إصابة 4 عسكريين بمواجهات بين محتجين والجيش في بيروت

دياب يتعهد بتشكيل حكومة لبنانية خلال 6 أسابيع تحظى بدعم الغرب

عون خلال لقائه وكيل «الخارجية» الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل. أ.ب

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، حسان دياب، في مقابلة تلفزيونية تمّ بثها أمس، أنه يسعى إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين ومستقلين، يطالب بها المتظاهرون في الشوارع منذ شهرين، متوقعاً أن تحظى بدعم أميركي وأوروبي كامل.

وكلّف رئيس الجمهورية ميشال عون، الخميس، دياب (60 عاماً) بتشكيل حكومة جديدة، إثر إنهاء استشارات نال فيها تأييد نواب حزب الله وحلفائهم، بينما حجب أبرز ممثلي الطائفة السنية التي ينتمي إليها، أصواتهم عنه، في مقدمتهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ونواب تيار المستقبل الذي يتزعمه.

وقال دياب، في مقابلة مع قناة دوتشيه فيليه عربية: «الهدف أن تكون هناك حكومة اختصاصيين، وفي الوقت ذاته يكونون مستقلين، لكي يعالجوا الأمور الحياتية والمعيشية»، آملاً أن يتمكن من تشكيلها «خلال شهر، أو خلال ستة أسابيع كحد أقصى».

وأوضح «الجميع راغب في التعاون لكي يكون للبنان حكومة مميزة لا تشبه الحكومة السابقة، إن كانت بنسبة الاختصاصيين الموجودين في الحكومة، أو على صعيد نسبة النساء».

وغالباً يستغرق تأليف الحكومة في لبنان، البلد الذي يقوم نظامه على المحاصصة الطائفية والسياسية، أشهراً عدة، جراء الخلاف بين القوى الرئيسة على توزيع الحقائب والحصص.

ولن تكون مهمة دياب في تشكيل الحكومة سهلة، على وقع تدهور اقتصادي متسارع. فهو يواجه من جهة حركة احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بحكومة اختصاصيين غير مرتبطة بالطبقة السياسية، ومن جهة ثانية المجتمع الدولي الذي يربط تقديمه دعماً مالياً لبنان بتشكيل حكومة إصلاحية.

وقال دياب إنه يتوقّع «الدعم الكامل من الأوروبيين والولايات المتحدة»، مضيفاً «أعتقد أن الأميركيين عند تأليف حكومة بهذا الشكل سيدعمونها، لأن هدفها إنقاذ الوضع في لبنان، إن كان في ما يختص بالوضع الاقتصادي أو الاجتماعي».

ورفض تسمية حكومته بأنها «حكومة حزب الله». وقال «إنه أمر سخيف.. هذه الحكومة ستكون وجه لبنان، ولن تكون حكومة فئة سياسية معينة».

ويجري دياب، الذي يعتزم إطلاق حركة المشاورات مع الكتل النيابية، لقاءات مع رؤساء الحكومات السابقين، وفق ما يقتضي البروتوكول، شملت حتى الآن الحريري، ورئيس الحكومة السابق سليم الحص.

ولم يحظ دياب، ذو التجربة السياسية القصيرة بخلاف مسيرته الأكاديمية بالجامعة الأميركية في بيروت حيث يشغل منصب نائب رئيسها، بدعم أبرز ممثلي الطائفة السنية، بينما نال تأييداً مطلقاً من نواب حزب الله وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، والتيار الوطني الحر، حزب الرئيس اللبناني. وإثر تكليفه بتشكيل الحكومة، تجمّع عدد من مناصري الحريري أمام منزل دياب في بيروت، مرددين هتافات مناوئة له. وقطعت مجموعات طرقاً رئيسة في طرابلس وعكار، وفي بيروت، احتجاجاً على تسميته.

ورغم دعوة الحريري مناصريه ليلاً إلى «رفض أي دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرق»، تجددت التحركات، أمس، مع قطع محتجين طرقاً رئيسة في عكار، وبأحياء عدة في بيروت تعد معاقل تيار المستقبل. وحصل تدافع في محلة كورنيش المزرعة، بين محتجين غاضبين، وعناصر الجيش الذين حاولوا منعهم من إغلاق طريق رئيس بالأتربة والحجارة.

على صلة، أصيب أربعة عسكريين بجروح بمنطقة كورنيش المزرعة في بيروت، بمواجهات مع محتجين معترضين على تكليف حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة. وأصيب العسكريين الأربعة، جراء إلقاء عدد من المحتجين الحجارة عليهم، حينما استقدم المحتجون في منطقة كورنيش المزرعة شاحنة تحمل الأتربة لإفراغها وقطع الطريق، رفضاً لتكليف دياب بتشكيل الحكومة الجديدة، ومنعتهم قوى الجيش. ووصلت إلى مكان المواجهات قوة من الجيش اللبناني. وذكرت قناة «الجديد» المحلية أن المحتجين هم من أنصار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وهم يطالبون بعودة الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة.

ولاحقاً، تمكن الجيش من فتح الطريق في منطقة كورنيش المزرعة، بعد تراجع المحتجين. وكان عدد من المحتجين قد قطعوا الطرق، صباح أمس، في بعض مناطق شمال لبنان وشرقه وجنوب بيروت، احتجاجاً على تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة. وقطع المحتجون الطرق الفرعية والرئيسة في مدينة طرابلس، التي شهدت ليلاً مسيرات وقطع طرق واحتجاجات على تكليف حسان دياب بتأليف الحكومة، وأقفلت معظم المؤسسات التربوية أبوابها أمام الطلاب. وتمكنت عناصر الجيش من فتح الطريق البحرية أمام حركة المرور وكذلك بعض الطرق الداخلية في طرابلس. ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر احتجاجات، للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ من التكنوقراط، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين. ويؤكد المحتجون استمرار تحركهم حتى تحقيق المطالب.


مسؤول أميركي يبحث مع عون الوضع في لبنان

أعلن وكيل «الخارجية» الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، في تصريح إثر لقائه رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال عون، أنه في لبنان «بناء على طلب من وزير الخارجية مايك بومبيو، للقاء القادة اللبنانيين من أجل بحث الأوضاع الحالية هنا. وتعكس زيارتي هذه قوة الشراكة بين بلدينا».

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ديفيد هيل، ونقلتها الوكالة الوطنية للإعلام أمس، قال فيها: «إنني هنا لأقوم بتشجيع القادة السياسيين في لبنان على الالتزام وإجراء إصلاحات هادفة ومستدامة، يمكنها أن تقود إلى لبنان مستقر ومزدهر وآمن. لقد حان الوقت لترك المصالح الحزبية جانباً، والعمل من أجل المصلحة الوطنية ودفع عجلة الإصلاحات وتشكيل حكومة تلتزم بإجراء تلك الإصلاحات، وتستطيع القيام بها. ليس لدينا أي دور في قول من الذي ينبغي أن يتولى رئاسة الحكومة وتشكيلها».

وأضاف: «أن الاحتجاجات الجامعة، وغير الطائفية، والسلمية إلى حد كبير على مدى الأيام الـ65 الماضية، تعكس مطلب الشعب اللبناني الطويل الأمد في إصلاح اقتصادي ومؤسساتي، وحكم أفضل، ومن أجل وضع حد للفساد المستشري. إن الولايات المتحدة تدعو، أيضاً، القوى الأمنية إلى مواصلة ضمان سلامة المتظاهرين أثناء مشاركتهم في التظاهرات السلمية، وإلى ضبط النفس من قبل الجميع. فليس هناك مكان للعنف في الخطاب المدني». وأكد أن «الولايات المتحدة تريد للبنان وشعبه، كل شعبه، النجاح، ونحن سنستمر شريكاً ملتزماً في هذا الجهد». بيروت - د.ب.أ

تويتر