ترامب يهاجم بايدن بعنف.. ورئيس فنلندا يتابع في صمت ودهشة

هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب المهدد بإجراءات عزل بعنف نائب الرئيس السابق جو بايدن خصمه الديموقراطي المرجح في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2020، ووسائل إعلام وصفها بالفاسدة وبرلمانيين اتهمهم ب«الخيانة».

وشن ترامب الذي بدا متوترا جدا، هجماته بحضور الرئيس الفنلندي سولي نينيستو الذي تابع تصريحاته بصمت وقد بدت عليه الدهشة.

وتجنب الرئيس الأميركي الرد على العديد من الأسئلة المتعلقة بملف القضية الأوكرانية، من طلبه من نظيره فولوديمير زيلينسكي التحقيق حول نشاطات جو بايدن ونجله هانتر.

واكتفى ترامب بالقول في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي الذي بدا غير مرتاح في بعض اللحظات «كانت محادثات رائعة».

وأضاف الرئيس الأميركي «أكن احتراما كبيرا للمبلغين لكن فقط عندما يكونون صادقين»، في إشارة إلى المخبر الذي يقف وراء إجراءات العزل التي أطلقها مجلس النواب الأميركي ولم تكشف هويته.

وكان الديموقراطيون المصممون على إبقاء الضغط، هددوا الأربعاء بإجبار البيت الأبيض على تسليمهم الوثائق التي يريدونها. وقد أعلنوا أنهم سيوجهون الجمعة إنذارا قضائيا إلى السلطة التنفيذية إذا لم تمتثل طوعا لطلبهم حتى ذلك الوقت.

وقال آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب التي تتمتع بنفوذ كبير «نحن لا نمزح. لا نريد أن يطول هذا الوضع لأشهر كما يبدو من استراتيجية الحكومة».

وسيتذكر الرئيس الفنلندي سولي نينيستو على الأرجح زيارته إلى البيت الأبيض في أحد أيام أكتوبر 2019 لفترة طويلة، ليس لجمال المكان بل للتصريحات العنيفة التي اطلقها مضيفه.

ووقف الرئيس الفنلندي صامتا وقد بدت عليه الدهشة من التصريحات الفوضوية التي أطلقها ترامب بتوتر.
وبعد تصريحات مقتضبة أدلى بها نينيستو، قال ترامب في مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض «إنه رجل قليل الكلام وأحب هذه الصفة فيه».

ثم انطلق في ما يشبه حوارا مع نفسه، عدوانيا وغير مترابط. وقال إن «ما يحدث إهانة!»، مشيرا إلى أن «هناك وسائل إعلام فاسدة في هذا البلد!».

وأضاف «حاولوا عزلي منذ اليوم الذي انتُخِبت فيه. أتعلمون ماذا؟ لقد فشلوا!».

وأشار ترامب إلى أن «كلّ هذه القضيّة تدور حول محادثة بسيطة!»، في إشارة منه إلى المكالمة الهاتفيّة التي أجراها مع نظيره الأوكراني.

وأدرك ترامب فجأة أنه نسي وجود ضيفه، فتوقف والتفت إليه قائلا «إني آسف لإزعاجكم بذلك ويجب أن يقال الكثير».
ولم يبد الرئيس الفنلندي أي رد فعل، فاستأنف ترامب حديثه قائلا إن «نجل (جو) بايدن فاسد، وبايدن فاسد. بايدن لم يكُن يوماً رجلاً ذكيّاً، وهو أقل ذكاءً اليوم».

ثم انطلق لمهاجمة الصحافيين في صحيفة «واشنطن بوست» الذين اتهمهم بتأليف كتاب «غير نزيه» عن سياسته في مجال الهجرة. ويفيد هذا الكتاب أن ترامب فكر في حفر خنادق ووضع تماسيح فيها لمنع المهاجرين من عبور الحدود التي تفصل بين المكسيك والولايات المتحدة.

وصرح ترامب «لم أقل ذلك يوما ولم أفكر به!»، بعد تغريدة صباحية كتب فيها «قد أكون قاسيا بشأن أمن الحدود لكن ليس إلى هذا الحد. الصحافة أصيبت بالجنون. أخبار كاذبة!».

وفي أوج حالة الغضب هذه، حاول صحافي فنلندي أن يطرح سؤالا عل ترامب. ماذا يمكن لرئيس الولايات المتحدة أن يتعلم من فنلندا التي تقول الأمم المتحدة إنها أسعد بلد في العالم؟.

ورد ترامب «عندما نكون قد تخلصنا من (رئيسة مجلس النواب نانسي) بيلوسي و(آدم) شيف. وأضاف ملتفتا إلى نينيستو أن»فنلندا بلد سعيد (...) وهو رئيس سعيد«، ما أثار حيرة واضحة لدى الصحافيين.

بعيد ذلك وفي مؤتمر صحافي في»القاعة الغربية«الفخمة، تركزت كل أسئلة الصحافيين على إجراءات الاتهام والعزل. وشن ترامب هجوما عنيفا على وسائل الإعلام.

وأصر صحافي أميركي على سؤال: على ماذا كان يريد الحصول من نظيره الأوكراني عندما طلب منه التحقيق بشأن بايدن؟.

وفقد ترامب هدوءه. وقال»الرئيس الفنلندي موجود هنا، اطرحوا عليه سؤالا واحدا! لا تكونوا غير مهذبين!«.

وردا على سؤال عن تصريحاته التي لا تصدر عن رئيس عادة في الأيام الأخيرة بعدما تحدث عن»انقلاب«واتهم الديموقراطيين بإضاعة الوقت ب»أمور تافهة«، أكد ترامب»إني أختار كلماتي بعناية كبيرة«.

ويرى بن رودس الذي كان مستشارا قريبا من الرئيس السابق باراك أوباما أن هذا اليوم الفريد من نوعه»وانهيار«الرئيس الأميركي»أمام أعين العالم بأسره«يثير سؤالا وحيدا هو»هل يعتقد الجمهوريون بصدق أن ترامب يملك إمكانيات شغل أقوى منصب في العالم؟".

تويتر