اختار أن يؤدي عمله في صمت كمدرس

رحيل صاحب «أشهر صورة» في حرب أكتوبر

الجندي المصري عبدالرحمن القاضي توارى عن الإعلام 46 عاماً. أرشيفية

ودعت مصر الأسبوع الماضي المقاتل المصري عبدالرحمن القاضي، صاحب أشهر صورة عبور للقوات المصرية في حرب أكتوبر 1973، والذي فضل أن يقضي حياته في صمت كمدرس في الصعيد بعيداً عن أي تواصل إعلامي.

ولد القاضي، وعاش بعد الحرب، في مدينة المراغة بمحافظة سوهاج، حيث كان أحد جنود الكتيبة 212 دبابات في الفرقة 19 مشاة.

والتحق الراحل يوم 4 أكتوبر 1967 بسلاح المدرعات، ثم تحول للكتيبة 212 الفرقة 19 مشاة، بالكيلو 16 طريق القاهرة السويس، وقاتل في حرب الاستنزاف.

وقالت ابنة بطل أكتوبر الراحل، صفاء القاضي، إن والدها صاحب صورة حرب أكتوبر التي تعبر عن النصر لم يكن مريضاً وكان يتمنى أن يلقى الله في شهر رمضان، الذي شهد انتصارات الجيش المصري في أكتوبر، وقد حقق الله رجاءه.

ونعى محافظ سوهاج، دكتور أحمد الأنصاري، بطل أكتوبر بإطلاق اسمه على أحد ميادين مدينة سوهاج.

وعاد القاضي بعد نهاية حرب أكتوبر 1973 إلى بلدته وانتهاء خدمته العسكرية في مايو 1974، وانخرط في صمت في عمله كمدرس متحاشياً الإعلام، حتى قدمه أخيراً قبيل رحيله أحد تلاميذه في الابتدائية، د.أحمد أبوالدهب، الذي تواصل مع ابن شقيقه الذي أطلعه على صور، وقدم سيرته لمجموعة «73 مؤرخين» المعنية بتوثيق سير وبطولات مقاتلي أكتوبر.

التحق عبدالرحمن بالتجنيد، عقب تخرجه مباشرةً، إذ بدأ حياته العسكرية في مركز التدريب، اشترك في البداية بسلاح المدرعات، ثم التحق بتخصص اتصالات سلكية ولاسلكية بسلاح المدرعات، وفيما بعد استقر في الكتيبة «212» الفرقة 19 مشاة، الموجودة بالكيلو 16.

ونقلت «مؤرخين 73» عن القاضي قوله «أجلت موعد زفافي حتى انتهاء الحرب، هيأت حياتي على كوني مقاتلاً على خط النار».

وفي ما يخُص «العبور»، قال القاضي «في أحد الأيام فوجئ الجنود بضربة جوية الساعة 2 ظهراً، لم يتوقع الجنود ما حدث، لكن أحدهُم همس في أذنهم، مُردداً: «اطمئن، سنعبر بإذن الله، اللواء عبدالغني الجمسي مجهز الخطة وربنا هينصرنا إن شاء الله».

تويتر