في كتاب بولتون عن الرئيس الأميركي
ترامب اعتقد أن فنزويلا جزء من الولايات المتحدة.. وفنلندا جزء من روسيا
يصف مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي، جون بولتون، بالتفصيل سلسلة مزعجة وصادمة من الادعاءات في كتابه الجديد «الغرفة التي جرى فيها هذا الأمر.. مذكرات من البيت الأبيض»، عن فترة عمله مستشاراً للأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، زاعماً أن ترامب طلب مساعدة الصين للفوز في انتخابات 2020، وأنه كان يعتقد أن فنزويلا جزء من الولايات المتحدة، وأنه عرض التدخل في نظام العدالة الجنائية للقادة الأجانب، وأن كبار مسؤوليه سخروا من تصرفاته خلف ظهره.
بولتون، الذي رفض الإدلاء بأقواله في تحقيقات الكونغرس بشأن مخالفات الرئيس، دونالد ترامب، ومحاولة عزله، وبات صاحب الكتاب الأكثر مبيعا في «أمازون»، يجادل بأنه كان على المشرعين توسيع نطاق تحرياتهم، وفحص مجموعة من الطرق التي سعى ترامب بها لثني عنق القانون. وحصلت شبكة «سي إن إن» على نسخة من الكتاب، قبل إصداره في 23 يونيو، الذي يسعى البيت الأبيض بشراسة لوقف إصداره. وفي ما يلي بعض الأشياء التي تعلمناها من أسرار بولتون عن رئيسه السابق:
طلب ترامب من الرئيس الصيني شي جين بينغ المساعدة في إعادة انتخابه
تحدث بولتون عن محادثة جرت بين الزعيمين في اجتماع مجموعة الـ20، في يونيو 2019 بأوساكا اليابان، حيث أخبر ترامب في هذه المحادثة بينغ بأن مزارعي الغرب الأوسط في أميركا هم المفتاح لإعادة انتخابه في نوفمبر 2020. وحث ترامب بينغ على تعزيز حظوظه السياسية (أي حظوظ ترامب)، من خلال شراء المنتجات الزراعية الأميركية، متعهداً بالتنازل عن بعض التعريفات الجمركية على الصين في المقابل. وكتب بولتون أن ترامب «شدد على أهمية المزارعين، وزيادة المشتريات الصينية من فول الصويا والقمح في نتائج الانتخابات»، ويقول بولتون أيضاً إن من الصعب عليه اعتقاد أن القرارات التي اتخذها ترامب بعد أن أصبح رئيساً «كانت غير مدفوعة بحسابات إعادة الانتخاب».
كيم مليء بالأكاذيب
ويصف بولتون اجتماعاً بين ترامب والرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، ألقى فيه ترامب باللوم في سوء العلاقات الكورية الشمالية المضطربة بينها والولايات المتحدة، على تصرفات الإدارات السابقة. وأكد كيم، بعد الاجتماعات التي عقدها مع ترامب، أنه يمكنهما تبديد عدم الثقة، والعمل بسرعة نحو اتفاق نووي. وبعد أن أخبر ترامب كيم أنه سيطلب موافقة مجلس الشيوخ على أي اتفاق مع كوريا الشمالية، كتب بولتون أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، مرّر له مفكرة كتب فيها رسالة تقول «إنه مليء بالأكاذيب» أي كيم. وكتب بولتون: «وافقت أنا على ذلك»، مشيراً إلى أن كيم وعد بعدم إجراء المزيد من التجارب النووية. ولم ترد وزارة الخارجية على طلب «سي إن إن» للتعليق على مذكرة بومبيو المزعومة.
عرض ترامب مساعدة زعيم تركيا على تجنب تحقيق في وزارة العدل الأميركية
كتب بولتون أنه في ديسمبر 2018، عرض ترامب مساعدة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تحقيق أجرته وزارة العدل في مخالفات بنك تركي له علاقات مع أردوغان، يشتبه في أنه ينتهك العقوبات الأميركية على إيران. وعندما قدم الزعيم التركي إلى ترامب مذكرة من مكتب محاماة يمثل بنك «هال بانك»، أعلن أنه يعتقد أن البنك بريء تماماً من انتهاك العقوبات الأميركية المتعلقة بإيران. وقال ترامب لأردوغان إنه «سيهتم بالأمر»، وأوضح أن المدعين العامين للمنطقة الجنوبية «ليسوا أنصاره، ولكنهم أنصار أوباما»، وسيتم حل المشكلة عندما يتم استبدالهم بأنصاره. ويشير بولتون إلى أن «هذا الكلام كان هراء»، لأن المدعين العامين بوزارة العدل كانوا من الموظفين المحترفين، الذين كانوا سيتبعون المسار نفسه في التحقيق مع «هال بانك»، بغض النظر عمن يكون الرئيس.
لم يفهم رئيس الوزراء الإسرائيلي لماذا قاد كوشنر عملية السلام في الشرق الأوسط
قبل انضمامه إلى البيت الأبيض في عهد ترامب، قال بولتون إنه أجرى محادثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي شكك في دور صهر ومستشار الرئيس، غاريد كوشنر، في تطوير خطة سلام بالشرق الأوسط. كان نتنياهو «يتشكك في إسناد مهمة إنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني إلى كوشنر، الذي عرف نتنياهو عائلته لسنوات عدة، ولم يستطع هذا السياسي معارضة الفكرة علناً، لكنه، مثل معظم قادة العالم، تساءل لماذا يعتقد كوشنر أنه سينجح حيث فشل أمثال كيسنجر».
كانت عملية صنع القرار في البيت الأبيض مثل «معركة التدافع لتناول الطعام»
يقول بولتون إن الاجتماعات الأسبوعية لمناقشة القضايا، التي يترأسها ترامب في غرفة روزفلت أو المكتب البيضاوي، تشبه إلى حد كبير معارك الطعام أكثر من اتخاذ القرار الدقيق، ومن دون أي جهد أو مشاركة من قبل الوكالات ذات الصلة لحل القضايا أو طرح الخيارات. كتب بولتون: «بعد هذه الجلسات، لو كنت أؤمن باليوغا، لربما كنت سأستخدم بعضاً منها». إنه موضوع يعود بولتون إليه أكثر من مرة، ويصف ترامب بأنه رئيس زئبقي ليس لديه اهتمام كبير بتعلم كيفية عمل الحكومة الفيدرالية، ويصف ترامب بأنه يركز كثيراً على كيفية صناعة القرارات في وسائل الإعلام.
لم يكن ترامب يفضّل العقوبات على روسيا
يزعم بولتون أن ترامب اشتكى بشكل خاص من العقوبات وغيرها من الإجراءات العقابية المفروضة على روسيا، وكان «يتذمر ويشتكي منها»، حتى عندما كان يروج لها علانية. وبعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن الجولة الأولى من العقوبات على روسيا، بسبب تسميمها الجاسوس الروسي السابق، سيرجي سكريبال، وابنته في المملكة المتحدة، قال بولتون إن ترامب يريد إلغاء العقوبات ويعتقد أنها شديدة القسوة على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وكتب بولتون: «أخبر ترامب بومبيو بالاتصال بوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، ليزعم له أن بعض البيروقراطيين روجوا للعقوبات، ولم تَجرِ تلك المكالمة على الإطلاق».
وزعم بولتون أيضاً أن ترامب أوقف إصدار بيان ينتقد روسيا في الذكرى العاشرة لغزوها جورجيا. وكتب مستشار الأمن القومي السابق أن هذه الإجراءات كانت انعكاساً لعدم قدرة ترامب على «الفصل بين العلاقات الشخصية والعلاقات الرسمية».
أسئلة ترامب الفاضحة: هل فنلندا جزء من روسيا؟
قبل القمة مع بوتين في هلسنكي، سأل ترامب مستشاريه عما إذا كانت فنلندا جزءاً من روسيا، أو ما إذا كانت «نوعاً من القمر الاصطناعي لروسيا»، وفي طريقه إلى اجتماع هلسنكي، توقف ترامب لزيارة رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك، تيريزا ماي، في المملكة المتحدة. وخلال ذلك الاجتماع، تحدث مستشار ماي عن تسمم سكريبال، ووصف الهجوم عليه بأنه هجوم على قوة نووية. وكتب بولتون: «سأل ترامب ماي قائلاً: أوه، هل أنتم قوة نووية؟»، وقال بولتون أعلم أنها لم تكن نكتة، وفي مناسبات عدة قال بولتون إن ترامب خلط بشكل متكرر بين الرئيس الأفغاني أشرف غني، والرئيس السابق حامد كرزاي.
ترامب تحدث بأن فنزويلا هي حقاً جزء من الولايات المتحدة ونرغب في غزوها
كتب بولتون أنه في المناقشات حول الإطاحة بنظام الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أصر ترامب على الخيارات العسكرية لفنزويلا، وقال للمستشارين إن البلاد «هي بالفعل جزء من الولايات المتحدة». وخلال اجتماع مارس 2019 في وزارة الدفاع (بنتاغون) سأل ترامب بإلحاح القادة العسكريين حول سبب وجود الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، وليس في فنزويلا.
وكتب بولتون أن إصرار ترامب المتكرر على اعتماد الخيارات العسكرية للإطاحة بمادورو صدم المساعدين والمشرعين والمستشارين. وذكر اجتماع لجمهوريين بفلوريدا، أن «ترامب لايزال يريد خياراً عسكرياً»، تاركاً السيناتور ريك سكوت، والحاكم رون ديسانتيس «مذهولين»، بينما استطاع السيناتور ماركو روبيو، الذي سمع من ترامب بهذا الموضوع من قبل «أن يتحول عن الموضوع ببراعة».
طلب ترامب من المدعي العام بيل بار أن يجعل مراسلي شبكة «سي إن إن» يقضون وقتاً في السجن
تسربت أنباء عن اجتماع سري بشأن أفغانستان في منتجع ترامب بيدمينستر، حيث اشتكى ترامب من أن شبكة «سي إن إن» علمت بانعقاد هذه القمة، حسب رواية بولتون. وأبلغ ترامب محامي البيت الأبيض، بات سيبولون، باستدعاء المدعي العام، بيل بار، بشأن رغبته في «اعتقال الصحافيين، وإجبارهم على قضاء وقت في السجن، ثم مطالبتهم بالكشف عن مصادرهم».
إصرار ترامب المتكرر على اعتماد الخيارات العسكرية للإطاحة بمادورو، صدم المساعدين والمشرّعين والمستشارين.
الاجتماعات الأسبوعية لمناقشة القضايا، التي يترأسها ترامب في غرفة روزفلت أو المكتب البيضاوي، تشبه إلى حد كبير معارك الطعام أكثر من اتخاذ القرار الدقيق، ومن دون أي جهد أو مشاركة من قبل الوكالات ذات الصلة لحل القضايا أو طرح الخيارات.
عرض ترامب مساعدة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تحقيق أجرته وزارة العدل عن مخالفات بنك تركي له علاقات مع أردوغان، ويشتبه في أنه ينتهك العقوبات الأميركية على إيران.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news