الرش مخفوق الحليب هو الشكل الأخير من الاحتجاج في بريطانيا

عندما تعرض رئيس حزب بريكست اليميني البريطاني نيجل فرج للرش بمخفوق الحليب "ميلكشيك" خلال قيامه بحملته من اجل انتخابات البرلمان الأوروبي في مدينة نيوكاسل البريطانية، لم يكن من الواضح ماذا كان فرج يشعر بالغضب أكثر من المتظاهر الذي قذفه بالحليب أم فريقه الأمني الذين لم ينتبهوا اليه. وقال فرج لفريقه الأمني وقطرات الكراميل و الحليب تتساقط منه "إنه فشل امني ذريع. كان بإمكانكم مشاهدته قبل ميل من وصوله إلي"
وفي واقع الأمر فإن هذا الهجوم لم يكن مصادفة اذ أن الرش بمخفوق الحليب أصبحت الشكل الأخير من الاحتجاج في بريطانيا، حيث تعرض عددا من السياسيين ومعظمهم من اليمينيين للرش بهذا النوع من الحليب من قبل المتظاهرين الغاضبين.

وبدأ هذا النوع من الاحتجاج بداية الشهر الجاري عندما انتشر تسجيل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة كثيفة  ويظهر شابا عمره 23عاما وهو يقذف مخفوق الحليب بالفريز على الناشط البريطاني المعادي للمسلمين تومي روبنسون، الذي يرشح نفسه كمستقل في انتخابات البرلمان الأوروبي عن منطقة نورث ويست البريطانية. وكانت المرة الثانية خلال يومين التي تلقى فيها روبنسون واسمه الحقيقي ستيفن كريستوفر رشه بمخفوق الحليب.
وانفرط عقد الرش بمخفوق الحليب بعد ذلك حتى تم رش المرشح عن حزب الاستقلال البريطاني كارل بنجامين عن منطقة ساوث ويست 4مرات بمخفوق الحليب خلال الأسبوع الماضي وهو يخضع لتحقيق الشرطة حاليا بعد أن صدرت عنه تعليقات مسيئة حول عضو برلماني عمالي زميلة له.

وبعيدا عن الانتخابات الأوروبية قال مرشح للحزب الاجتماعي الديمقراطي في الانتخابات البريطانية الفرعية في مدينة بيتربورو إن أحد المحتجين أفرغ كأس مخفوق الحليب في قاعة حملته الانتخابية.

وانتشرت هذه الظاهرة بصورة كثيفة لدرجة أن الشرطة البريطانية بدأت تمنع البريطانيين من شراء مخفوق الحليب بالقرب من مراكز الحملات الانتخابية.

ولم يكن مخفوق الحليب هو الخيار الأمثل بالنسبة للمحتجين على السياسيين الذين يريدون التعبير عن غضبهم. وعلى الرغم من أنه في بعض البلدان يفضل سكب المعكرونة او اللبن الرائب على السياسيين كطريقة للاحتجاج إلا أنهم في بريطانية يقذفون السياسيين بالبيض. وسبب شعبية استخدام البيض في بريطانيا بسيط جدا اذ أنه خفيف وبغض النظر عن احتمال وجود بيض فاسد، فإنه أداة غير مؤذية للاحتجاج، بيد أنها فعالة، اذ انه ليس هناك ما يمكن أن يثير غضب أي سياسي مثل صفار البيض وهو يسيل على بدلته او قشور البيض وهي تتناثر على جسمه.

وفي مناطق أخرى لايزال البيض هو الخيار الامثل لدى المحتجين، ففي استراليا أطلق على شاب عمره 17عاما بانه "فتى البيض" عندما فقس بيضة على السياسي الأسترالي اليميني فريزر انينغ بينما كان يدلي بتعليقاته التي انتقد بها المهاجرين المسلمين في نيوزيلند واعتبرهم مسؤولين عن المجزرة التي ارتكبها احد الإرهابيين المتطرفين في مسجدين بمدينة كرايستتشيرش في نيوزيلندة.

ولايزال هناك جدل لاستخدام مخفوق الحليب في الاحتجاجات، لأنه وإن كان غير ضار إلا أنه غير قانوني وقالت الشرطة إن الرجل الذي قذف مخفوق الحليب البالغ ثمنه 5.25جنيه إسترليني على فرج تم اعتقاله بتهمة الاعتداء على الاخرين.

 

تويتر