متظاهرون يصطدمون بالشرطة خلال احتجاج على تدابير فيروس كورونا بالمحطة المركزية في ميلانو. إي.بي.إيه

تظاهرات في إيطاليا ضد تدابير «كورونا» ومخاوف من عزل تام بفرنسا

تصطدم الموجة الجديدة من تدابير الحدّ من تفشي فيروس كورونا المستجدّ في إيطاليا بغضب قسم كبير من السكان، في وقت تنظر فرنسا في احتمال تشديد القيود الصحية، وحتى فرض عزل تام، مجدداً، في مواجهة الموجة الثانية من الإصابات بالمرض، التي وُصفت بأنها «عنيفة»، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس مستقر، ولا توجد به طفرات حتى الآن، داعية إلى عدم الاستسلام للفيروس.

ويبدو «الوباء» خارجاً عن السيطرة في بعض دول القارة الأوروبية، حيث لم يتقبل السكان الحزمة الجديدة من التدابير الهادفة إلى الحدّ من تفشي الفيروس، خصوصاً في إيطاليا التي كانت من الدول الأكثر تضرراً، جراء الأزمة الصحية في الربيع.

وتظاهر آلاف الأشخاص، الليلة قبل الماضية، في مدن إيطالية عدة، احتجاجاً على إغلاق المطاعم والحانات، اعتباراً من الساعة السادسة مساء، وجميع المسارح ودور السينما وصالات الرياضة لمدة شهر.

ووقعت حوادث عنيفة، خصوصاً في ميلانو وتورينو، المدينتين الكبيرتين الواقعتين في شمال البلاد، حيث نُشرت شرطة مكافحة الشغب، وردّت على المتظاهرين بالغاز المسيّل للدموع.

وأظهرت مشاهد نقلتها وسائل الإعلام الإيطالية، في بث مباشر، تخريب عدد من قطارات الترام، وإضرام النار في مستوعبات نفايات وقلب دراجات وتكسير واجهات محال، خصوصاً أن البعض لم يعد يؤمن بجدوى تدابير الدعم للقطاعات والمهن الأكثر تضرراً من القيود المفروضة.

ففي مدينة بيسارو الساحلية القريبة من سان ماران (شرق)، دهمت الشرطة مطعماً، دعا صاحبه 90 شخصاً إلى العشاء للتعبير عن رفضه الإغلاق عند الساعة السادسة. وقال «يمكنكم توقيفي، لن أغلق أبداً».

وفي فرنسا المجاورة، قال رئيس المجلس العلمي، الذي يقدّم المشورة للحكومة الفرنسية، جان فرانسوا ديلفريسي، إن «الموجة الثانية ستكون على الأرجح أقوى من الأولى»، مضيفاً أن «عدداً كبيراً من المواطنين لم يُدركوا بعد ما ينتظرنا».

وتابع: «نحن أنفسنا مصدومون من عنف ما يحصل منذ 10 أيام».

وقال طبيب تخدير وإنعاش في المنطقة الباريسية، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة «فرانس برس»: «كنا نعرف أن موجة ثانية قادمة. لقد وصلت. نستعدّ لها ببطء منذ سبتمبر. نحن فيها. مستعدون لكننا منهكون».

وأضاف: «لم نعد نفكر في ما بعد (كوفيد-19)، لكننا نتساءل كيف سندمج ذلك في حياتنا اليومية. نتساءل أحياناً إذا كانت لاتزال لدينا شجاعة أن نكون أطباء لنواجه ذلك».

وتسلك الدول الأوروبية الأخرى الطريق نفسه على غرار جمهورية تشيكيا، التي ستفرض، اعتباراً من اليوم حظر تجوّل من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة 04:59 فجراً، في تدبير يستمرّ حتى الثالث من نوفمبر.

وصرّح وزير الصحة التشيكي، رومان بريمولا، للصحافة «لم نسجّل الانخفاض، الذي كنا نأمله في الأيام الأخيرة»، مضيفاً أن القيود التي فُرضت، أخيراً، كان «تأثيرها ضئيلاً».

ويُسجّل الاتّجاه نفسه في إسبانيا، حيث أشارت كاتالونيا، أول من أمس، إلى أنها تنظر في احتمال عزل السكان بمنازلهم في عطلة نهاية الأسبوع. وشدّدت مناطق إسبانية أخرى، أيضاً، القيود بعد إعلان حال الطوارئ الصحية الأحد لمدة 15 يوماً.

في المقابل، استبعدت حكومة بيدرو سانشيز، في الوقت الراهن، عزل السكان في المنازل، كما حصل في الربيع الماضي.

وتم تمديد القيود، أيضاً، في كيبيك، المقاطعة الكندية الأكثر تضرراً من الوباء، مع أكثر من 100 ألف إصابة، و6150 وفاة (من أصل 217 ألف إصابة، ونحو 10 آلاف وفاة على المستوى الوطني).

وسجّلت الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً في العالم، 225 ألفاً و689 وفاة، تأتي بعدها البرازيل مع 157 ألفاً و397 وفاة.

وفي نيجيريا، قام مئات من سكان العاصمة أبوجا بنهب مستودع أغذية، مخصص للأسر الفقيرة المتضررة من الأزمة الصحية.

وقال أحدهم بيأس، لـ«فرانس برس»: «نحن جياع عليكم أن تفهموا ذلك». وأضاف: «هناك كميات كبيرة من الأغذية في هذا البلد لكن سكانه يعانون. الحكومة لا تكترث لنا، وتترك هذه المواد الغذائية في مخازن».

وفي وقت يخوض فيه علماء بالعالم كله سباقاً لإيجاد لقاح للوباء، أظهرت دراسة دولية نشرتها، أول من أمس، مجلة «كارديوفاسكولر ريسيرتش»، المتخصصة، أن التعرض على المدى الطويل لتلوث الهواء، يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الموت جراء «كوفيد-19»، بمعدّل 15% تقريباً في العالم.

يأتي ذلك في وقت أكدت فيه منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا مستقر، ولا توجد به طفرات حتى الآن، داعية إلى عدم الاستسلام للفيروس، الذي تعتمد مكافحته على جهود الحكومات، وتفهم كل شخص في المجتمع أن لديه دوراً يجب أن يؤديه في هذا الخصوص.

وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عدم وجود حل سحري للتصدي لجائحة كورونا، إلا أنه شدد على ضرورة عدم الاستسلام للفيروس، وقال: «يمكن للأطفال الذهاب إلى المدارس، وأن تظل المحال مفتوحة، لكن ذلك في إطار من إجراءات الوقاية، مثل: التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، وغيرهما من الإجراءات المعروفة الآن». وأكد أن القلق مما يعرف بقومية اللقاحات، أو احتكار دولة ما للقاح لديها، ليكون من أجل شعبها فقط، قد تراجع بعد انضمام ما يقارب 150 دولة إلى «مرفق كوفاكس»، الذي سيضمن توزيعاً عادلاً للقاحات على البلدان في هذا المرفق.

• تم تمديد القيود في كيبيك، المقاطعة الكندية الأكثر تضرراً من الوباء مع أكثر من 100 ألف إصابة، و6150 وفاة.

• مناطق إسبانية شدّدت القيود الخاصة بفيروس «كورونا»، بعد إعلان حال الطوارئ الصحية، الأحد، لمدة 15 يوماً.

• وسائل الإعلام الإيطالية نقلت، في بث مباشر، تخريب عدد من قطارات الترام، وإضرام النار في مستوعبات نفايات، وتكسير واجهات محال.

الأكثر مشاركة