بومبيو يصف نهج طهران بـ«قرصنة دول» وينتقد «تاريخها الطويل من الكذب»

ترامب ينفي ادعاءات إيران باعتـقال جواسيس للمخابرات الأميركية

السفينة ستينا إمبيرو التي استولت عليها إيران والتي ترفع العلم البريطاني وعلى متنها 23 فرداً. رويترز

نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، الادعاءات الإيرانية بشأن اعتقالها جواسيس من وكالة المخابرات المركزية، واصفاً تلك التقارير بأنها «باطلة»، فيما رد وزير خارجيته مايك بومبيو، بأن إيران «لديها تاريخ طويل من الكذب». وأضاف أنه يرى الأفعال الإيرانية بمثابة «قرصنة دول»، رداً على اختطاف طهران للسفينة البريطانية. وفي تغريدات له عبر «تويتر»، أكد ترامب أن إيران تروج الأكاذيب، وتهدف من ادعاءاتها باعتقال جواسيس من وكالة المخابرات المركزية لإحداث ضجة إعلامية لا أكثر.

وشدد الرئيس الأميركي على أن اقتصاد النظام الإيراني ينهار ووضعه يزداد سوءاً بمرور الأيام.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أمس، أن طهران ألقت القبض على 17 جاسوساً يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وصدرت أحكام على بعضهم بالإعدام. ونقل التلفزيون الرسمي عن وزارة الاستخبارات أنها فككت شبكة التجسس التابعة للمخابرات الأميركية واعتقلت 17 مشتبهاً بهم.

ونسبت وكالة أنباء فارس إلى مسؤول بالوزارة قوله إن بعض المعتقلين حُكِم عليهم بالإعدام.

وقال مدير دائرة مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات الإيرانية للصحافيين، دون الكشف عن اسمه، إنه «تم تفكيك شبكة تجسس لـ(سي آي إيه) بنجاح في 18 يوليو»، مضيفاً أنه «حكم على البعض ممن خانوا وطنهم عن سابق قصد وتعمد بالإعدام، وعلى البعض الآخر بالسجن فترات طويلة».

وذكر المسؤول أن المشتبه بهم «تم توظيفهم في مراكز حساسة وحاسمة، وكذلك في قطاعات خاصة على ارتباط بهذه المراكز، للعمل كمقاولين أو مستشارين».

وأوضح أنه تم التعرف إلى 17 مشتبهاً بهم، جميعهم من الإيرانيين الذين تحركوا بشكل مستقل عن بعضهم بعضاً.

وأشار إلى تجنيد بعضهم بإيقاعهم في «فخ التأشيرة» الذي تنصبه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للإيرانيين الراغبين في السفر إلى الولايات المتحدة.

وقال مدير مكافحة التجسس: «تم الاتصال ببعضهم لدى تقدمهم للحصول على تأشيرة، بينما حصل آخرون على تأشيرات من قبل وكانوا يتعرضون لضغوط من قبل وكالة الاستخبارات المركزية لتجديدها».

وأعلنت إيران الشهر الماضي أنها فككت شبكة تجسس مرتبطة بوكالة «سي آي إيه»، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن مسؤول بوزارة الاستخبارات أنه «بناء على أدلة في أجهزة الاستخبارات الأميركية، عثرنا أخيراً على المجندين الجدد الذين جندهم الأميركيون، وفككنا شبكة جديدة».

وأفادت الوكالة بأن طهران نفذت العملية بالتعاون مع «حلفاء أجانب»، دون تسمية أي دولة.

وتأتي هذه الأنباء وسط توتر غير مسبوق بين إيران من جهة، وبين أميركا وبريطانيا، على خلفية استهداف وخطف ناقلات نفط، وتهديد طهران للملاحة الدولية عبر مضيق هرمز.

وتتربع إيران على عرش صدارة سجلات وقائع إعدام الأطفال والمعارضين وكذلك النساء، بينما شرعت نحو 160 دولة حول العالم في إلغاء عقوبة الإعدام أو تعطيل العمل بها فعلياً.

وحطمت طهران الرقم القياسي لحالات الإعدام في العالم عام 2017 بتنفيذ 50% من الإعدامات المسجلة دولياً، كونها تستخدم عقوبة الإعدام وسيلة للقمع داخلياً بسبب تصاعد السخط الشعبي.

من جانبه، قال مايك بومبيو، إن إيران لديها تاريخ طويل في الكذب. جاء ذلك تعقيباً على إعلان طهران توقيف 17 جاسوساً يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية، حيث نقلت وكالة «رويترز» عن بومبيو قوله: «لا يمكنني التعليق الآن على مزاعم إيران باعتقال جواسيس، لكن لها تاريخ طويل في الكذب».

وفي تصريحات لقناة «فوكس نيوز» الأميركية، أمس، شدد بومبيو على أن واشنطن «لا تريد حرباً مع إيران».

وأكد أن الإدارات الأميركية السابقة أبرمت صفقات سيئة مع إيران ولم تفعل شيئاً لوقف اختبارات كوريا الشمالية النووية.

وحول أزمة الناقلة التي تحتجزها طهران، قال متحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، إن بريطانيا دعت إيران، أمس، إلى الإفراج فوراً عن الناقلة، ستينا إمبيرو، التي ترفع علم بريطانيا، وطاقمها، واصفة احتجازها في مضيق هرمز بأنه غير قانوني.

وجاء ذلك في اجتماع أزمة بشأن ناقلة النفط التي تحتجزها إيران، برئاسة ماي.

وقال المتحدث باسم ماي للصحافيين: «تم احتجاز السفينة تحت ذريعة زائفة وغير قانونية، ويجب على الإيرانيين الإفراج عنها وعن طاقمها فوراً».

وعلق يومبيو على هذه الأزمة قائلاً إن «بريطانيا تتحمل مسؤولية الحفاظ على سفنها»، مضيفاً أنه لا يتعين أن تعمل الولايات المتحدة بمفردها للحفاظ على سلامة السفن، بعد الاستيلاء على ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز.

وقال بومبيو إن «الولايات المتحدة عليها مسؤولية الاضطلاع بدورها، لكن العالم عليه دور كبير في هذه المسألة للحفاظ على استمرار فتح مسارات الملاحة البحرية». وأضاف أنه يرى الأفعال الإيرانية بمثابة «قرصنة دول».

وتدرس بريطانيا خيارات عدة لزيادة الضغط على إيران، لكن مسؤولين يقولون إن الخيار العسكري غير مطروح.

كما تسعى بريطانيا للحصول على دعم دبلوماسي وتشغيلي من الحلفاء الأوروبيين الرئيسين في محاولة لإبقاء مضيق هرمز مفتوحاً لسفن الشحن التابعة لها.

يذكر أن إيران كانت قد استولت على السفينة، ستينا إمبيرو، التي ترفع العلم البريطاني وعلى متنها 23 فرداً مساء الجمعة.

من جهتها، أعلنت غرفة الشحن البريطانية، أول من أمس، أن استيلاء إيران على الناقلة انتهاك للقانون الدولي.

تويتر