روحاني يؤكد انتصار طهران على «مخططات العدو»

المعارضة الإيرانية تدعو إلى اجتماع طارئ بمجلس الأمن لبحث قمع المتظاهرين

إيرانية تسير بجوار مركز تجاري تم إحراقه أثناء الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود. إي.بي.إيه

دعت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، أمس، إلى اجتماع طارئ بمجلس الأمن الدولي، لبحث قمع النظام الإيراني للمتظاهرين بعد تزايد أعداد القتلى والجرحى، فيما أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس، انتصار إيران على «مخططات العدو».

وتفصيلاً، قالت مريم رجوي، في تغريدة على حسابها بموقع «تويتر»: «نظراً إلى الأعداد المتزايدة للشهداء والجرحى في أرجاء إيران، أدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن يوجّه مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع طارئ في ما يخص جرائم خامنئي وحرسه في طهران».

والإثنين الماضي، قالت رجوي إن السلوك العنيف للنظام الحاكم في التعامل مع التظاهرات، المنددة بارتفاع أسعار البنزين، خلال الأيام الماضية، يعد جريمة ضد الإنسانية.

وطالبت رجوي، في تصريحات لها، المجتمع الدولي بمعاقبة عناصر النظام الحاكم لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، ودعم مطالب الشعب الإيراني.

ودخلت التظاهرات في إيران، أمس، يومها السادس؛ احتجاجاً على رفع أسعار البنزين بنسبة 300%، وامتدت إلى 65 مدينة في 25 محافظة بجميع أنحاء البلاد.

في المقابل، قال الرئيس، حسن روحاني، فيما كان التلفزيون الرسمي يعرض مقاطع لمسيرات مؤيدة للحكومة، إن «الشعب الإيراني بدد مخططات العدو في حوادث مختلفة، وهذه المرة نجح أيضاً في إفشال مخططات العدو، وإحباط مؤامرات أولئك الذين فرضوا العقوبات القصوى في السنتين الماضيتين».

واندلعت التظاهرات في إيران، مساء الجمعة، بعد ساعات من الإعلان عن إصلاح في طريقة الدعم على الوقود، وهو تعديل يهدف إلى مساعدة من هم أكثر حاجة، لكن يترافق مع رفع كبير لأسعار البنزين، في ظل أزمة اقتصادية حادة تعانيها البلاد. وامتدت التظاهرات سريعاً إلى 40 مدينة ومنطقة أخرى، من بينها طهران، وأحرقت خلالها محطات للوقود، وهوجمت مراكز للشرطة ومجمعات تجارية ومساجد ومبانٍ عامة.

وأكدت السلطات مقتل خمسة أشخاص، هم أربعة من قوات الأمن ومدني، فيما أشارت منظمة العفو الدولية، أول من أمس، إلى تقارير عن «مقتل 106 متظاهرين على الأقل»، وأعربت الأمم المتحدة عن خشيتها من احتمال مقتل «عشرات» الأشخاص.

ويبقى من الصعب تقييم الوضع بشكل فعلي في البلاد، نتيجة انقطاع الإنترنت المتواصل منذ أربعة أيام.

وأضاف روحاني، أمس، أن «القليل ممن نزلوا إلى الشوارع في الأيام الأخيرة، كانوا من مثيري الشغب».

وقال أيضاً «رأيتم في الأيام الأخيرة تظاهرات هائلة (شعبية) عفوية في عدة مدن»، معتبراً أن هذه التظاهرات «الدليل الأقوى على قوة الأمة الإيرانية».

وأضاف أن «إيران أظهرت للعالم يقظتها ووعيها (الذاتي)، ووحدتها وتضامنها مع النظام السياسي بأكمله».

ومساء أول من أمس، أعلن المرشد الإيراني، علي خامنئي، في خطاب بثه التلفزيون أن إيران «فرضت التقهقر على العدو في ميادين الحرب العسكرية والسياسية والأمنية».

وأكد خامنئي «دحرنا العدو خلال الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة»، مشيراً إلى أن الاضطرابات التي شهدتها البلاد لم تكن ناتجة عن حراك شعبي.

وطالت التظاهرات عشرات المدن الإيرانية الكبرى، وكذلك البلدات الأصغر التي يبلغ عدد سكانها عشرات الآلاف، وسرعان ما تخللتها أعمال شغب.

وقالت منظمة العفو الدولية من جهتها، إنه «وفقاً لتقارير موثوقة فإن 106 متظاهرين على الأقل قتلوا في 21 مدينة»، لكن أضافت أن «حصيلة القتلى الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو 200 متظاهر».

تويتر