الإمارات تؤكد دعمها جميع جهود الحل الدائم للقضية الفلسطينية

الجامعة العربية تعلن رفضها صفقة القرن وتصفها بـ«المجحفة»

صورة

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها لجميع الجهود الرامية نحو إيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، وشددت على أهمية تغليب العقل للتعامل بحكمة مع التطورات، فيما أعلن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، في دورته غير العادية، أمس، رفض «صفقة القرن» الأميركية الإسرائيلية، باعتبارها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني وتخالف مرجعيات عملية السلام. وشددت الجامعة على عدم التعاطي مع هذه الصفقة التي وصفتها بـ«المجحفة»، أو التعاون مع الإدارة الأميركية في تنفيذها بأي شكل من الأشكال.

وتفصيلاً، ترأس وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وفد الدولة في اجتماع الدورة غير العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وأكد دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لجميع الجهود الرامية نحو إيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، مشدداً على أهمية تغليب العقل للتعامل بحكمة مع التطورات، كما شدد على أهمية المفاوضات المباشرة بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، مشيراً إلى أن الحوار هو الفرصة الأساسية والمثلى في سبيل التوصل لاتفاق السلام الذي يعد الخيار الاستراتيجي العربي، والذي يجب أن نسعى إليه جميعاً.

وقال قرقاش إن التجاوب السريع من الدول الأعضاء لعقد هذا الاجتماع، يؤكد مجدداً الموقف العربي الراسخ بشأن هذه القضية المحورية، وما تحظى به من مكانة خاصة في العالم العربي، وحرص الجانب العربي على تعزيز الجهود المشتركة مع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي، لإيجاد حل عادل دائم وشامل لهذه القضية.

وأضاف: «يأتي اللقاء في وقت تمر القضية الفلسطينية، والمنطقة العربية بشكل عام، بظروف صعبة، وتحديات استثنائية تتطلب منا العمل بحكمة واقتدار لتجاوز هذه الظروف، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الذي عاني الكثير على مدى سبعة عقود ونيف مضت، ويتطلع إلى حياة آمنة مستقرة».

وتابع: «تؤكد دولة الإمارات ضرورة دعم الحوار وبدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لضمان ألا تحدث وقائع على الأرض تقوض عملية سلام العادل للقضية، ونثمّن في هذا السياق الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأميركية للدفع بعمليه السلام»، وأكد على مركزية حل الدولتين وقرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية».

إلى ذلك، أكد البيان الختامي لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية التي عقدت برئاسة جمهورية العراق، بطلب من دولة فلسطين، في مقر الأمانة العامة بالقاهرة، أمس، أن «صفقة القرن» التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا تعد خطة مناسبة لتحقيق السلام العادل والدائم، بل انتكاسة جديدة في جهود السلام الممتدة على مدار ثلاثة عقود، وتتويج للقرارات الأميركية الأحادية المجحفة والمخالفة للقانون الدولي بشأن القدس والجولان والاستيطان الاستعماري الإسرائيلي وقضية اللاجئين والأونروا، ولن يكتب لها النجاح باعتبارها مخالفة للمرجعيات الدولية لعملية السلام ولا تلبي الحد الأدنى من تطلعات وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

وقرر المجلس التأكيد مجدداً على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية جمعاء وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، وأعلن المجلس في بيانه الختامي رفض «صفقة القرن» الأميركية – الإسرائيلية، باعتبار أنها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني، وتخالف مرجعيات السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، داعياً الإدارة الأميركية إلى الالتزام بالمرجعيات الدولية للسلام العادل والدائم والشامل.

وأكد المجلس على «عدم التعاطي مع هذه الصفقة المجحفة، أو التعاون مع الإدارة الأميركية في تنفيذها، بأي شكل من الأشكال»، كما شدد على أن مبادرة السلام العربية وكما أقرت بنصوصها عام 2002، هي الحد الأدنى المقبول عربياً لتحقيق السلام، من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، والتأكيد على أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لن تحظى بالتطبيع مع الدول العربية ما لم تقبل وتنفذ مبادرة السلام العربية.

وشدد المجلس على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي لحل الصراع، وعلى ضرورة أن يكون أساس عملية السلام هو حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية المعتمدة، والسبيل إلى ذلك من خلال مفاوضات جادة في إطار دولي متعدد الأطراف، ليتحقق السلام الشامل الذي يجسد استقلال وسيادة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، كما أكد العمل مع القوى الدولية المؤثرة والمحبة للسلام العادل لاتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء أي خطة من شأنها أن تجحف بحقوق الشعب الفلسطيني ومرجعيات عملية السلام، بما في ذلك التوجه إلى مجلس الأمن والجمعية العام للأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية.

وحذر مجلس الجامعة من قيام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بتنفيذ بنود الصفقة بالقوة متجاهلة قرارات الشرعية الدولية، وتحميل الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه السياسة، ودعا المجتمع الدولي إلى التصدي لأي إجراءات تقوم بها حكومة الاحتلال على أرض الواقع، كما أكد على الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية في مواجهة هذه الصفقة.

من جانبه، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمام الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية، أنه أبلغ إسرائيل والولايات المتحدة رسمياً بـ«قطع أية علاقة معهما بما فيها العلاقات الأمنية»، وقال إنه تم تسليم رسالتين الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإلى الإدارة الأميركية، موضحاً أنهما شبه متطابقتين.

وأشار إلى أنه كان قد قطع الاتصالات مع إدارة دونالد ترامب بعد اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل أواخر عام 2017 إلا أنه أبقى في ذلك الوقت على العلاقات مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية كونها تتعلق بالتعاون في مكافحة الإرهاب.

وتابع: «نرفض صفقة القرن، ولا يمكن أن نقبل بترسيمها كمرجعية دولية أو أن تكون على طاولة المفاوضات، ولن أقبل بضم القدس لإسرائيل وأن يسجل في تاريخي أنني بعت عاصمتنا الأبدية، نؤمن بالسلام ونريد آلية دولية متعددة الأطراف لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، لا نطلب المستحيل ولا نريد أن يقف أحد ضد أميركا، المطلوب فقط القبول بما نقبله ورفض ما نرفضه».

 

مجلس الجامعة يؤكد أن الصفقة لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الفلسطينيين، وتخالف مرجعيات السلام.

فلسطين تعلن قطع كل العلاقات مع إسرائيل وأميركا.. وعباس يؤكد عدم قبول التفاوض على صفقة القرن.

أنور قرقاش:

«الحوار هو الفرصة الأساسية والمثلى في سبيل التوصل لاتفاق السلام الذي يعد الخيار الاستراتيجي العربي».

 

الرئيس الفلسطيني:

تويتر