«طوفان الكرامة» مستمرة ضد الميليشيات

حفتر: مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة بعد تحرير طرابلس

حفتر أكد أن العملية العسكرية تستهدف تصحيح أوضاع أمنية مستعصية. أرشيفية

أكد قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، أن هناك مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة بعد تحرير طرابلس، واعتبر أن حل الأزمة الليبية لن يكون فقط عن طريق العملية العسكرية «طوفان الكرامة»، التي يقودها الجيش ضد ميليشيات طرابلس، فيما سيطر الجيش الليبي على معسكر النقلية، ويتقدم نحو مركز طرابلس.

وقال حفتر في مقابلة مع صحيفتي «العنوان» و«المرصد» الليبيتين، أجراها من مرتفعات الرجمة جنوب مدينة بنغازي، ونشرت أمس، إن «السلطات الليبية تريد من الأوروبيين تفهم رغبة الشعب الليبي في تغيير واقعه، والخروج من الأزمة، التي تبدأ من محاربة الإرهاب وتفكيك الميليشيات، وإنهاء مرحلة اغتصاب السلطة دون تفويض من الناس».

لكن لدى سؤاله عن إمكانية نجاح تغيير الواقع عبر عملية «طوفان الكرامة» في طرابلس فقط، أجاب حفتر قائلاً: «لا، فالحل لابد أن يكون عبر المسار السياسي، وبمشاركة كل الليبيين. العملية العسكرية تستهدف تصحيح أوضاع أمنية مستعصية عجزت كل السبل السياسية عن معالجتها، من وجود القيادات الإرهابية ونشاطها في تجنيد خلايا داخل طرابلس، إلى وجود وانتشار الميليشيات وسيطرتها على أموال الشعب الليبي في مصرف ليبيا المركزي هناك، وممارستها للحرابة والخطف والابتزاز، إلى تنامي نشاط الجماعات الإجرامية وعصابات الجريمة المنظمة والمتاجرة في البشر، وتهريب النفط والمحروقات، وحتى جماعات الإسلام السياسي التي عطلت الحياة السياسية، وأفسدت مناخها، بل وصلت بها الأمور إلى تنفيذ أجندات خارجية تتعارض مع مصالح الشعب الليبي تماماً».

وأضاف قائد الجيش: «هذا الجزء باختصار هو المستهدف من العملية العسكرية، وما عدا ذلك سيجد له الشعب الليبي الحلول، عبر الحوار والنقاش بوسائل سلمية وسياسية وديمقراطية».

وتحدث حفتر عن مجريات عملية «طوفان الكرامة» التي بدأها الجيش قبل نحو ثلاثة أشهر، قائلاً: «الوضع ممتاز، وأدعو الشعب الليبي إلى عدم الالتفات إلى ما يشاع من أننا قد نتراجع أو حتى نفكر في التوقف في هذه المرحلة، فلن تتوقف العملية العسكرية قبل أن تنجز كل أهدافها».

وأضاف: «معنويات الجيش مرتفعة وقادته يعرفون جيداً أنهم يقومون بمهمة وطنية كبيرة وتاريخية، والأوامر لديهم واضحة وصريحة، فهم يعلمون أن ليبيا في خطر، وأن واجب إنقاذها لا تراجع عنه».

كما تطرق حفتر إلى خطط ما بعد الانتهاء من تحرير طرابلس من الميليشيات المتطرفة. وأضاف: «بشكل سلس وطبيعي أيضاً، سندخل في مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة هذه المرة من حيث المدة والصلاحيات. ومن المهم أن تنجز في هذه المرحلة الانتقالية مهام أساسية عدة، لتمهيد الأرضية أمام الوضع المستدام منها حل كل الميليشيات ونزع سلاحها، ومنح الضمانات لكل من يتعاون في هذا المجال، وحل جميع الأجسام المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، الذي انتهت مدته وفشل في إيجاد أي مخرج للأزمة، بل خلق أزمات، وطبعاً تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مهمتها التجهيز لهذه المرحلة الدائمة التي نتحدث عنها». وأكد القائد العسكري على أن حكومة الوحدة الوطنية ستكون «الركيزة الأساسية» لليبيا، بعد تحرير طرابلس، موضحاً: «ستكون لدينا مرحلة انتقالية تديرها حكومة وحدة وطنية، ستعمل بعد تحرير طرابلس مباشرة، وإذا لم تتمكن من العمل لأسباب لوجستية أو أمنية مؤقتة، فقد تباشر عملها من أي مدينة أخرى، مثل بنغازي أو أي مدينة مستقرة وآمنة في الغرب أو الشرق أو الجنوب، إلى حين تجهيز طرابلس والانتقال لها. نحن لا نفرق كما تعلم بين مدينة وأخرى أو جهة وجهة ثانية، نرى فقط ليبيا الواحدة الموحدة».

وأثنى حفتر على مواقف بعض الدول الإقليمية، قائلاً: «بالإضافة إلى علاقاتنا المميزة مع جيراننا في مصر وتشاد، ومع الأشقاء في السعودية والإمارات والأردن والكويت، سجلنا تطوراً مهماً في علاقاتنا مع الجزائر والسودان. ونعتقد أنهم يوماً بعد يوم باتوا يتفهمون طبيعة حركة الجيش، وإسهامه إلى جانب شعبنا في محاولة الخروج من الوضع الخانق إلى مرحلة انتقالية، ثم إلى مرحلة دائمة تنتهي فيها كل المعاناة».

يأتي ذلك في وقت قالت وكالة الأنباء الليبية إن القوات المسلحة العربية الليبية بسطت سيطرتها على معسكر النقلية، وتتقدم باتجاه مركز طرابلس.

من جهة أخرى، أكد الجيش الليبي أنه كبد ميليشيات طرابلس خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بعد معارك استمرت ست ساعات، خلال الهجوم الفاشل على مطار طرابلس الدولي.

وأشارت وكالة الأنباء الليبية إلى أن الهلال الأحمر قام بنقل 40 جثة تابعة للميليشيات، إضافة إلى وقوع 15 آخرين في الأسر لدى الجيش الليبي.


- الجيش الليبي أكد أنه كبد ميليشيات

طرابلس خسائر فادحة في الأرواح

والعتاد، خلال الهجوم الفاشل على

مطار طرابلس الدولي.

تويتر