واشنطن تُجلي سفيرها والموظفين.. وحكومة العراق تحذّر من الاعتداء على البعثات الأجنبية

محتجون يقتحمون السفارة الأميركية في بغداد.. وترامب يحمّل إيران المسؤولية

صورة

اقتحم محتجون عراقيون، بينهم أنصار كتائب ميليشيات «حزب الله» و«الحشد الشعبي»، الجدار الخارجي لمقر السفارة الأميركية المحصنة في المنطقة الخضراء ببغداد، لأول مرة منذ تشييدها بعد الحرب الأميركية على العراق عام 2003، مندّدين بالضربات الجوية الأميركية التي استهدفت قواعد لفصيل «حزب الله» الموالي لإيران، فيما حمّل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إيران المسؤولية عمّا حدث بمحيط السفارة، بينما حذرت الحكومة العراقية المحتجين من أي اعتداء على السفارات والبعثات الأجنبية في بغداد.

وقال ترامب، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس: «قتلت إيران مقاولاً أميركياً، لقد استجبنا بقوة، وسنفعل ذلك دائماً. الآن تقوم إيران بتنظيم هجوم على السفارة الأميركية في العراق، وستتحمل المسؤولية الكاملة، بالإضافة إلى ذلك نتوقع أن يستخدم العراق قواته لحماية السفارة، وأبلغناه بذلك!»، مضيفاً: «إلى الملايين في العراق الذين يريدون الحرية ولا يريدون أن تسيطر عليهم إيران.. هذا هو وقتكم».

وأكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في بيان، أنه أبلغ زعماء العراق، في اتصال هاتفي، بأن الولايات المتحدة ستحمي وتدافع عن الأميركيين في العراق، وأوضح أن «رئيس الجمهورية العراقية ورئيس حكومة تصريف الأعمال، أكدا له أنهما سيضمنان سلامة وأمن الموظفين الأميركيين والممتلكات الأميركية»، فيما ذكر مسؤولون أميركيون أنه من المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة قوات إضافية من مشاة البحرية بشكل مؤقت إلى سفارتها في بغداد.

وأحرق المحتجون أعلاماً للولايات المتحدة، وحطموا كاميرات مراقبة خلال تشييعهم مقاتلي «حزب الله» الـ25 الذين قضوا في الغارات الأميركية، وتمكنوا من عبور جميع حواجز التفتيش في المنطقة الخضراء شديدة التحصين دون صعوبة، واقتحموا نقطة أمنية عند مدخل مجمع السفارة، وأضرموا فيها النار، وأضرموا النار في جدار السفارة الخارجي وغرف الحراسة.

وارتدى بعض المشاركين في الاقتحام الزي الرسمي لقوات الحشد الشعبي المؤلفة من فصائل موالية لإيران، وباتت تشكل جزءاً من القوات الأمنية، وحطموا الزجاج المضاد للرصاص، وكتب آخرون على جدار السفارة الخارجي عبارات بينها: «سيكون الرد بحجم عقائدنا»، و«نعم نعم للحشد»، و«سليماني قائدي»، في إشارة إلى قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني»، قاسم سليماني.

وقال شهود عيان إن القوات العراقية التي تغلق الطريق المؤدي إلى السفارة الأميركية، لم تمنع في البداية المحتجين من دخول الشارع، واقتحام جدار مجمع السفارة، ولكن بعد ساعات من بدء الاحتجاج أطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

وأطلقت القوات الأميركية المسؤولة عن حراسة السفارة قنابل الغاز المسيل للدموع، وأخرى دخانية وصوتية لتفريق المحتجين الذين تمكنوا من عبور الحاجز الأول، والدخول إلى مجمع السفارة الشاسع، وقال مسؤولان في وزارة الخارجية العراقية لـ«رويترز»، إنه تم إجلاء السفير الأميركي وموظفين آخرين من السفارة في بغداد، في ظل تصاعد الاحتجاجات خارجها، لدواع أمنية، وبقي بعض موظفي أمن السفارة في الداخل، وأفادت قوات «الحشد الشعبي» بإصابة 32 من المحتجين بقنابل ورصاص حرس السفارة الأميركية.

ومن جانبه، حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبد المهدي، من أي اعتداء على السفارات والبعثات الأجنبية في بغداد، وطالب المحتجين بالمغادرة فوراً من أمام السفارة الأميركية، وقال في بيان: «أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات، هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية، وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات».

يشار إلى أنه منذ 28 أكتوبر الماضي، وقع 11 هجوماً على قواعد عسكرية عراقية تضم جنوداً أو دبلوماسيين أميركيين، وصولاً إلى استهداف السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء، وأسفر أول 10 هجمات عن سقوط قتيل وإصابات عدة في صفوف الجنود العراقيين، إضافة إلى أضرار مادية، غير أنّ هجوم الجمعة الماضي في كركوك مثّل نقطة تحوّل، إذ قتل فيه متعاقد أميركي، وكانت المرة الأولى التي يسقط فيها نحو 30 قذيفة على قاعدة واحدة يوجد فيها جنود أميركيون، ومساء الأحد الماضي، شنت القوات الأميركية سلسلة غارات، استهدفت منشآت قيادة وتحكم تابعة لـ«كتائب حزب الله»، أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في «الحشد الشعبي».


11

هجوماً على قواعد عسكرية عراقية، تضم جنوداً أو دبلوماسيين أميركيين، وقعت منذ 28 أكتوبر.

دونالد ترامب:

«إيران قامت بتنظيم الهجوم على السفارة الأميركية في العراق، وستتحمل المسؤولية الكاملة».

تويتر