القاهرة تبذل جهوداً لرفع اسم الخرطوم من «قائمة الإرهاب»

البرهان يؤكد أزلية ومتانة العلاقات السودانية المصرية ويكشف خطة إعادة هيكلة أجهزة أمنية

حمدوك خلال استقباله شكري في الخرطوم. أ.ف.ب

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أمس، متانة وأزلية العلاقات السودانية المصرية، وتطورها على المستويات كافة، وكشف عن خطة لإعادة هيكلة أجهزة أمنية سودانية، فيما أكدت مصر أنها تبذل جهوداً لرفع اسم السودان من «قائمة الإرهاب».

وتفصيلاً، أشار البرهان، لدى لقائه بمكتبه بالقصر الجمهوري، أمس، وزير الخارجية المصري، سامح شكري، وفق وكالة الأنباء السودانية (سونا)، إلى الروابط التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين.

وأكد شكري في تصريحات، عقب اللقاء، خصوصية العلاقات بين البلدين، وقال إن المباحثات بين الجانبين تناولت مجمل العلاقات الثنائية، وضرورة تفعيل آليات العمل المشترك كافة، واللجان الفنية بين البلدين.

من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية، أسماء محمد عبدالله، أن المباحثات إيجابية وجرت في أجواء أخوية، حيث تم الاتفاق على استمرار التعاون بين البلدين في كل المجالات، وتفعيل عمل اللجان الفنية المشتركة بين الخرطوم والقاهرة.

من جانبه، صرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المُستشار أحمد حافظ، بأن الوزير شكري استهل اللقاء بنقل رسالة دعم للسودان من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مُعرباً عن تقدير القاهرة لنجاح السودان في الانتقال بشكل سلس إلى المرحلة الجديدة، وبدء مسار العمل الحقيقي نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني.

وأوضح المتحدث أن اللقاء تناول آليات تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أعرب الوزير شكري عن اهتمام مصر بدفع مسار التعاون مع السودان في مجالات التنمية كافة إلى آفاق أرحب، وعلى رأسها مجالات التعليم والصحة والربط الكهربائي، وبناء القدرات وتبادل الخبرات، بما يُحقق مصالح البلدين، ويُلبي تطلعات وآمال شعبيّ وادي النيل في الرخاء والتنمية. كما تناول اللقاء عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ملف مفاوضات سد النهضة.

وفي وقت سابق، أكد شكري، أن بلاده تبذل جهوداً لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وخلال مؤتمر صحافي له مع نظيرته السودانية، أسماء عبدالله، أمس، أكد الوزير المصري أن ما حققه الشعب السوداني من تغيير هو مثل يُحتذى به.

وأوضح أنه دعا وزيرة الخارجية السودانية لزيارة القاهرة، معرباً عن سعادته لكونه أول مسؤول يزور الخرطوم بعد أداء الحكومة الانتقالية اليمين الدستورية.

وبدأ الوزير المصري أول زيارة رسمية لوزير خارجية عربي وأجنبي إلى الخرطوم، بعد أداء الحكومة السودانية الجديدة اليمين الدستورية.

من جانبها، أكدت أسماء عبدالله أنها اتفقت مع نظيرها المصري على تفعيل جميع اللجان المشتركة بين البلدين.

وأشارت إلى أن محادثاتها مع الجانب المصري كانت إيجابية، ونابعة من العلاقة الطيبة بين شعبي البلدين.

كان شكري قد بحث مع عدد من المسؤولين السودانيين، عدداً من الملفات المشتركة بين البلدين، كان أبرزها مفاوضات «سد النهضة» الإثيوبي.

واستهلّ شكري زيارته إلى الخرطوم بلقاء نظيرته السودانية أسماء عبدالله، حيث تناولا سُبل دفع مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.

وأكد دعم مصر الكامل للسودان، خلال المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى حرص ودعم القاهرة المُستمر للخرطوم في هذا الشأن، وآخرها خطوة إنهاء تعليق عضوية السودان داخل الاتحاد الإفريقي أخيراً.

وتناول اللقاء آليات تعزيز مسار التعاون الثنائي، وتحديداً في مجالات الصحة والتعليم، وتوفير الخدمات الأساسية، لاسيما في مجال الربط الكهربائي.

وتضمن اللقاء تبادل وجهات النظر والتنسيق تجاه عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المُشترك، وعلى رأسها مسألة مياه النيل، ومفاوضات سد النهضة، وقضايا السلم والأمن الإقليمي، والبحر الأحمر.

وعقب ذلك، التقى رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، وزيرَ الخارجية المصري، حيث بحثا آليات تعزيز مجالات التعاون الثنائي.

وتطرق اللقاء إلى بحث أنشطة اللجان الفنية المُشتركة، ومن بينها اللجنة القنصلية، والهيئة العُليا لمياه النيل، ولجنة النقل النهري، واللجنة المشتركة في مجال السلع الغذائية، إضافة إلى مفاوضات سد النهضة.

وعلى صعيد آخر، أكد الوزير شكري، خلال اللقاء، تضافر الجهود مع الأشقاء بالسودان في مواجهة أزمة السيول الأخيرة، موضحاً أنه يجري العمل على قيام مصر بإرسال مساعدات لتخفيف الأعباء عن مُتضرري السيول.

وكان البرهان، كشف خطة الخرطوم لإعادة هيكلة أجهزة أمنية، خلال المرحلة الانتقالية، حيث قال في تصريحات لـقناة «سكاي نيوز عربية»، أمس، إنه «تم الشروع في إعادة هيكلة كل القوات، وإعادة النظر في قوانينها، خصوصاً جهاز أمن المخابرات الوطني»، مضيفاً: «القوات المسلحة لها واجبات محددة، والضامن هو الشعب السوداني».

وقال إن «الجميع يعمل على تحقيق حلم الشعب السوداني في الحكم الديمقراطي»، وذلك بعد يوم واحد من إعلان تشكيلة حكومة عبدالله حمدوك.

وأوضح البرهان، أن «الجميع في مجلسي الوزراء والسيادة تعهدوا العمل على تحقيق حلم الشعب السوداني في الحكم الديمقراطي»، مشدداً على أن «المرحلة المقبلة ستشهد انفتاحاً كبيراً».

تويتر