الإمارات والسعودية وبريطانيا وأميركا تشدّد على خطر إيران.. وترامب يفرض عقوبات مشددة تستهدف خامنئي

محمد بن زايد وبومبيو يؤكدان أهميــة العمل المشترك في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنـطقـــة

محمد بن زايد خلال استقباله بومبيو. وام

بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، في أبوظبي، مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، علاقات التعاون بين البلدين والتطورات الإقليمية. وفي وقت عبّرت اللجنة الرباعية التي تضم كلاً من الإمارات والسعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، في بيان لها، عن قلقها بشأن التوتر المتصاعد في المنطقة والخطر الذي يشكله النشاط الإيراني المُزعزع للسلام والأمن في اليمن والمنطقة بأسرها، بما في ذلك الهجمات على ناقلات النفط في الفجيرة بتاريخ 12 مايو، وفي خليج عُمان بتاريخ 13 يونيو، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، على قرار تنفيذي جديد بفرض عقوبات جديدة على إيران، تستهدف المرشد الإيراني علي خامنئي.

وتفصيلاً، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الأميركي، وبحث معه علاقات التعاون بين البلدين والتطورات الإقليمية، وعلاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

واستعرض الجانبان خلال اللقاء الذي حضره سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي؛ مجالات التعاون القائمة ومستوى التنسيق والعمل المشترك بينهما في مختلف الجوانب، وسبل تنميتها بما يخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين وشعبيهما الصديقين.

- اللجنة الرباعية تعبّر عن دعمها الكامل للسعودية، وتدعو إلى الوقف الفوري لهجمات الحوثيين.

كما تبادل سموه ووزير الخارجية الأميركي وجهات النظر بشأن عدد من القضايا وتطورات الأحداث الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها وخاصة التطورات الأخيرة التي تقوض أمن واستقرار المنطقة وسلامة الملاحة البحرية الدولية، مؤكدين أهمية التعاون والعمل المشترك بين البلدين في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، والتعامل مع مختلف التحديات التي تواجهها.

وفي وقت سابق أمس، قالت اللجنة الرباعية إن الهجمات على ناقلات النفط «تهدد الممرات البحرية الدولية التي نعتمد عليها جميعاً لشحن بضائعنا، ويجب السماح للبواخر وأطقمها أن تبحر في المياه الدولية بأمان، وندعو إيران إلى إيقاف أي عمل يهدد استقرار المنطقة، ونحثُّ على إيجاد حلول دبلوماسية تخفّض من حدة التوتر».

وأشارت اللجنة إلى التوتر الأخير المتمثل في هجمات الحوثيين على السعودية مستخدمين صواريخ وطائرات مُسيّرة إيرانية الصنع والتجهيز، ودانت على وجه الخصوص الهجوم الذي نفذه الحوثيون على مطار أبها المدني بتاريخ 12 يونيو الذي نتج عنه إصابة 26 مدنياً.

وأضافت اللجنة: «نعبّر عن دعمنا الكامل للمملكة العربية السعودية، وندعو إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات التي ينفذها الحوثيون المدعومون من إيران».

كما عبر أعضاء اللجنة الرباعية عن قلقهم من أنه قد تم إرغام برنامج الغذاء العالمي على تعليق إيصال الغذاء إلى صنعاء نتيجة تدخلات الحوثيين في عملية إيصال المساعدات، ودعوا الحوثيين إلى الرفع الفوري لجميع القيود المفروضة على وكالات المساعدات، وذلك لضمان إيصال مساعدات لإنقاذ الحياة إلى أولئك اليمنيين الأكثر عوزاً.

وتابعت اللجنة: «نعيد تأكيد التزامنا بالعملية السلمية اليمنية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، ونُعبّر عن دعمنا الكامل للمبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث».

وفي هذا الصدد، حثت اللجنة جميع الأطراف اليمنية على الانخراط البناء مع المبعوث الخاص، وذلك للتسريع في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في استوكهولم، وطالبت الحوثيين بتقديم التسهيلات الكاملة للبعثة الأممية الداعمة لتنفيذ اتفاقية الحديدة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والآلية الأممية للتحقق والتفتيش وعدم إعاقة تحركاتهم.

ودعت اللجنة الرباعية الأطراف اليمنية إلى المشاركة البناءة في اللجنة المشتركة لإعادة التموضع، وذلك لتسريع تنفيذ اتفاقية الحديدة التي تتضمن الاتفاق على مفهوم العمليات، والرقابة الثلاثية، كما أن هناك حاجة إلى الانخراط البنّاء في قضايا الأمن المحلي، كما طالبت اللجنة الحوثيين بالانسحاب الكامل من موانئ الحديدة وراس عيسى والصليف، وننتظر من مجلس الأمن الدولي مراجعة التقدم في هذا المجال خلال اجتماعه بتاريخ 17 يوليو.

واعتبرت اللجنة الرباعية أن تنفيذ اتفاق استوكهولم سيوفر فرصة للبدء في عملية سياسية شاملة قد تفضي إلى اتفاق سياسي دائم ينهي الصراع في اليمن.

وفي واشنطن، وقع الرئيس ترامب، أمس، عقوبات مشددة على إيران تستهدف خصوصاً مرشد النظام الإيراني علي خامنئي.

وجاءت العقوبات بعد إسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة أميركية مسيرة فوق مضيق هرمز قبل أيام.

وقال ترامب لدى توقيعه الأمر التنفيذي إن العقوبات المشددة تستهدف مرشد النظام الإيراني علي خامنئي، وإن بلاده تريد وقف رعاية إيران للإرهاب.

وأضيف ثمانية من قادة الحرس الثوري الإيراني إلى اللائحة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية، كما جمدت واشنطن، وفقاً للقرار، مزيداً من الأصول الإيرانية بمليارات الدولارات.

وأوضح ترامب أن الحزمة الجديدة من العقوبات كانت ستفرض على إيران بغض النظر عن إسقاط الطائرة الأميركية.

وأكد أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، لكنه في الوقت ذاته قال إن بلاده لا تسعى للحرب.

وفي وقت سابق، قال ترامب في تغريدة في حسابه على موقع «تويتر» أمس: «ما نطلبه من إيران سهل جداً، لا أسلحة نووية ولا مزيد من رعاية الإرهاب».

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، بعد لقائه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في قصر السلام بجدة، أنه ناقش مع العاهل السعودي تصاعد التوتر في المنطقة والحاجة إلى تعزيز الأمن في مضيق هرمز، مؤكداً أن أمن وحرية الملاحة مسألة أساسية.

وحسب وكالة «واس»، فإن اللقاء استعرض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، إضافة إلى مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها.

بعد ذلك، التقى بومبيو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على غداء عمل. وكان بومبيو أكد في وقت سابق، أنه سيتحدث مع قادة منطقة الخليج العربي، فضلاً عن مسؤولين في آسيا وأوروبا، استعداداً لبناء تحالف دولي ضد إيران. في المقابل، قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، أمس، إن الهجمات الإلكترونية الأميركية على أهداف إيرانية لم تكن ناجحة.

جاء ذلك، بعد تقارير تفيد بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شنت هجوماً إلكترونياً تم التخطيط له منذ فترة طويلة، لتعطيل أنظمة إطلاق الصواريخ في البلاد.

من جانبها، قالت روسيا، أمس، إن العقوبات الجديدة التي أعلنت الولايات المتحدة فرضها على إيران غير قانونية، متعهدة بالتصدي لها. وخلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الكشف عن الإجراءات التي قد تتخذها روسيا للتصدي للعقوبات الأميركية.

ونقلت وكالات أنباء روسية، أمس، عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية قوله إن روسيا وشركاءها سيتخذون خطوات للتصدي للعقوبات الجديدة.


هوك: العقوبات أجبرت إيران على خفض إنفاقها العسكري

قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك، أمس، إن العقوبات الأميركية على إيران أجبرتها على خفض إنفاقها العسكري. لافتاً إلى أن العقوبات وسوء إدارة إيران للاقتصاد يضعفان وكلاءها في المنطقة.

وأشار مجدداً إلى أن الرئيس ترامب مستعد للجلوس مع إيران للحوار والتفاوض، نافياً وجود قناة خلفية دبلوماسية للتفاوض مع إيران.

وقال «على إيران أن تقابل الدبلوماسية بالدبلوماسية وليس بالإرهاب».

وأكد المبعوث الأميركي الخاص بإيران أن طهران أكثر عزلة دبلوماسياً من الفترة التي سبقت انسحاب واشنطن من اتفاق فيينا.

في السياق نفسه، حذر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، إيران من مزيد من العقوبات إذا واصلت «سياساتها العدوانية».

وأضاف الجبير في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية نشرت أمس: «إيران تقع اليوم تحت عقوبات اقتصادية شديدة. هذه العقوبات ستزيد. إذا واصلت إيران سياساتها العدوانية فستدفع الثمن». عواصم - وكالات

 

تويتر