إغلاق مكتب «الجزيرة» بالخرطوم.. والاحتجاجات تتواصل

«العسكري» السوداني: ميدان الاعتصام أصبح خطراً على البلد والثوار

المحتجون يواصلون اعتصامهم في محيط مقر قيادة الجيش بالخرطوم. أ.ب

تدفق عشرات الآلاف من المتظاهرين السودانيين إلى وسط العاصمة الخرطوم، ليل الخميس، للمطالبة بحكم مدني، وسط زيادة التوتر مع المجلس العسكري الحاكم، الذي قال إن «ميدان الاعتصام أصبح خطراً على البلد والثوار».

ويُبرز الاحتشاد، الذي جاء تلبية لدعوة أطلقها زعماء الاحتجاج لتصعيد الضغط عل المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين، اضطراب الوضع في السودان، بعد نحو شهرين من عزل الجيش للرئيس السابق عمر البشير.

يأتي التصعيد بعد إضراب استمر يومين، نظمه تحالف قوى الحرية والتغيير، بعد الجمود الذي اعترى المحادثات بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.

واتهم قائد المنطقة العسكرية المركزية بالخرطوم، اللواء بحر أحمد بحر، عناصر منفلتة بمهاجمة مركبة تابعة لقوات الدعم السريع، والاستيلاء عليها قرب موقع الاعتصام.

وقال في بيان بثه التلفزيون: «ميدان الاعتصام أضحى غير آمن، ويشكل خطراً على الثورة والثوار، ومهدداً لتماسك الدولة وأمنها الوطني»، كما اعتبر أن الثورة خرجت عن سلميتها.

وقال المجلس العسكري إنه بمواجهة تطورات تشكّل «تهديداً للامن القومي»، ستتحرك قوات الأمن «وفق القانون، بما يضمن سلامة المواطنين، والعمل بحسم وردع المتفلتين».

وذكر شاهد من «رويترز» أن المحتجين، الذين كانوا قد تدفقوا إلى موقع الاحتجاج، رددوا هتافات ضد قوات الدعم السريع، التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري، الفريق ركن محمد حمدان دقلو.

ورددت الحشود هتاف: «قوات مسلحة بس.. والدعم يطلع برا»، في إشارة إلى قوات الدعم السريع. ووقف البعض أمام شاحنات عسكرية، تستخدمها القوة التي تسيطر على العاصمة.

وجاء موقف المجلس العسكري، بعد سقوط قتيل وجرحى بإطلاق نار في محيط الاعتصام، بحسب ما أفادت لجنة أطباء السودان.

من جهته، قال اللواء الركن عثمان محمد حامد، مدير العمليات في الدعم السريع، خلال مؤتمر صحافي ليل الخميس، بعد الاعتداء على إحدى مركباته، إن «قوات الدعم السريع قومية تتبع القوات المسلحة، وتنسق مع القوات المسلحة والقوات الأخرى، ولعبت دوراً فاعلاً في محاربة الكثير من الظواهر».

في غضون ذلك، قال مكتب قناة الجزيرة في السودان إن قوات الأمن السودانية سلمت أمراً من المجلس العسكري، بإغلاق المكتب دون إعطاء أسباب.

وقالت «الجزيرة»، التي تبثّ بانتظام صوراً لتظاهرات ضدّ الجيش السوداني، على موقعها الإلكتروني، إن «أجهزة الأمن السودانيّة أبلغت» مدير مكتبها «بقرار المجلس العسكري الانتقالي إغلاق مكتب شبكة الجزيرة في الخرطوم».

وأشارت إلى أنّ القرار يشمل أيضاً «سحب تراخيص العمل لمراسلي وموظّفي شبكة الجزيرة، اعتباراً من الآن». ولفتت إلى أنّ أجهزة الأمن السودانيّة «لم تُسلّم مدير مكتب الجزيرة أيّ قرارٍ مكتوب» بهذا الشأن.

تويتر