مدير المنظمة ينسحب من ندوة بعد تأكيد أميركا خروجها

بايدن يتعهد بإعادة الولايات المتحدة إلى «الصحة العالمية» في حال انتخابه رئيساً

بايدن صرح بأنّ الأميركيين يكونون أكثر أماناً عندما تلتزم أميركا بتعزيز الصحة العالمية. أ.ب

أعلن المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، جو بايدن، أول من أمس، أنه سيلغي في حال فوزه في الاستحقاق الرئاسي، القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، فيما انسحب المدير العام لمنظمة الصحة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من ندوة مقامة في لندن في اللحظة الأخيرة، أمس، بعد تأكيد واشنطن خروجها.

وتفصيلاً، قال بايدن إن «الأميركيين يكونون أكثر أماناً عندما تلتزم أميركا بتعزيز الصحة العالمية». وأضاف على تويتر: «في اليوم الأول من رئاستي، سألتحق مجدداً بمنظمة الصحة العالمية، وأعيد تأكيد ريادتنا العالمية».

وأطلقت الولايات المتحدة رسمياً عملية انسحابها من منظمة الصحة العالمية، بعدما كان ترامب هدّد بسحب بلاده من الهيئة على خلفية إدارتها أزمة فيروس «كورونا» المستجد.

وانتقد مسؤولون صحيون ومعارضون لترامب قراره سحب الولايات المتحدة من المنظمة التي تتخذ جنيف مقراً، والمسؤولة عن مكافحة الأمراض التي تواصل الانتشار في العالم، بينها «كوفيد-19».

والولايات المتحدة أكبر المسهمين الماليين في منظمة الصحة العالمية، لكنّ ترامب علق في أبريل التمويل بعدما اتهمها بعدم اتخاذ إجراءات كافية لمنع انتشار وباء «كوفيد-19» في بادئ الأمر، وبالتهاون جداً مع الصين.

في السياق نفسه، انسحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من ندوة مقامة في لندن في اللحظة الأخيرة، أمس، بعد أن قال المنظمون إنه يتعين عليه حضور اجتماعات تتعلق بإعلان الولايات المتحدة خروجها من المنظمة.

وكان من المقرر أن يشارك تيدروس في الندوة، التي يعقدها مركز دراسات تشاثام هاوس في لندن عن جائحة «كوفيد-19»، ويديرها ديفيد هايمان، المسؤول السابق بالمنظمة وأستاذ الصحة العالمية.

وقال هايمان، أمس في الندوة المقامة عبر الإنترنت: «كنت على اتصال مع مكتبه (تيدروس) بخصوص أمر آخر (هذا الصباح)، وأبلغوني بأن لديه لقاءات دبلوماسية، عدة نتيجة انسحاب الولايات المتحدة».

يأتي ذلك في وقت قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»، أمس، إن إعادة فرض إجراءات العزل العام لكبح تفشي وباء «كورونا» سيكون «خطأ فادحاً»، في الوقت الذي تراجعت فيه بعض الولايات عن اجراءات إعادة الفتح، في ظل تزايد أعداد الإصابات.

وفي وقت لاحق، قال كودلو للصحافيين: «قد تكون هناك بعض التأثيرات الاقتصادية، حيث تفرض بعض الولايات مزيداً من الإجراءات التي تستهدف الحد من تفشي المرض، لكنه أضاف أنه لم يلمس أي دليل على ركود عميق».

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول من أمس، أنه لا يتفق مع تقييم كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنطوني فاوتشي، بشأن الوضع الخطير الذي تواجهه البلاد، في وقت يتواصل تفشي فيروس «كورونا» المستجد.

وقال مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية، أنطوني فاوتشي، في تصريحات تم بثها مباشرة على «فيس بوك» و«تويتر»، (الإثنين) إن «الوضع الحالي غير جيد حقاً».

وتابع: «لانزال غارقين في الموجة الأولى من الإصابات بـ(كوفيد-19)».

لكن ترامب أكد في مقابلة تلفزيونية، أول من أمس، عدم اتفاقه مع فاوتشي، الشخصية الأبرز في فريق العمل التابع للبيت الأبيض لمكافحة الوباء.

وقال الرئيس في مقابلة تلفزيونية: «أعتقد أننا في موقع جيد. لا أتفق معه».

وتابع: «قال الدكتور فاوتشي لا تضعوا الكمامات، والآن يقول ضعوها»، مضيفاً أن الخبير الصحي قال أموراً عديدة اعتبرها ترامب نصائح سيئة.

وأضاف ترامب: «قمنا بعمل جيد. أعتقد أننا سنكون في وضع جيد للغاية في غضون بضعة أسابيع».

يذكر أن الوباء أودى بحياة أكثر من 130 ألف شخص في الولايات المتحدة، في حصيلة تعدّ الأعلى في العالم حتى الآن بناءً على الأرقام المطلقة. ويرتفع حالياً عدد الإصابات في جنوب وغرب البلاد، بعدما بدأ المسؤولون في الولايات والمدن تخفيف القيود.

وقلل ترامب مراراً من أهمية أعداد الإصابات المتزايدة، مشيراً إلى أنها نتيجة زيادة الفحوص.

وتجري الولايات المتحدة حالياً فحوصاً لنحو 600 ألف شخص يومياً، وفق «مشروع تتبع كوفيد»، الذي يديره متطوّعون في البلاد، لكنها غير كافية بالنسبة لخبراء الصحة، نظراً إلى العدد الكبير من الإصابات المؤكدة التي يتم اكتشافها.

وقال مسؤولون فيدراليون، أول من أمس، إنهم سيوفّرون فحوصاً مجانية لمرضى «كوفيد-19» للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، لاحتواء تفشي الفيروس في ثلاث بؤر في الجنوب.

• المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض: «إعادة فرض العزل خطأ فادح».

تويتر