تشييع عناصر الشرطة الثلاثة الذين قُتلوا بانفجارين في غزة. إي.بي.إيه

غضب فلسطيني بعد إزالة الخارجية الأميركية «الأراضي الفلسطينية» من موقعها الإلكتروني

أعرب مسؤولون فلسطينيون عن غضبهم بعدما أزال الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأميركية صفحة خاصة بالأراضي الفلسطينية من لائحته للبلدان والمناطق، في أعقاب سلسلة من الإجراءات المؤيدة لإسرائيل من قبل إدارة الرئيس، دونالد ترامب، فيما تشهد غزة حالة استنفار بعد مقتل ثلاثة شرطيين بانفجارين.

ولم يعد الموقع الرسمي للوزارة يضم مدخلاً منفصلاً للسلطة الفلسطينية. وتظهر نسخة من الأرشيف من الموقع الإلكتروني في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما (2009-2017)، أن «الأراضي الفلسطينية» كانت مدرجة على لائحة البلدان والمناطق في الصفحة الافتتاحية وفي قسم مكتب الشرق الأدنى.

ورداً على سؤال حول المسألة، قلّلت مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية من أهمية هذا التغيير على الموقع الإلكتروني للوزارة. وقالت إنّ «الموقع قيد التحديث ولم يطرأ أي تغيير على سياستنا»، لكنها لم توضح ما إذا كان الموقع، الذي خضع لإعادة تصميم في الآونة الأخيرة، سيتضمن مجدداً مدخلاً منفصلاً للأراضي الفلسطينية.

وشكّك مسؤولون فلسطينيون في إمكانية ألا يكون هذا التغيير - الذي جاء بعد حذف مصطلح «الأراضي المحتلة» من بعض الوثائق الأميركية، وآمال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في ضم جزء كبير من الضفة الغربية - متعمداً.

وبعد اجتماع ترأسه رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، الاثنين الماضي، أكدت الحكومة الفلسطينية أن هذه الخطوة «تؤكد التحيز الأميركي تجاه إسرائيل»، وقالت إن هذا التحول «لا يمكن أن يتجاهل الحقوق الفلسطينية، وهو ما اعترفت به دول العالم بالإجماع»، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن شطب مصطلح الأراضي الفلسطينية «لا يتعلق بالمصالح القومية للولايات المتحدة، إنما يتعلق بتقدم جدول أعمال مجلس المستوطنين الإسرائيليين»، وأضاف أن «قرار عدم رؤية الحقيقة لا يعني إلغاء وجودها».

أما سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد أوباما، دان شابيرو، فقد وصف التغيير في الموقع الإلكتروني للوزارة بـ«الجنون».

وكتب على «تويتر»: «لن يذهب الفلسطينيون إلى أي مكان آخر، المصالح الأميركية تتطلب التعامل معهم، وإسرائيل نفسها لاتزال تتعاون مع السلطة الفلسطينية بطرق مختلفة».

من جهة أخرى، غيّرت وزارة الخارجية الأميركية بعض العبارات في تقاريرها، ولم تعد تتحدث عن «أراضٍ محتلة».

وأعلنت السلطة الفلسطينية، منذ أشهر، أنها لم تعد تعتبر الولايات المتحدة وسيطاً نزيهاً في عملية السلام، ورفضت مبادرات السلام التي يطرحها ترامب، كما قاطعت مؤتمراً في يونيو الفائت في البحرين، سعى إلى تنمية الأراضي الفلسطينية.

يأتي ذلك في وقت شهد قطاع غزة «حالة استنفار»، إثر انفجارين أوديا بحياة ثلاثة شرطيين في القطاع، وفق ما أفاد مسؤولون فلسطينيون في القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس».

ولم تحدد السلطات في غزة طبيعة الانفجارين، بينما قال الجيش الإسرائيلي، الذي قصف موقعا لـ«حماس»، أول من أمس، إثر إطلاق صاروخ من القطاع، إنه لم يشنّ أي غارة الليلة قبل الماضية.

وقال شهود فلسطينيون لوكالة «فرانس برس» إنه لم تكن هناك طائرات تحلق فوق المكان عند وقوع الانفجارين. وذكر شهود آخرون أن أحد الانفجارين نفذه «انتحاري»، لكن لم يؤكد أي مصدر رسمي هذه المعلومات.

وذكر بيان لوزارة الصحة التابعة لـ«حماس» أن شرطيين قتلا في «انفجارين استهدفا حاجزين للشرطة» بمدينة غزة، في وقت متأخر من ليل أول من أمس.

وصباح أمس، أفادت وزارة الداخلية التابعة لحركة «حماس» بارتفاع حصيلة القتلى إلى ثلاثة شرطيين.

الأكثر مشاركة