البرازيل في عين العاصفة.. وبولسونارو يرفض الإغلاق أمام «مجرّد إنفلونزا صغيرة»

«كوفيد-19» يهدّد ملايين الأفارقة بفقر مدقع.. ويجتاح أميركا اللاتينية

بولسونارو يحيي مؤيديه خلال احتجاج ضد تدابير الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي. رويترز

صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، بأن ملايين الأشخاص يمكن أن يعانوا فقراً مدقعاً في إفريقيا بسبب وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، داعياً إلى تضامن دولي متزايد مع هذه القارة، فيما سُجّلت أعلى حصيلة يومية للوفيات بالفيروس في البرازيل كبرى دول أميركا اللاتينية، لكن الرئيس اليميني المتشدد جاير بولسونارو، لايزال معارضاً بشدة لتدابير الإغلاق التي قال إنها غير ضرورية أمام ما وصفه بـ«مجرّد إنفلونزا صغيرة»، بينما بدأت القارة اللاتينية تشعر بتأثير الوباء بقوة بعد أن اجتاحها.

وتفصيلاً، قال غوتيريس في بيان أرفق بدراسة للأمم المتحدة تتضمن توصيات أيضاً حول القارة الإفريقية إن «الوباء يهدد التقدم الذي تحقق في إفريقيا، إذ إنه سيفاقم التفاوت القائم أساساً ويزيد الجوع ونقص التغذية والهشاشة في مواجهة الأمراض». وعبر عن ارتياحه لأن إفريقيا «تحركت بسرعة في مواجهة الوباء»، مشيراً إلى أن «عدد الإصابات المسجلة حتى الآن أقل مما كنا نتوقع».

وقال إن «الفيروس تسبب بوفاة أكثر من 2500 شخص في إفريقيا».

وتابع: «دول إفريقيا يجب أن تتمتع بالإمكانية نفسها للحصول بسرعة وعدالة وبسعر معقول على أي لقاح أو علاج قادم، يجب اعتبارهما ملكيات عالمية عامة».

وأوضح غوتيريس أن «الوباء مازال في بدايته في إفريقيا، ولابد من البرهنة على تضامن عالمي مع إفريقيا - اعتباراً من اليوم ومن أجل النهوض مجدداً بشكل أفضل، ولابد من وضع حد للوباء في إفريقيا لإنهائه في جميع أنحاء العالم». وفي توصياته يطلب غوتيريس «تعبئة دولية لتعزيز الأنظمة الصحية في إفريقيا والإبقاء على شبكات التمويل الغذائي وتجنب أزمة مالية».

وأوضح أنه «يجب أيضاً دعم التعليم وحماية الوظائف والإبقاء على تمويل العائلات والشركات، وحماية القارة من خسارة المداخيل وعائدات التصدير».

ورأى غوتيريس أنه لابد أيضاً من تأمين «أكثر من 200 مليار دولار إضافية من دعم الأسرة الدولية لإفريقيا». وذكر «بضرورة العمل على وضع إطار شامل للدين، بدءاً بتجميد عام لديون الدول غير القادرة على تسديد خدمتها».

ومع وصول عدد الإصابات بشكل متسارع إلى خمسة ملايين، بينما تجاوزت الوفيات 323 ألفاً في ظل اقتصاد عالمي مدمّر، تسود مخاوف من أن القادم أسوأ في المناطق الأكثر فقراً في العالم التي تحاول جاهدة احتواء تفشي الفيروس. وارتفعت الحصيلة بشكل مثير للقلق في البرازيل، أول من أمس، إذ تجاوز عدد الوفيات بـ«كوفيد-19» خلال 24 ساعة الـ1000 لأول مرّة. وقال المتقاعد غلبيرتو فرييرا في ريو دي جانيرو إن «بلدنا ينتقل من سيّئ إلى أسوأ، الوضع يزداد سوءاً. لدينا حكومة غير فعالة والناس كذلك لا يلتزمون بالقواعد (التي يفرضها) الوباء».

ويسجل عدد الإصابات في البرازيل، أعلى ثالث عدد بين دول العالم، زيادة بالآلاف، ويرجّح أن يتسارع تفشي الوباء في سادس أكبر دولة في العالم بينما لا يتوقع أن يبلغ ذروته قبل مطلع يونيو.

ودفع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في أميركا اللاتينية بعض المناطق إلى تعليق خططها لتخفيف القيود، كما هي الحال في كوردوبا ثانية مدن الأرجنتين، التي تراجعت عن خطتها لتخفيف تدابير الإغلاق جرّاء ارتفاع عدد الإصابات.

وصدرت تحذيرات من تداعيات الوباء على المجتمعات الأكثر فقراً، إذ قال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، أول من أمس، إنه قد يدفع بما يقارب من 60 مليون شخص «إلى الفقر الشديد».

وفي مؤشر مثير للقلق على تفاقم الضغوط الاقتصادية، نشرت سلطات تشيلي التي تعاني كذلك ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات، جنوداً على أطراف عاصمتها سانتياغو التي تشهد إغلاقاً، بعدما اندلعت صدامات مع متظاهرين غاضبين من نقص الغذاء وخسارة الوظائف.

على الجانب الآخر من العالم، تعمل السلطات جاهدة على نقل السكان إلى مكان آمن وتحاول في الوقت ذاته منع تفشي فيروس كورونا، في وقت يضرب أشد إعصار يشهده خليج البنغال منذ عقود مناطق يقطنها الملايين في شرق الهند وبنغلاديش.

وأفاد باحثون، أول من أمس، بأن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العالمية من أنواع الوقود الأحفوري ستنخفض بنسبة تصل إلى 7% هذا العام جرّاء الوباء، في أكبر تراجع منذ الحرب العالمية الثانية.

لكن هذا الانخفاض الضخم «بالكاد سيؤثر على التراكم المتواصل لثاني أوكسيد الكربون في الجو»، بحسب رئيس أبحاث تأثير المناخ لدى «مركز هادلي البريطاني للأرصاد» ريتشارد بيتس.

وبينما بدأت آسيا في تقييم الأضرار الناجمة عن الوباء، أدركت بعض الدول أنه حمل معه فوائد لم تكن في الحسبان رغم الدمار الاقتصادي الأكثر تأثيراً.

فخلال فترة العزل، شهدت فيتنام تراجعاً في معدلات الجرائم بينما رحبت هونغ كونغ بانتهاء موسم الإنفلونزا السنوي لديها مبكراً. أما تايلاند، المعروفة بالعدد الكبير من الوفيات في حوادث الطرقات، فشهدت تحسناً ملحوظاً في السلامة على الطرق.

• 60 مليون شخص في المجتمعات الأكثر فقراً قد يدفعهم «كورونا» إلى الفقر الشديد.

• غوتيريس يطالب بـ«تعبئة دولية لتعزيز الأنظمة الصحية في إفريقيا، والإبقاء على شبكات التمويل الغذائي، وتجنب أزمة مالية».

تويتر