مواجهات بين الشرطة والمحتجين في نيويورك ولوس أنجلوس

تواصل التظاهرات في الولايات المتحدة رغم تهديدات ترامب

صورة

تواصلت الاحتجاجات والتظاهرات ضد العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة، رغم المواجهات مع الشرطة وتهديدات الرئيس، دونالد ترامب، المصمم على إعادة فرض النظام، ملوحاً باستخدام الجيش.

وبعد تسعة أيام على مقتل جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض أوقفه، تتواصل موجة الاحتجاجات التاريخية من غير أن تتراجع، وواجه المتظاهرون الشرطة، خصوصاً في نيويورك ولوس أنجلوس، حتى وقت متأخر من ليلة أول من أمس، على الرغم من حظر التجول، مع تسجيل عدد أقل من أعمال النهب والتخريب.

وتظاهر ما لا يقل عن 60 ألف شخص بشكل سلمي، تكريماً لذكرى جورج فلويد في هيوستن، المدينة التي نشأ بها في ولاية تكساس، وحيث سيوارى الثرى الأسبوع المقبل.

وقال رئيس بلدية المدينة سيلفستر تيرنر: «نريد أن يعرفوا أن جورج لم يمت سدى».

وفي نيويورك، تعرض العديد من المتاجر الفاخرة على الجادة الخامسة الشهيرة، للنهب، وتم تقديم ساعة بداية حظر التجول الليلي إلى الساعة 20:00 وتمديده حتى الأحد المقبل، غير أن ذلك لم يمنع مئات المتظاهرين من السود والبيض على السواء، من الاحتجاج سلمياً، والهتاف بعبارات «جورج فلويد.. جورج فلويد» و«حياة السود تهم» (بلاك لايفز ماتر)، وهي العبارة التي باتت شعاراً للاحتجاج على عنف الشرطة تجاه الأميركيين الأفارقة.

وفي لوس أنجلوس، ركع رئيس بلدية المدينة، إريك غارسيتي، مع شرطيين على ركبة واحدة، في الوضعية التي ترمز، منذ 2016، إلى التنديد بعنف الشرطة ضد السود، وتذكّر بالشرطي الذي قتل فلويد ضاغطاً بركبته على عنقه لنحو تسع دقائق، وتجمع المتظاهرون خارج مقر إقامته، حيث تم توقيف نحو 200 شخص بعد رفضهم أوامر التفريق، بحسب مراسل وكالة «فرانس برس».

وفي واشنطن، تظاهر الآلاف، وبينهم السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن، متحدّين حظر التجول الذي أعلنته البلدية، فيما أقيمت سواتر معدنية حول البيت الأبيض لمنع أي مواجهة مباشرة مع قوات الأمن في محيطه.

وبعد منتصف الليل بقليل، بث التلفزيون صوراً أظهرت إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع، ومن أمام البيت الأبيض، قالت المتظاهرة جادا والاس (18 عاماً): «تعبت من الشعور بالخوف من الشرطة وعدم نيل العدالة».

وفي مينيابوليس، مركز حركة الغضب حيث قتل فلويد، كان الهدوء مخيماً، وقالت روكسي واشنطن، والدة ابنة جورج فلويد، باكية: «أريد العدالة من أجله لأنه كان طيباً، مهما ظن الناس، كان شخصاً طيباً».

وأعلنت ولاية مينيسوتا أولى الخطوات العملية استجابةً لطلبات، مع فتح تحقيق حول شرطة مينيابوليس، وسينظر التحقيق في احتمال حصول «ممارسات تمييزية منتظمة» على مدى السنوات الـ10 الماضية، وفق تغريدة كتبها الحاكم، تيم والتز.

وانتشرت الاضطرابات منذ أسبوع، إلى أن عمت أكثر من 100 مدينة أميركية، مترافقة مع آلاف التوقيفات وعدد من القتلى.

وكان ترامب أعلن، قبل يومين، أنه أمر بنشر آلاف الجنود المدججين بالسلاح والشرطيين في واشنطن، لوقف أعمال الشغب والنهب، تزامناً مع استخدام قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين قرب البيت الأبيض، حتى يتمكن من التوجه مشياً إلى كنيسة عريقة قريبة من البيت الأبيض تعرضت لأعمال تخريب في اليوم السابق، والتقاط صورة أمامها رافعاً كتاباً مقدساً، في خطوة ندد بها قادة روحيون من البروتستانت والكاثوليك، باعتبارها عملية إعلانية غير مقبولة أخلاقياً.

واحتجت رئيسة بلدية واشنطن، موريل باوزر، على إرسال عسكريين إلى الشوارع الأميركية ضد الأميركيين، على غرار العديد من الحكام الديمقراطيين.

وتتخذ الأزمة منحى سياسياً بشكل متزايد.، واتهم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، التي ستجرى في الثالث من نوفمبر المقبل، جو بايدن، ترامب بأنه «حوّل هذا البلد إلى ساحة معركة، تملؤها أحقاد قديمة ومخاوف جديدة».

وفي مواجهة الاحتجاجات الجارية في ظل تفشي وباء «كوفيد-19» الذي زاد من حدة التباين الاجتماعي والعرقي، بقي ترامب حتى الآن صامتاً حيال المشكلات التي يشكو منها المتظاهرون، ولم يذكر سوى بشكل عابر «الثورة» على ظروف مقتل فلويد.

وقتل الرجل البالغ من العمر 46 عاماً اختناقاً، في 25 مايو الماضي، وهو يردد «لا يمكنني التنفس» وينادي والدته، مطروحاً أرضاً مكبّل اليدين، وشرطي يركع على عنقه لتثبيته بركبته، فيما زملاؤه الثلاثة الآخرون يراقبون المشهد من دون أن يتدخلوا، وأكدت عمليتا تشريح أن الوفاة نتجت عن الضغط على العنق.


سواتر معدنية حول البيت الأبيض لمنع أي مواجهة مباشرة مع قوات الأمن في محيطه.

تويتر