الاحتلال يهدم 3 منازل في القدس.. وعشرات المستوطنين يقتحمون «الأقصى»

نتنياهو يجمد مشاورات ضم الأغوار خشية «الجنائية الدولية»

قوات الاحتلال خلال اعتقالها أحد الشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية. أرشيفية

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 32 مواطناً فلسطينياً، من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية، وهدمت ثلاثة منازل في القدس، أمس، واقتحم المستوطن المتطرف يهودا غليك المسجد الأقصى، برفقة عشرات المستوطنين وشرطة الاحتلال، فيما جمّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات حول مخططات ضم الأغوار، ومناطق من الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل، تخوفاً من قرار المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في جرائم حرب إسرائيلية ضد الفلسطينيين، ولتجنب للتصعيد والمواجهة مع المحكمة.

وألغت سلطات الاحتلال اجتماعاً للموظفين في وزاراتها، كان من المقرر أن يبحث مخطط ضم الأغوار، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، التي نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن «الضم سيدخل مرحلة التجميد العميق، منعاً لأي تصعيد ومواجهة في المحافل الدولية، وذلك في أعقاب قرار المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، فتح تحقيق شامل في جرائم حرب نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبعثت سلطات الاحتلال إخطارات رسمية للمسؤولين، بعدم حضور الجلسة قبل ساعات قليلة من انعقادها، وتم إخطارهم بأنه تم إلغاء الجلسة، بسبب تقديرات تشير إلى أن المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية على وشك نشر نتائج الفحص الأولي بشأن الفلسطينيين وإسرائيل، وكان القلق أن عقد اجتماع للموظفين في هذا الوقت من شأنه أن يكثف المواجهة مع المحكمة الجنائية الدولية.

وكان نتنياهو أعلن عن مخطط ضم الأغوار، بتصريحات عشية انتخابات الكنيست الثانية في سبتمبر الماضي، ومن أجل الشروع بالمخطط، تقرر تشكيل لجنة مشتركة بين الوزارات الحكومية لتشجيع مخطط ضم الأغوار، ما أثار ردود فعل دولية غاضبة.

ومع تأهب إسرائيل لانتخابات جديدة في الثاني من مارس المقبل، فإنه يعتقد أن نتنياهو كان يعتزم المضي لتنفيذ تعهده، إلا أن الحكومة تخشى أن عقد اجتماع كهذا سيستفز لاهاي بصورة أكبر وسيؤثر في نتائج تحقيق أولي من المتوقع أن تصدرها المحكمة قريباً جداً.

وكتبت بنسودا في توصياتها، أن إسرائيل لم توقف البناء في مستوطنات الضفة الغربية، وإنما أيضاً تعتزم ضم مناطق جديدة، ولفتت المدعية على وجه التحديد لخطاب نتنياهو قبل الانتخابات كدليل على نوايا إسرائيل.

ومن جانبها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية، التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، والتي أكد فيها مجدداً تصريحه بخصوص شرعنة الاستيطان، وقالت الوزارة في بيان، أمس، إن تصريحات بومبيو المنحازة إلى اليمين الإسرائيلي، تؤدي إلى تدمير أي فرصة حقيقية لتحقيق السلام.

إلى ذلك، قاد المستوطن المتطرف يهودا غليك، أمس، اقتحاماً جديداً للمسجد الأقصى، برفقة عشرات المستوطنين. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن قائد شرطة الاحتلال في القدس دورون يديد، وعدداً من ضباطه، شاركوا في الاقتحام الذي تم من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية داخل باحاته، وغادروه من باب السلسلة. وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال سلمت عدداً من الشبان والشابات بلاغات، لمراجعة مخابراتها؛ بحجة وجودهم في باحات الأقصى.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، 32 مواطناً فلسطينياً، من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية، غالبيتهم من مدينة القدس، بالتزامن مع هدم ثلاثة منازل في جبل المكبر والعيسوية، وغرفة سكنية في بلدة السموع شرق الخليل.

وفي بلدة العيسوية، دهمت قوات الاحتلال حي الشهيد محمد كايد، وشرعت بتحطيم النصب التذكاري للشهيد محمد سمير عبيد، بعدما نصبه نشطاء من العيسوية، أول من أمس، وجاء الدهم غداة إطلاق شرطة الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع بشكل عشوائي صوب منازل المواطنين في العيسوية.

تويتر