيس الأميركي، الثلاثاء الماضي، عفواً عن 15 شخصاً، وتخفيفاً في عقوبات خمسة آخرين.

تويتر